غزة- قُدس الإخبارية: تمكنت "كتائب القسام" الجناح المسلّح لحركة حماس، من كشف مخطط إسرائيلي للتجسس على قائد أركانها، عبر أجهزة إلكترونية "متطورة وغير معهودة".
مصادر في أمن المقاومة كشفت لـ"صحيفة الأخبار اللبنانية" تفاصيل "خطيرة" عن مخطط كبير حاول العدو من خلاله التجسس على قائد أركان كتائب القسام "مروان عيسى"، باستخدام مجموعة من الأجهزة المتطورة التي لا تعتمد على تتبع الاتصالات فقط، وجرى زرعها في مكان مقابلٍ لمنزله.
وبحسب مصادر المقاومة، فإن أمنها فكك أجهزة زرعها أحد العملاء في منزل مجاور لمنزل عيسى في مخيم البريج (وسط قطاع غزة)، إذ كانت موجّهة صوب المنزل لالتقاط الموجات الصوتية التي تصدر منه، ثم تبثه لأجهزة استقبال داخل الأراضي المحتلة، وهو ما يُعدّ نقلة نوعية ومتطورة في عمليات التجسس.
وأشارت إلى أن الاحتلال بجهازه التجسسي المتطور حاول تجاوز امتناع القيادي عيسى عن الحديث عبر أجهزة الاتصال العادية والخاصة خلال المرحلة الأخيرة.
وأوضحت أنّه جرى اكتشاف الجهاز خلال عمليات مسح شاملة للمنطقة، وتمكنت المقاومة اعتقال العميل الذي زرع الجهاز، وكشف منظومة تجسس متعددة زرعها العميل نفسه في المنطقة ومناطق أخرى.
كما كشف أمن المقاومة عن جهاز تجسس آخر زرعه عميل في سيارة أحد مرافقي القيادي عيسى؛ إذ اعترف العميل بأنه تسلّم الجهاز الصغير من الاحتلال ثم وضعه في منطقة مخفية داخل السيارة، كما تبين أنه كان مخصصاً للتجسس صوتياً على مَن بداخل السيارة، بالإضافة إلى جهاز تعقب.
وكانت كشفت قبل أشهر عن محاولات إسرائيلية لزرع جهاز تجسس على مقسم شبكة الاتصالات الخاصة الذي يغذي المنطقة التي يقطنها، لكن الواضح أنها لجأت إلى تغيير أسلوبها بسبب اكتشاف المقاومة طرقاً كثيرة لعملها.
المصادر ربطت بين الكشف عن مخطط التجسس على القيادي، الذي يمثل الذراع التنفيذية لمسؤول القسام محمد الضيف، وبين تفكيك الكتائب أجهزة تجسس زرعت على شبكتها السلكية الخاصة منتصف العام الماضي، علماً بأن أخطرها هو ما كُشِفَ في المنطقة الوسطى أيضاً، حيث استشهد خلال ذلك ستة من مهندسي المقاومة في عملية تفكيك لجهاز تجسس مزروع بالمنطقة.
الاحتلال يتهم القيادي مروان عيسى بأنه القائد الفعلي للكتائب، ومن مؤسسي التنظيم، ومهندس مشروع الأنفاق، والمبادر بالتواصل مع إيران. كما يتهمه بالمسؤولية عن إقامة وحدات كوماندوز جديدة، وفق ما نشره الملحق العسكري في شبكة "ريشت" العبرية منتصف العام الماضي.