غزة- خاص قُدس الإخبارية: عقّبت قيادات فتحاوية في قطاع غزة على تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي التي دعا فيها إلى إقالة الهيئة القيادية لحركة فتح في غزة.
وردّ عدد من الفتحاويين في غزة على دعوة الطيراوي بإقالة الهيئة القيادية، معتبرين أنها غير مناسبة لمكانتهم وأوضاعهم ولا تناسب الظروف الصعبة التي يمرون فيها في غزة، بحسب قولهم، مؤكدين أنها أمر "غير مقبول".
زقوت: اسحب تصريحك فغزة لا تخاف
من جهته، قال القيادي إبراهيم زقوت، للطيراوي: "في كل حقب التاريخ الفتحاوي، نذكرك بالخير ونحترم مواقفك إلى حين مطالبتك الهيئة القيادية لفتح في غزة بالاستقالة، هنا لا بد من التوقف والاستماع، لأن فتح تحتكم لميثاقها ومبادئها.
وأوضح أن "عضو اللجنة المركزية للحركة مرتبة تنظيمية عالية لا بد أن تظل محافظة على تاريخها ناصعا كي لا نصاب منه نحن أو الحركة بسهام الخصوم والأعداء"، مؤكدًا "قرار حركة فتح قرار مركزي يتقيد به العنصر والكادر والقيادة إلا أنه يتخذ وفق مسار الأطر الصحيحة في الحركة وليس قرارا فرديا وعلمي أن رئيس الحركة السيد الرئيس لم يتخذ شيئا بهذا الخصوص".
وبحسب زقوت، فإنّ القرارات الفردية تظل وجهات نظر إلى أن تعتمدها قيادة الحركة وفق المسار التنظيمي الصحيح وعليه لا يجوز أن نسمع عنها عبر وسائل الاعلام وصفحات الفيس بوك ومنصات الاعلام الجديد.
وأضاف في رسالته للطيراوي: "الهيئة القيادية العليا لفتح في غزة مشكلة منذ منتصف العام ٢٠١٧م تقريبًا ومارست مهامها الموكلة إليها وفق قواعد العمل التنظيمي، وخاضت الصعاب والتحديات خلال فترة عملها، ثم تذكرت اللحظة أن هناك هيئة قيادية عليا تمثل فتح في المحافظات الجنوبية لتطالب بحلها وتغييرها".
وتابع زقوت، "قرار الحركة منذ التأسيس أن القيادة للميدان تتصرف فيه قيادته وفق المصلحة الوطنية ومصالح الحركة"، مضيفًا أن قيادة الحركة في المحافظات الجنوبية اتخذت قرارها بتأجيل مهرجان الانطلاقة وفق المصلحة الوطنية ومصلحة الحركة وأبنائها".
وبحسب رسالته، قال: "لا تخيفنا حماس ولا رجالاتها، ففتح غزة لم تركع لمغتصب حقها يوما أو لظالم، غير أن الدم الذي حفظته قيادة فتح في غزة هو الدافع لقرارها، وقد صانت دماء أبناء شعبنا الذي ساند الحركة، بينما غطت على عينيك سحابة صيف وما أظلتك".
وأردف، "أقولها لك نحن أهل لهذا التحدي وقد أثبتت فتح في غزة ذلك، لكنك سيدي إذا أردت فنجان قهوة فلا بد لك من الاستعانة بعامل البوفيه، وفتح في غزة ليس لديها بوفيه أصلا لقد اعتقلت غالبية قيادتها يوم أن نادينا للخروج وما بقي إلا أمثالي من الهاربين الخائفين المرتبكين المهزومين، وما انهزمت فتح في غزة إلا دفاعا عن شعبها، وصون الدم مصلحة وطنية".
ودعا زقوت الطيراوي لسحب تصريحه عن صفحته عبر فيسبوك باعتباره موقفا لا حركيًا، يمثل دعوة للدم بنظر الناس، وعليك أن تكون عونا لفتح في غزة لا عليها، التي تقف موحدة خلف قيادة أبو ماهر حلس".
خويطر: فاجأنا بيانك وعلينا تذكيرك
من جانبه، قال نائب أمين سر إقليم شرق غزة نايف خويطر: "كم تمنيت أن لا أكون مضطرًا لكتابة هذه الكلمات خاصة بعد مغادرة قيادات الحركة في قطاع لمعتقلات الأمن الداخلي منذ سويعات ليتفاجأوا ببيان المزايدة الصادر عنكم".
وأضاف في رسالته للطيراوي، "علينا أن نذكركم ببعض الأمور التي غفلتموها، وأولها أن الحرص على الحركة والحديث بشأنها يتم عبر قنواتها الصحيحة وليس عبر المواقع الصحفية".
وأضاف خويطر: "غزة ليست أمرًا شاذًا وله قوانين خاصة فما ينطبق على جميع الساحات ينطبق على غزة، وكنا نتمنى منكم أن تحيوا أبناء فتح من أعضاء هيئة قيادية وأقاليم ومناطق ومكاتب حركية والذين تعرضوا للاعتقال والملاحقة ففاجأتمونا بموقفكم البعيد عن المنطق والمجافي للصواب".
وبحسب خويطر، فإنّ "قيادة فتح في غزة ثابتة على العهد وقد عملت بكل قوة لإفشال كل مخططات خصومها ومنهم أصدقائك يا سيادة اللواء والذين ما زلت تحميهم وتحمي وجودهم في مفوضيتكم الموقرة رغم تجنحهم الواضح والمثبت".
وتابع: "قيادة غزة تعمل في ظروف لا أعتقد أن سيادتكم تستطيعون أن تعملوا فيها فالعمل في غزة مغرم وليس مغنم"، مضيفًا "نثق بأخينا الكبير أبو ماهر ونثق بصلابته وبحكمته وبتقديره للموقف ونعتقد أننا أوصلنا رسالة مفادها ان فتح في غزة رقم صعب لا يمكن تجاوزه".
وأردف، "لا أعتقد أن أحدًا يستطيع أن يفهم تفاصيل غزة وظروفها سوى من يعيش تفاصيل معاناة أبنائها اللامحدودة"
الجدي: عذرًا الطيراوي.. نراك لحنت!
من جهته، قال أحد أبناء فتح الإعلامي سامح الجدي، "لست ممن يحبون تداول الشأن الداخلي للحركة على منصات التواصل الاجتماعي، لكن ما دفعني لذلك مضطرًا أن تصريحاتك بحق قيادة فتح بغزة التي أطلقتها مؤخرا، جاءت بتوقيت غير مناسب وفي ظرف غير ملائم".
وتابع في كلماته عبر "فيسبوك"، أن "غزة التي خرج فرسانها من أتون معركة سجل فيها أبطال فتح اروع أشكال البسالة والصمود أمام جبروت حماس، حتى وصل الأمر لاعتقال واستدعاء معظم أعضاء الهيئة القيادية التي خرجت لتوك تطالبها بالرحيل والمحاسبة"، بحسب قوله.
وأضاف في رسالته للطيراوي: "فتح بغزة يا سيادة اللواء تعرف شؤونها جيدًا وتستطيع أن تدبر أمورها، بإمكانها أن تنحاز لمصالح شعبنا المكلوم والمسحوق بفعل الانقلاب والحصار، وفر نصائحك للمرحلة المقبلة، وجه سهامك ورماحك باتجاه من يريد سرقة الحركة وتاريخها، لا باتجاه من حافظ وسيحافظ على ذلك".