غزة- خاص قُدس الإخبارية: بين غيبوبتين، فتح عينيه، حركّ لسانه، واستيقظ لثوانٍ، قال اسمه ونطق الشهادتين، وعاد ثانية إلى غيبوبة أبدية، جراء إصابته برصاص الاحتلال على الحدود الشرقية لمدينة غزّة.
كان الموقف الذي روته إحدى طبيبات الاستقبال بمستشفى الشفاء بغزّة، غريبًا ومثيرًا لاختلاط العواطف الإنسانية، عن شهيد بين غيبوبتين أوصل رسالته عرّف عن نفسه وأنهى كلماته الأخيرة بشهادة يختم بها سنوات من المقاومة السريّة التي لا يعلم عنها أحد.
الطبيبة سارة السقا، كتبت عبر حسابها على موقع "تويتر": "وصلنا مصاب مجهول الهوية غائبٌ عن الوعي، طلعته للعمليات وقبل ما نوصل، صحي ثواني بس حكالي أنا عبدالعزيز أبو شريعة، و"أشهد أن لا إله الا الله و أشهد أن محمدًا رسول الله"، وغيّب تاني دخلناه العمليات .. استشهد..".
وأثارت كلمات الطبيبة مشاعر الناس الذين تلقوا خبر استشهاده بحزنٍ كبير وأخذوا يعددون مآثره وصفاته الطيبة، فذكره أحد مدرسي جامعته د. عدنان أبو عامر بالقول: "شهيد الساعات الأخيرة عبد العزيز أبو شريعة... قضى معنا في الجامعة أربع سنوات، خفيف الظل، قصير اللسان، دمث الأخلاق.. لم يظهر لأحد انتماءه لفصيل مقاوم، متمثلا قول الفاروق: وما ضرّه ألا يعرفه الناس، وما يصنع بمعرفتهم.. لكن الله يعرفه.. شهادة الطبيبة التي رافقته في لحظاته الأخيرة أوقفت شعر رأسي.. صدق الله فصدقه.. هكذا نحسبه".
ويشهد رفاق ومعارف الشهيد عبد العزيز له بطيب الخلق والسمعة الطيبة، والعمل الجهادي المكثف بسرية لم يعلنها لأحد، حيث كان من الداعين لمقاومة الاحتلال والاشتباك معه، وكان حاضرًا في مسيرات العودة على حدود غزة.
واستشهد 4 فلسطينيين، برصاص قوات الاحتلال وأصيب 40 آخرين بينهم صحفييْن و4 من رجال الإسعاف على الحدود الشرقية لقطاع غزة أمس الجمعة، فيما أصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بيانًا قالت فيه إنها ستقرر غدًا بشأن قواعد العمل لمجابهة جرائم الاحتلال ضد أبناء شعبنا بمسيرات العودة.