فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: أكدت دراسةٌ أعدها الباحث عمر أبو عرقوب، أن الإدارة الأمريكية استخدمت تقنيات خطابية ووسائل متعددة، من أجل تشكيل تشكيل رأي عام مؤيد لخطتها التي تنوي طرحها من أجل التسوية السلمية، مستخدمة أساليب متعددة في خطابها الإعلامي، وكيفية تعاملها مع تسريب المعلومات حول تفاصيل هذه الصفقة وبنودها، في الوقت الذي غيّبت فيه الأطراف الدولية والعربية، ما أسهم في زيادة قوة موقفها.
وأثبتت الدراسة أن البيت الأبيض تعمّد الجمع بين وسيلتين في التأثير على "اللاوعي" لدى الجمهور المخاطب في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أولهما ربط الصفقة بالقيم الإيجابية والإنسانية، ومنها العدل والعظمة والاستقرار وإنعاش الاقتصاد والحرب على الإرهاب، وثانيهما الغموض وحجب تفاصيل الصفقة مع الحديث في العموميات.
وبيّنت الدراسة أن الولايات المتحدة سعت إلى ربط الصفقة بالتحالف الأمريكي - الإسرائيلي من جانب، وبتعزيز التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية من جانبٍ آخر، وذلك لخلق شعور لدى الفلسطينيين بالعزلة، وأنه لا طاقة لهم بمواجهة التحالف الأمريكي - الإسرائيلي في ظل التغيرات التي تحدث في محيطهم العربي تجاه إسرائيل.
وأوضحت أن الإدارة الأمريكية اعتمدت على مبدأ "التدفق الإعلامي" في نقل صورة الصفقة، معتمدة على كونها الطرف الوحيد الذي يعلم ببنودها، وبالتالي فقد تحكمت بتدفق المعلومات وفق الرؤية التي تريدها، ودون التخلي عن الغموض في كافة المراحل، ما أتاح اهتمام الدول العربية والفلسطينيين بها، ثم تقبل أطراف عديدة لهذه الصفقة والاعتقاد بأنها الحل الأمثل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وأكدت الدراسة أن هناك تضليلاً واختلافًا بين ما تتحدث عنه الرواية الرسمية الأمريكية، وما تقوم به من إجراءات على أرض الواقع، فبينما يدور الحديث عن "سلام عادل"، يسعى "البيت الأبيض" إلى فرض الصفقة على الفلسطينيين وحدهم من خلال الإجراءات والقرارات التي اتخذها ضدهم، مبينة أن هناك انحيازًا أمريكيًا واضحًا لـ"إسرائيل"، من خلال الدفاع عنها والمطالبة باحترام سيادتها والاعتراف بـ"يهودية الدولة"، مقابل تجاهل نقض "إسرائيل" للاتفاقات الدولية السابقة.
وأوصت الدراسة بتوحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني تجاه صفقة القرن، والتعريف بالمصطلحات التي يستخدمها السياسيون، وتفنيد الرواية الأمريكية - الإسرائيلية بشأن هذه الصفقة، والرد عليها بموضوعية من خلال توضيح بنودها وتحليل أبعادها، وتوضيح الخطوات والإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية دعمًا لـ"إسرائيل"، ومنها نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لـ"الدولة اليهودية".
كما أوصت الدراسة، الناطقين الإعلاميين والسياسيين الفلسطينيين، باستخدام لغة إعلامية وخطابية تأخذ بعين الاعتبار مبادئ هندسة الخطاب الإعلامي، وذلك بناءً على تقسيمات الجمهور العالمي، وأن يكون هذا الخطاب مؤثرًا إنسانيًا وسياسيًا وقانونيًا، مع ربط الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بالموقف الأمريكي الداعم لـ"إسرائيل" في كافة المجالات.