رام الله - خاص قدس الإخبارية: مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لجأ الاحتلال إلى أساليب متعددة للضغط على المقاومة الفلسطينية كان أبرزها العودة إلى سياسة قصف واستهداف المنازل والتجمعات السكنية على غرار ما قام به في الحروب الأخيرة.
ويبدو فشل الاحتلال في التعامل مع المقاومة ميدانياً إلى جانب تعاقب الفشل الذي أعقب عملية التسلل شرق خان يونس جنوبي القطاع، أول أمس الأحد، حاضراً أمام حكومة الاحتلال ومجلسها الوزاري المصغر "الكابنيت".
ويجمع مراقبون على أن المقاومة نجحت إلى حدٍ كبير في أن تكون صاحبة المبادرة وأن تكون يدها هي العليا هذه المرة في التعامل الميداني.
بدوره، قال الخبير واللواء واصف عريقات أن ما قام به الاحتلال من استهداف للمنازل والتجمعات السكنية يعكس حجم الإرباك عند القيادة الإسرائيلية، خصوصاً بعد عملية التسلل شرقي خان يونس.
وأضاف عريقات لـ "شبكة قدس": "فشل عملية التسلل واستهداف الحافلة وقصف الصواريخ من قبل المقاومة وضع الاحتلال أمام واقع جديد عليهم فهم لأول مرة يشعرون أن هناك عدم قدرة على اتخاذ قرار أو حتى مصارحة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بحقائق الأمور".
وبشأن إمكانية لجوء الاحتلال لاستمرار التصعيد لتحسين صورته أمام جمهور علق قائلاً: "مجريات الأمور ليست بصالح إسرائيلهي تدرك أنها لو استمرارت في العدوان أكثر ستدفع ثمناً باهظاً يفوق الثمن الذي ستدفعه لو أوقتف العدوان حالياً، فما جرى حتى الآن هي اخفاقات متعقابة، والمقاومة وغرفة العمليات المشتركة أثبتت جدارتها".
قراءة سياسية
من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر ضمن قراءاته التي أعقبت اجتماع "الكابينت" أن الاجتماع هو الأطول منذ سنوات الذي يستمر أكثر من 6 ساعات متواصلة، ولم يشهد تسريبات كما جرت العادة، ما يعني أنه ناقش قضايا حساسة، ذات بعد معلوماتي أكثر منها سياسي.
وتابع أبو عامر في برقيات سياسية نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "تزايد شائعات وقف إطلاق النار بالتزامن مع انتهاء الاجتماع متوقع في مثل هذه الظروف، ولأن تداولها الصحفيون أو بعض المصادر، لكن لا أظن أن لها رصيد من الواقع لدى دوائر صنع القرار".
وواصل قائلاً: "تواصل القصف الإسرائيلي بصورة متقطعة بعكس ما كان عليه ليلة أمس، ربما ارتبط بما سينجم عن الكابينت من قرارات مصادق عليها، وليس خطوات فردية من هذا الطيار أو ذاك القائد منخفض الرتبة"، مشيراً إلى أنه مع الرغبة بوقف العدوان، لكن الاحتلال في هذه النقطة يبتلع المنجل.
وأرجع ذلك إلى عملية خانيونس الفاشلة، ومشهد الكورنيت، وأنقاض مباني عسقلان، متسائلاً: "فهل تنهي عدوانها في حين أن يدها السفلى، وأيادي المقاومة هي العليا؟".
واعتبر أن إنهاء العدوان الإسرائيلي هذه اللحظات، واستئناف التهدئة، يعني كتابة شهادة وفاة لبعض الساسة والعسكريين الإسرائيليين، ومنح خيار المقاومة شهادة الإيزو ليكون ممثلا للفلسطينيين.