جنين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: "ما بدي أسلم حالي اليوم.. تعال بكرة" يتحدى خالد قبلاوي (18 عاماً) ضابط الاحتلال مجدداً، الضابط الذي جلس في منزله بقرية برقين جنوب غرب جنين، وقد أبلغه من خلال هاتف شقيقه المصادر، أنه لن يعود دونه هذه الليلة، ولن يُحرج مرة أخرى بسببه ولو كلفه ذلك قتله، إلا أن خالد يصر مجدداً، "مش فاضي اليوم.. تعال بكرة".
لم يكن خالد ينوي أن يسلم حاله غداً أو حتى بعد غد، فقد اتخذ قراره أن مهمته لم تنته بعد، والثأر لم ينله حتى الآن، وما زال متمسكاً بقراره أن يبقى يطارد الاحتلال، فمنذ الأول من نيسان 2018 بدأت قوات الاحتلال مطاردة وملاحقة خالد بعد أن انتزعت اعترافات من مجموعة أسرى تضمنت إفادات حول تنفيذ خالد عمليتي إطلاق نار استهدف فيها حاجزي الجلمة وبيسان، أما العملية الثالثة فكانت حرقه لجيب إسرائيلي بعد استهدافه بعبوات متفجرة خلال اقتحام شهدته قرية برقين.
صعّد الاحتلال من اقتحاماته لبرقين بحثاً عن خالد، فيما بدأ بسياسة الضغط على عائلته وتهديدها بالاعتقال، لتشهد برقين في 16 نيسان تصعيد الاحتلال اقتحامه للقرية برفقة قوة من الجيش الأمريكي ليداهموا منازل عدة ومحال تجارية، وذلك ضمن مناورة مشتركة للجيشين وصفت بالأكبر منذ بدايتها عام 2001.
سعيد القبلاوي شقيق خالد يروي لـ قدس الإخبارية، "اقتحموا منزلنا في المرة الأولى وحطموا محتوياته، كما اعتدوا علي بالضرب ووضع حينها الضابط بارودته بفمي وهددني إذا لم أحضر خالد سيقتلني، كما هددونا بهدم المنزل".
الضابط الإسرائيلي اتصل من هاتف سعيد على خالد مطالبه بتسليم نفسه دون أن ينتبه إلى أن الهاتف مزود بتطبيق تسجيل المكالمات، يقول سعيد، "هدده الضابط في المرات السابقة بالقتل خلال المكالمات التي كان فيها يحاول اقناعه بتسليم نفسه، إلا أن هذه المكالمة تم تسجيلها تلقائياً على هاتفي وقمنا بنشرها مؤخراً".
[video width="400" height="224" mp4="https://www.qudsn.co/wp-content/uploads/2018/10/محمد-عبد-اللطيف-مكالمة-مسجلة-بين-مجند-صهيوني-و-الاسير....mp4"][/video]وأضاف، "كان الضابط يقول لأبي إنّه يستطيع قتل خالد كما قتل الشبح أحمد جرار.. وكان يصف لأبي ماذا يرتدي خالد اليوم ملابس وأين كان يتواجد، وهو ما أثار الشكوك أن هناك عميل يزود الاحتلال بهذه المعلومات".
أما عن الاقتحام الثاني فيروي سعيد - أسير محرر قضى في سجون الاحتلال ثلاث سنوات - أنّه لم يحضر ضابط إسرائيلي واحد هذه المرة بس حضر خمسة ضباط آخرين، "كما كان برفقة جيش الاحتلال جنود ضخمين يضعون العلم الأمريكي على يدهم، إضافة للكلاب البوليسية".
جيش الاحتلال هدد خالد باعتقال والده وشقيقه وقد بقي في المنزل حتى الساعة الخامسة فجراً، ما دفع خالد للعودة إلى المنزل خوفاً على عائلته ليعتقله الاحتلال بعد أكثر من أسبوعين من المطاردة والملاحقة اليومية، في 17 نيسان، "خالد كان ينوي سلوك طريقاً أخرى، وقد سلم نفسه مجبراً خوفاً على والدي"، يعلق سعيد، مضيفا، "خالد كان يشارك في كل عمليات التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال في جنين ومخيم جنين وقباطية وبرقين.. هو انسان عنيد يرفض الاستسلام".
[video width="320" height="320" mp4="https://www.qudsn.co/wp-content/uploads/2018/10/WhatsApp-Video-2018-10-25-at-10.00.43-PM.mp4"][/video]لتحقيق قاس ومكثف أخضع خالد في سجن الجلمة مدة 60 يوماً لم ينتزع خلالها الاحتلال أي اعتراف منه، ليحوله بعد ذلك إلى قسم العصافير في سجن عوفر، "قضى خالد في قسم العصافير عشرة أيام تقريباً وكانت لديه شكوك أنه ليس بقسم عادي للأسرى كما أوهمتهم إدارة سجون الاحتلال.. وفي إحدى الأيام بدأ أحد العصافير بتوجيه الاتهامات إليه والتشكيك بسبب اعتقاله، فضربه خالد بالمقلاة على رأسه ما دفع إدارة السجون لإخراجه من قسم العصافير دون أن تنتزع منه أي اعتراف"، يروي سعيد.
الاحتلال قدم لوائح اتهام لخالد تخلو من اعترافاته، ويهدده اليوم بإصدار حكم بحقه قد يصل إلى ست سنوات ونصف إضافة لغرامة بقيمة 10 آلاف شيقل، "يقول خالد إنه سيخرج أقوى وأعند، فالسجن ليس مكانا ً إلا لشحنه بالعزيمة"، مشيراً إلى أن التحق في جامعة القدس المفتوحة وبدأ بالدراسة.
خالد لم يكن الأول في العائلة الذي يعتقل في تلك الفترة، فاعتقل الاحتلال عمه الأسير المحرر راجح قبلاوي الذي سبق أن أمضى سبع سنوات في سجون الاحتلال، وقد وجه له هذه المرة تهمة تنفيذ علملية إطلاق نار على حاجز حوارة، وقد طارده الاحتلال أسبوعين قبل أن يتمكن من اعتقاله، فيما يهدده اليوم بإصدار حكم بحقه قد يصل إلى ست سنوات، كما أن معظم أفراد العائلة هم أسرى سابقين قضوا أحكام عالية من بينهم عمته الأسيرة المحررة قاهرة السعدي، وعمه حمودة القبلاوي، ووالده.
خالد كان واحد من 20 مقاوماً اعتقلتهم قوات الاحتلال من قرية برقين، وقد أطلقت عليهم اسم "خلايا الانتقام لأحمد جرار"، إذ نشطوا بعملياتهم الفدائية والتي كان معظمها عمليات إطلاق نار اتجاه حواجز الاحتلال ونقاطه العسكرية خلال عملية ملاحقة الشهيد أحمد جرار ومحاصرة قرية برقين ومحاولة فرض سياسة الردع والعقاب على أهالي القرية.