فلسطين المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: عقبت فصائل فلسطينية اليوم الخميس، على إعادة تكثيف الاعتقالات السياسية، حيث تعتقل الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة أكثر من 70 كادرًا من أبناء حماس وأنصارها، طالت نشطاء وأسرى محررين، فيما اعتقلت الأجهزة الأمنية بغزة كوادر من حركة فتح بالقطاع.
حركة "حماس" قالت اليوم الخميس، إن أجهزة أمن السلطة في الضفة المحتلة اعتقلت العشرات من كوادرها، اعتقلت الليلة الماضية نحو 70 شخصًا من أنصار الحركة في المحافظات معظمهم من الأسرى المحررين.
وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري، إن اعتقال العشرات من كوادرها يعد تصعيداً خطيرًا، يأتي ضمن نهج السلطة الإقصائي ورفضها للرأي الآخر الذي يمثل غالبية الشعب وفصائله الحية.
كما اعتبر القيادي في الحركة عبد الرحمن شديد في تصريحٍ له أن "موقف الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، المطالب بوقف العقوبات على قطاع غزة ومعالجة حالة التفرد التي تمارسها قيادة السلطة أصبح ضرورة، وأن الاعتقالات السياسية تعبير عن انغلاق الأفق أمام السلطة في إنجاز أي شيء لشعبنا سوى الحصار والاعتقالات".
وطالب شديد "قيادة السلطة بوقف كل أشكال القمع والاستهداف لمناضلي شعبنا الذي رفع ثلاثية: لا لعقوبات غزة، ولا للتفرد، ولا للتنسيق الأمني مع الاحتلال، ونعم للمقاومة وخيارها لمواجهة الاستيطان وتهويد القدس والأقصى"، متسائلًا "لمصلحة مَن يلاحق المناضلون والأسرى المحررون في الضفة، ويحاصر الفلسطيني في قطاع غزة".
أما حركة "فتح"، فقالت في بيانٍ لها أمس إن الأجهزة الأمنية بغزة أقدمت على اعتقال العشرات من كوادرها، حيث بلغ عدد المعتقلين خلال 48 ساعة أكثر من 100 معتقل سياسي من كوادر حركة فتح، وفقًا للبيان، مضيفة أن الاعتقالات تأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد وتنسجم مع المواقف الخارجة عن الوطنية وتتساوق مع الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لتمرير صفقة القرن، وتخريب استحقاقات الشعب الفلسطيني ونسف الجهود المصرية تجاه المصالحة”.
وطالبت بضرورة عودة حماس إلى ما أسمته "وعيها الوطني"، والإفراج عن جميع من اعتقلتهم في الأيام الأخيرة، وإغلاق ملف الاعتقال السياسي، كما أن عليها تطبيق ما تم التوصل إليه بخصوص تمكين الحكومة، بحسب البيان.
كما دعت فتح، كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الضغط على حماس من أجل تراجعها عن تفجير الوضع الداخلي، ومعالجة جميع القضايا الوطنية في إطار جمعي يحكمه الوعي ووحدة المصير، وإعفاء المجتمع الفلسطيني من التفسخ والتفتت خدمة للاحتلال الإسرائيلي.
الفصائل: الاعتقالات تحدٍ للمواجهة الشعبية وتقويض لجهود المصالحة
من جهتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على لسان عضو مكتبها السياسي رباح مهنا، إن الاعتقالات التي تُشن في الضفة المحتلة وقطاع غزة، تؤكد أننا أمام سلطتين قمعتين، ولا حل ولا تحرر دون مشروع حقيقي لإنهاء الانقسام.
وأضاف في حديثه لـ"قُدس الإخبارية"، "يجب أن يكون هناك ضغط شعبي حقيقي ومن الفصائل وعلى رأسها الشعبية أيضًا لإجبار الطرفين على وقف هذا الملف وإنهاء ملف الاعتقال السياسي نهائيًا.
وأشار إلى أن هناك جهود تجري حاليًا للافراج عن المعتقلين بغزة، لكن هذه جهود ترقيعية طالما لم يتم حل هذه القضية بشكلٍ جذري ووقف الاعتقالات السياسية التي تعتبر نسفًا لجهود المصالحة، لا سيما التي ترعاها مصر مؤخرًا.
أما حركة الجهاد الإسلامي، فأكدت على لسان القيادي فيها أحمد المدلل أن الاعتقالات السياسية التي تشنها أجهزة أمن السلطة ضد المقاومين والأسرى المحررين في الضفة الغربية تخدم أجندة الاحتلال.
وأضاف المدلل في حديثه، أن "هذه الاعتقالات تحدٍ كبير للمواجهة الشعبية والمعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة"، مشددًا على ضرورة احتضان الرئيس محمود عباس للمقاومة الشعبية في الضفة، ورفض التنسيق الأمني، ورفع العقوبات عن قطاع غزة".
وتابع بقوله "عباس يمارس الإقصاء للفصائل والقوى الحية في شعبنا، ويفرض العقوبات على غزة، وهو لا يمثل إلا نفسه"، داعيًا أهالي الضفة إلى مواجهة الاحتلال والمستوطنين والتنسيق الأمني، وإشعال نقاط التماس مع الاحتلال".
كما أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاعتقالات السياسية التي تنفذها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة على حد سواء، مطالبة بانهاء ملف الاعتقال السياسي.
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، في حديثه لـ"قُدس الإخبارية"، "نرفض سياسة الاعتقال في أي مكان، وندين كافة محاولات الاعتقال على خلفية الانتماء أو الرأي والتعبير أو التحركات المطلبية".
ودعا أبو ظريفة، الطرفين إلى وقف هذه السياسة فورًا، لما تسببه من إلحاق للأذى وتعكير للأجواء والمناخات أمام جهود المصالحة، مشيرًا إلى أن هذه الاعتقالات تعتبر تضييقًا للحريات وتتنافى مع القانون.
كما طالبت الديمقراطية، بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين في كافة المحافظات، مضيفة "آن الأوان لوقفة جدية حقيقية لرفض مثل هذه التصرفات المخزية، والعمل على توفير مناخات وطنية أفضل، لأن الوضع وصل إلى حد لا يحتمل".
وكانت الأجهزة الأمنية بالضفة شنت خلال ساعات الليل وفجر اليوم حملة اعتقالات واسعة بحق العشرات من أنصار حركة حماس، في مختلف مناطق الضفة، غالبيتهم من الأسرى المحررين، بحسب لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة.
وأوضحت اللجنة عبر صفحتها على "فيسبوك" أن "أكثر من 100 حالة اعتقال سياسي واستدعاء في الضفة نفذتها أجهزة السلطة فجر اليوم في صفوف قيادات وعناصر حماس".