نابلس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: الساعة التاسعة والنصف من مساء 17 أيلول، يحطم هدوء ليل قرية أوصرين جنوب شرقي مدينة نابلس المحتلة، أصوات قنابل ورصاص مفاجئة، تدفع سريعاً وراد فهيم عديلي لاستطلاع الأمر من نافذة منزل أحد الأقارب، وما أن أطل برأسه حتى أصابه جنود الاحتلال برصاصة مباشرة في عينه.
رائد عديلي ابن عم رواد يروي لـ قدس الإخبارية، أن العائلة لم تكن تعلم باقتحام جيش الاحتلال وما أن سمعت ضجيج في محيط المنزل سبق إطلاق الرصاص والقنابل، توجه وراد (51 عاماً) إلى النافذة لاستطلاع ما يحدث في محيط المنزل، وما أن فتح النافذة حتى أصيب برصاصة مباشرة في عينه اليسرى.
وبين أن وراد أصيب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط اخترقت عينه وقد ألحقت أضراراً كبيرة فيها، مشيراً إلى أنه خضع لعملية جراحية وتم استئصال عينه بالكامل، فيما ألحقت الرصاص كسور في الحجرة الرابعة في عينه ومن المتوقع أن يخضع لعمليات جراحية أخرى إذا لم تلتئم جروحه.

الإصابة المباشرة التي تعرض لها وراد تؤكد أنه تعرض لإطلاق نار من مسافة قريبة، "لم نر جنود الاحتلال كنا نرى فقط جيبات عسكرية في الحي.. لا نعلم كيف تم إطلاق النار عليه؟ ولماذا تم استهدافه وهو داخل المنزل؟"، مضيفاً، "نتوقع أن اطلاق النار تم من داخل الجيب العسكري أو ربما من جنود كانوا يختبئون في العتمة... إلا أن كاميرات المراقبة لم ترصد إلا الجيبات العسكرية".
ويقول رائد إن وراد يعاني من وضع نفسي صعب منذ إصابته إذ لم يتقبل حتى الآن فقدانه لعينه، كما يرفض الحديث حول ما جرى معه، مشيراً إلى أنه أب لخمسة أبناء أصغرهم يبلغ من العمر (15 عاماً)، ويعمل في تربية المواشي لإعالة أسرته، "وضعه المادي بسيط جداً، ولا يوجد معيل لأسرته غيره".
يذكر أن جنود الاحتلال يستخدمون الرصاص المعدني المغلف بالمطاط بشكل مكثف خلال المواجهات ويطلقوها بشكل مباشر اتجاه المتظاهرين والمتواجدين في المنطقة، بالمناطق العلوية من الجسد، وقد سبب إطلاق الرصاص المعدني والاسفنجي فقدان عدد من الفلسطينيين عيونهم، كما يسبب الرصاص المعدني جروح خطيرة، تؤدي أحياناً إلى الاستشهاد.