غزة - خاص قدس الإخبارية: ارتفعت وتيرة التفاعل الشعبي على الحدود التي تفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة عام 1948 بشكلٍ لافت للأنظار في الأسابيع الأخيرة، لا سيما في أعقاب التعثر غير المعلن بصورةٍ رسمية لجهود التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار.
ويعتبر افتتاح الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار نقطتين إضافيتين للتظاهر أسبوعيًا أيام الإثنين والثلاثاء، إلى جانب الجمعة، أحد أشكال تصعيد المسيرات، إضافةً إلى وحدة الإرباك الليلي التي قام النشطاء بابتداعها في الأيام الأخيرة الماضية.
ويرى محللون أن القطاع قد يكون مقبلاً على موجة تصعيد كبيرة في حال استمر الاحتلال في المماطلة ولم يقم بالاستجابة لمطالب فك الحصار المفروض على غزة، خصوصًا وأن الوسطاء تراجع دورهم بشكلٍ لافت للأنظار بعد الجولة الأخيرة التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة.
الصبر ينفذ
من جانبه، أرجع الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف سبب تصاعد المسيرات على الحدود إلى أن صبر الفلسطينيين بغزة أوشك على النفاذ في ظل استمرار حالة المماطلة.
وقال الصواف لـ "قدس الإخبارية" إن قطاع غزة مقبلاً على مواجهة لا يحمد عقباها إذا لم يتم الاستجابة لمطالبة رفع الحصار، مضيفاً: "على الوسطاء أن يتحركوا ويتلقطوا رسائل التصعيد الحدودية فاستمرار الحصار يعني أننا مقبولون على مرحلة مواجهة صعبة".
وأشار إلى أن الوسطاء إذا لم يجدوا حلاً بالفلسطينيي سيقرر في النهاية خيار المواجهة حال لم يتم الاستجابة لمطالبه، داعيًا الجميع للحذر من انفجار الأمور وتحمل كافة المسؤولية.
واستكمل قائلاً: "المسيرات لن تتوقف حتى لو أدى ذلك لاستشهاد المزيد من الأعداد لأن هناك فهم وإدراك فلسطيني بضرورة رفع الحصار"، مواصلاً: "عندما ينفجر القطاع لن تكون الآثار مقصورة على الشعب الفلسطيني وغزة، بل ربما تكون الآثار منعكسة على بعض الدول المجاورة حتى وهو ما على العالم أن يلتقطه".
واعتبر الصواف أن الاحتلال يعاني من أزمة حقيقة رغم ما تقوم به بعض الأطراف الفلسطيني - التي لم يسمها - من إعطاءه أملاً أن هذه التظاهرات قد تتوقف، منوهًا إلى أن المسيرات وتصاعدها أدى إلى تشكيل مصدر قلق كبير للاحتلال الذي لن يتحمل استمرار حالة الاستنزاف القائمة على الحدود.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني سيقوم بتفعيل المزيد من الجبهات، على غرار النقطة البحرية ونقطة بيت حانون شمالي القطاع، مشددًا على أنه إذا لم يؤدي ذلك إلى النتيجة المرجوة فإن المواجهة ستكون حتمية.
دلائل سخط
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن تصاعد المسيرات بهذه الشاكلة دليل على حالة السخط الشعبي والفصائلي من محاولة المراوغة التي جرت في الآونة الأخيرة والمتعلقة بمفاوضات التهدئة.
وقال المدهون لـ "قدس الإخبارية" إن المسيرات بات واضحًا أنها ستتسع كمًا ونوعًا خلال الفترة المقبلة من أجل زيادة الضغط على الاحتلال، مشيرًا إلى أن الابتكارات الأخيرة التي جرى القيام بها من خلال وحدة "الإرباك الليلي" وافتتاح النقاط الليل أحد الأساليب الجديدة.
وبين الكاتب والمحلل السياسي أنه طالما استمر الحصار المفروض على القطاع فحالة التصاعد في وتيرة المسيرات ستتصاعد، مرجحًا أن تصل الأمور إلى حالة "اجتياح" جماعي من قبل الجماهير الفلسطينية للسياج الحدودي الفاصل.
وتابع قائلاً: "لا خيار إلا استمرار إعلاء الصوت بضرورة رفع الحصار لأننا نقترب من حالة انفجار كبيرة خصوصًا وأن هناك انهيارات في القطاع على صعيد الخدمات والعمال والصحة"، مؤكدًا أن كل التوقعات تشير إلى زيادة في وتيرة الالتحامات الحدوية واشتداد الاشتباك مع الاحتلال