استنكرت الفصائل الفلسطينية اللقاءات الثلاثية التي جرت على هامش منتدى دافوس للاقتصاد في الأردن بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ووصفت الفصائل تلك اللقاءات بأنها تطبيع جديد وتضليل للشعب الفلسطيني للعودة لمسيرة المفاوضات على الشروط الإسرائيلية.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفضت عقد اللقاءات مع رئيس دولة الاحتلال شيمون بيريز في الاردن والوفد الكبير المرافق له من رجال الاعلام والاعمال، وعدته إمعاناً في التطبيع والوهم والتضليل الذي يجري نشره عالمياً من جديد في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد على الضفة الشرقية للبحر الميت.وقالت الجبهة الشعبية في تصريح صحفي " هذه اللقاءات هدفاً للاحتلال، يرمي خلافاً لتاريخه وحقيقة ودوره تقديم رئيس دولة الاحتلال كرجل وصانع سلام، فيما يعلم الجميع بأنه لا يحدد او يقرر سياسة حكومة الاحتلال، وما يقوم به لا شيء سوى تسويق سياسة حكومة الاستيطان والحرب وخداع الرأي العام بالكلام المعسول عن السلام وما يسمى بحل الدولتين، في وقت يجري على قدم وساق تهويد مدينة القدس وتنكره المطلق للقانون الدولي والانساني والتآمر السافر على فلسطين والمنطقة و على الشقيقة سوريا لتقويض مكانتها شعبا ودولة وموقفا ودورا".
وطالبت الجبهة بالكف عن المراوحة في دائرة المفاوضات والحلول الثنائية بالمرجعية الامريكية والعودة لهيئة الامم المتحدة ومنظماتها لتنفيذ قراراتها ذات الصلة، باعتبارهذه القرارات المعيار الحاسم للموقف من السلام ومن الاحتلال والاستيطان.
فيما حذر المتحدث باسم الجهاد داود شهاب من أن تكون اللقاءات داخل المنتدى العالمى بداية لانطلاق المفاوضات مع الاحتلال التى يرعاها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بغطاء من لجنة المبادرة العربية.
واستهجن المتحدث باسم الجهاد الإسلامي رعاية الأردن لمثل هذه اللقاءات التى أعلن الشارع الأردنى رفضه لها. كما استنكرت الحركة استقبال الأردن رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز وعدد كبير من رجال الأعمال والصحفيين الصهاينة، واصفة ما يجرى بأنه تشجيع مباشر على التطبيع مع الاحتلال.بدورها أكدت لجان المقاومة في فلسطين أن الأسلوب الأنجع والطريق المجدي لتحرير الأسرى لن يكون إلا عبر عمليات أسر الجنود الصهاينة ومبادلتهم بالأسرى في السجون الصهيونية الذين يتجرعون الآلام والعذاب جراء استمرار إعتقالهم الظالم .
وأوضحت لجان المقاومة أن تحرير الأسرى من سجون العدو الصهيوني واجبا شرعيا مؤكدة أن عمليات أسر الجنود هي طريق الخلاص لأسرانا وأن صفقة وفاء الأحرار شكلت خطوة متقدمة وصورة مشرفة في مسيرة الجهاد والمقاومة لشعبنا الأبي وجاءت لتكرس النهج المقاوم .
وشددت لجان المقاومة على أن التمسك بأسلوب إستجداء الأعداء هو مضيعة للوقت ومزيدا من بيع الأوهام لشعبنا الفلسطيني وأن طريق المقاومة والجهاد والتصدي للعدو الصهيوني ومخططاته الإجرامية و التمسك بالثوابت والأهداف الوطنية هو السبيل الوحيد لكسب الحقوق وتحرير الأرض من الغاصبين الصهاينة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد صرح خلال المنتدة بأن السلطة الفلسطينية لا تخجل من التنسيق مع الإسرائيليين، مبدياً افتخاره بأن الضفة الغربية لم يتعرض بها أي إسرائيلي لإعتداء منذ 7 سنوات.
أما الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية أ. خالد أبو هلال، فوصف لقاءات عباس- كيري بالعبث، وقال أبو هلال خلال لقاء تلفزيوني :" إن حركة الأحرار والفصائل تتابع وتنظر بخطورة بالغة لما تقوم به السلطة ومحمود عباس من خطوات تهدف لإعادة المفاوضات المباشرة مع الاحتلال".
واعتبر أبو هلال أن عباس يستخدم ملف المصالحة من أجل المناورة مع الصهاينة والأمريكان وعيونه على المفاوضات, في حين أن الأجواء التي يشهدها ملف المصالحة هي أجواء ايجابية وصلت لتشكيل حكومة توافق في مدة ثلاثة أشهر, مشدداً في الوقت نفسه بأن المصالحة والمفاوضات خطان لا يلتقيان وأن كل لقاء مع الأمريكان والصهاينة تبعد عباس والسلطة عن المصالحة.
واستغرب أبو هلال من حجم الترحيب الذي يناله كيري من عباس والسلطة وهو يعلم أن كيري والإدارة الأمريكية الحليف والداعم الأول للاحتلال، وأن عباس والسلطة تتنقل بوجود كيري من سقف تنازل إلى سقف آخر على حساب القضية الفلسطينية.
وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك "الخطة الاقتصادية التي تحدث عنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تسويق للوهم وخداع للرأي العام وحرق للوقت لصالح الكيان الإسرائيلي يجب ألا تنطلي على أحد".