شبكة قدس الإخبارية

اوتوستراد تغني للتطبيع!

شذى حمّاد

الأردن - خاص قدس الإخبارية: نشرت الفرقة الأردنية "اوتوستراد" إصداراً غنائياً جديداً تحت عنوان "مقاطعني" معبرة عن رفضها دعوات المقاطعة الشعبية التي أثيرت ضدها منذ إحيائها حفلات غنائية في الداخل المحتل عام 2013، والذي يعتبر تجاوزاً لدعوات التطبيع التي تعتبر زيارة كيان الاحتلال، اعترافاً وتشريعاً بوجوده على أرض فلسطين، وهو الذي واجهه النشطاء الفلسطينيين حينها بفعاليات احتجاجية غاضبة.

ويعتبر الإصدار الغنائي الجديد لفرقة "اوتوستراد" سابقة خطيرة، ودعوة صريحة للتطبيع، لما يحتويه من مضمون يعتبر التطبيع "وجهة نظر" تقبل الاختلاف أو الاتفاق معها، كما يتضمن تحدي الإرادة الشعبية الفلسطينية والعربية التي ترفض التطبيع مع الاحتلال في كافة المجالات، وهو الإصدار الغنائي الأول من مضمونه الذي جاء في الوقت التي تدعو فيه لجنة المقاطعة للالتفاف الدولي والعربي حولها في ظل ما واجهه من محاربة مستمرة من قبل الاحتلال، والتي كان آخرها منح الحصانة الكاملة للمحامين الذين يترافعون في قضايا عن كيان الاحتلال ضد حركة المقاطعة.

الإصدار الغنائي المصور في الأبيض والأسود، من كلمات خير فودي وافو دمرجيان، نشر على قناة يوتيوب الخاصة بالفرقة الأردنية في 27 آب 2018، وقد حاز على أكثر من أربعة آلاف مشاهدة حتى الساعة السادسة من مساء اليوم 28 آب.

ويفتتح الفيديو الذي تبلغ مدته خمسة دقائق وتسعة ثواني، بمشاهد متكررة في صحراء يتخللها طريق طويل وذلك لمدة دقيقة وتسعة ثواني ويرافقها موسيقى صاخبة، قبل أن تبدأ الفرقة بالغناء، "مقاطعني وقايل إني عم بطبع، ومطلعني خاين كافر ما بدك تسمع"، "خليك قاعد مستني.. لا تخربش فيهم اسمك مش اسمي"، وهو المقطع الذي تكرره الفرقة عدة مرات في أغنيتها، في إشارة للاتهامات التي وجهت للفرقة التي تورطت بالتطبيع بعد إحيائها حفلات غنائية في الجولان والناصرة وحيفا ورام الله والقدس، وذلك بعد الحصول على تأشيرات من سلطات الاحتلال.

وينتقل الفيديو من المشاهد في الصحراء إلى أزقة بلدة قديمة، ومشاهد لمنازل وأبنية، ومشهد سريع للجدار، وتستكمل الفرقة غنائها المقطع الذي تكرره مرتين، وتبرر خلاله الذهاب إلى فلسطين المحتلة: "إحنا حب بالمهباش ع الطاحون.. وين القلب يحب يدب محلى بلادي هالمزيون"، "ذهب ونفط وشجر ونخل ومية عذبة بين عيون بلادي".

وتستعرض الفرقة الأردنية التي تأسست عام 2007، في القسم الثاني من أغنيتها، مشاهد لأعضاء الفرقة بجوار الجدار الفاصل ومشاهد أخرى من الحفلات التي أحيتها في المدن المحتلة - وكانت حينها قد أثارت ردود فعل غاضبة ودعوات واسعة لمقاطعتها - وتزامن مع عرض هذه المشاهد تكرار المقطع الغنائي الأول.

وكانت قد كشفت حركة المقاطعة في الرابع من آذار 2015 - في ذروة انتفاضة القدس الأخيرة- أن فرقة "أوتوستراد" الأردنية حصلت على تأشيرة دخول  إسرائيلية للقيام بعدة جولات في فلسطين المحتلة، وقد حصت الحملة في بيان لها على عدم استضافة الفرقة ومقاطعة حفلاتها لإصرارها على خرق معايير التطبيع.

الإصدار الجديد للفرقة الأردنية "اوتوستراد" والذي جاء بعد خمس سنوات على الحفلات الفنية التطبيعية التي أحيتها في الأرض المحتلة، لا يعتبر فقط تبريراً لتطبيعها، بل ربما إشارة لإصرارها إحياء حفلات تطبيعية أخرى، في ظل مواصلة الكثير من الفنانين الأجانب والعرب إعلان مقاطعتهم للاحتلال ورفضهم زيارة فلسطين المحتلة وإحياء الحفلات والمهرجانات فيها.

ويتزامن نشر إصدار "اوتوستراد" الجديد في الوقت الذي يواصل فيه النشطاء في الأردن لمقاطعة غاز الاحتلال والتصدي للاتفاقيات التي يحاول الأردن تمريرها مع الاحتلال، ما قد ينعكس سلباً على الوعي الشعبي الأردني والعربي الذي يحاول نشطاء المقاطعة تعبئته بالايمان بضرورة مقاطعة الاحتلال والتصدي للمطبعين ومحاربتهم وفرض العقوبات عليهم.