جنين- قُدس الإخبارية: حلّ العيد مجددًا في بيت الأسير محمد متعب طحاينة، من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، بعدما رزق اليوم السبت، بمولود ذكر عبر تهريب النطف من سجون الاحتلال.
وقالت عائلة الأسير طحاينة، إن المولود بصحة جيدة وأسموه "دانيال"، وقد ولدته أمه بطريقة طبيعية في المستشفى العربي التخصصي في نابلس، بعد نجاح تهريب نطفة من داخل سجن زوجها في النقب.
وأعربت رشا زوجة الأسير طحاينة عن سعادتها قائلة، "إن فرحتها ستظل منقوصة إلى حين الإفراج عن زوجها، الدي يقبع في السجن منذ 16 عامًا".
وأشارت الطبيبة غصون بدران من مركز رزان لزراعة أطفال الأنابيب، إن أكثر من 50 زوجة أسير استطعن إنجاب 66 مولودًا بواسطة تهريب النطف، ووصفت الأمر بالانتصار على جبروت السجان، مضيفة "الطفل دانيال يتمتع بصحة جيدة".
فيما أوضح مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور، أن الأسرى يصرون على تحديهم الإنساني للسجان، ومعانقتهم للحياة التي ناضلوا من أجلها رغم السجن، واستمروا في اللجوء إلى وسيلتهم الوحيدة في تهريب "النطف المنوية" لإنجاب أطفال تحمل أسمائهم من بعدهم، معتبرًا أن استمرار هذا التحدي يشكّل واحدة من الإضاءات المشرقة التي سجلتها وتسجلها الحركة الأسيرة، كما وتُشكل تفوقًا للأسرى على تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية، وانتصارا لإرادة الأسرى.
يذكر أن فكرة انجاب الأطفال عبر تهريب النطف المنوية، قد ولدت بين أوساط مجموعة من الأسرى ممن يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد أوائل تسعينيات القرن الماضي، وقد نُوقشت تلك الفكرة فيما بينهم بشكل صامت وفي اطار ضيق، ولاقت قبولًا لدى بعض الزوجات، وأن عددًا محدودًا من الأسرى قد حاول لاحقًا دون أن يسجل أي نجاح.
والأسير طحاينة محكوم بالسجن لمدة 19 عامًا، وقضى من حكمه 16 عامًا، وأن الرسالة التي يبرقها الأسير للمحتل وللعالم أنه وبالرغم من قهر السجان والجلاد ومرارة وظلم السجن إلا أنه استطاع أن يتحدى الاحتلال بعزيمة وتصميم، وبالرغم من الحواجز والمسافات والأسلاك الشائكة استطاع أن يهرب النطفة ويرزق بمولود.