نابلس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: لا حلوى كما لا أضحية في منزل عائلة ذوقان هذا العيد، فالأب غسان يخضع للتحقيق منذ أكثر من 40 يوماً في سجون الاحتلال، التي ما لبث فيها حتى اعتقل الاحتلال نجليه براء ومعاذ، ليغيب ثلاثتهم عن المنزل الذي لن يمر عليه عيد الأضحى هذا العام.
ففي 11من تموز المنصرم، اعتقلت قوات الاحتلال غسان ذوقان (61 عاماً) المحاضر في جامعة النجاح بعد مداهمة منزله في مدينة نابلس، وذلك بعد عامين على تحرره من سجون الاحتلال حيث أمضى قرابة العشر سنوات معظمها في الاعتقال الإداري.
لبابة ذوقان ابنة غسان تقول لـ قدس الإخبارية، "هذا أصعب عيد يمر علينا، هو ليس العيد الأول دون والدي الذي لم يكن حاضراً فيه مرات عدة بسبب اعتقالاته المتكررة، إلا أن غيابه وأشقائه الثلاثة أوجعنا كثيراً"، مشيرة إلى أن الاعتقالات المتكررة حرمت والدها من حضور زفاف ثلاث من أبنائه - آلاء وهبة ومعاذ - كما حرمته من مشاركة العائلة الكثير من المناسبات.
وتابعت، "نبكي كلما سمعنا تكبيرات العيد، غير قادرين على استقبال العيد وأبي وشقيقي غائبين في سجون الاحتلال"، مشيرة إلى أن والدتها رفضت إعداد الحلوى هذا العيد كما لم تحضر الأضحية، "نتفقد اليوم أجواء العيد كلها، فلا حلوى دون والدي وأشقائي، كما أننا نتفقد اليوم الأضحية التي كان يحضرها والدي في كل عيد أضحى... لا يوجد أي فرحة ولا يوجد أي روح للعيد في منازلنا".
غسان الجد لعشرة أحفاد يتفقدونه اليوم بينهم ويفتقدون معايدته، لم يتوقفوا عن السؤال عنه، "نبكي والدي وأشقائي طوال الوقت، والصغار كلما رأونا نبكي يبدؤا يبكون معنا.. أما غسان ابن معاذ فلا تتوقف أسئلته عن والده".وعن اعتقال والدها- الأب لثمانية أبناء والجد لعشرة أحفاد - تروي لبابة أن قوات الاحتلال حولت والدها الأسير المحرر غسان للتحقيق في مركز توقف "بتاح تكفا" حيث ما زال يخضع للتحقيق المكثف والمتواصل، فيما صادرت قوات الاحتلال من المنزل خلال عملية اعتقاله مجموعة من الملفات والأوراق، وهاتفه الشخصي، و11 آلاف شاقل.
وتبين أنه في 25 تموز اعتقلت قوات الاحتلال شقيقها معاذ ( 32 عاماً) وهو أب لطفلين - غزل (6 سنوات) وغسان ( 3 سنوات) - فيما اعتقلت شقيقها براء - وهو طالب جامعي - في 28 تموز المنصرم، وقد حولت شقيقها إلى التحقيق الذي أبلغ الاحتلال بانتهائه في 20 آب، دون أن تتمكن العائلة من معرفة المزيد من التفاصيل حول وضعهما ومكان اعتقالهما والتهم الموجهة إليهم.
لبابة لا تعلم إذا والدها وشقيقها يعلمون بقدوم العيد وخاصة أنهم يخضعون للتحقيق في زنازين العزل الإنفرادي، "أملنا الآن أن يكونوا قد عرفوا بقدوم العيد وخاصة أن المحامي تمكن من زيارة والدي".
وأضافت لبابة، "طيلة هذه الفترة لم يتمكن المحامي من زيارة والدي وأشقائي، فيما زار الصليب الأحمر والدي مرة واحدة، أكد لنا خلالها أنه بصحة جيدة دون أن يتمكن من معرفة مزيد من التفاصيل"، مشيرة إلى أن المحامي أكد على أن والدها يتعرض لتحقيق قاس ومكثف، وبعد تمديد محاكم الاحتلال التحقيق مع والدها وشقيقها عدة مرات، من المتوقع أن يكون ينتهي التمديد الأخير يوم الاثنين القادم.
وبينت أن والدها وشقيقها أخضعوا لمحاكم في "مركز تحقيق بتاح تكفا"، لم يسمح الاحتلال للعائلة أو المحامي من التواجد في المحكمة ومعرفة تفاصيل قضيتهم والتهم الموجهة إليهم، فيما عقد الاحتلال جلسة المحكمة الأخيرة لمعاذ في "محكمة سالم الإسرائىلية "، "توجهت والدتي وزوجة معاذ وطفلته لرؤيته في محكمة سالم، إلا أنهم في آخر لحظة أبلوغهم أنه تم نقله إلى محكمة الجلمة.. كان لدينا أمل أن نطمئن عليه ولكن صدمنا من إجراء الاحتلال".
وعن وضع والدها الصحي، أكدت لبابة على أن والدها الأسير غسان يعاني من صعوبة في التنفس ودسك وآلام في أكتافه جراء ما مر به خلال الاعتقالات السابقة وما تخللها من إهمال طبي متعمد، "هذه المرة الأولى التي يتعرض والدي لتحقيق طويل ومكثف، في كل مرة كان يتم تحويله للاعتقال الإداري مباشرة.. نشعر بالقلق عليه وخاصة أنه كبير بالسن ويعاني من عدة مشاكل صحية".