ارتباك وضبابية
بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح عمر جعارة إن هناك حيرة وإرتباك لدى المختصين الأمنيين والعسكريين في دولة الاحتلال في قراءة سلوك حكومتهم تجاه غزة وطبيعة التوجه سواء إلى تهدئة أو حرب جديدة. وأضاف جعارة لـ "قدس الإخبارية": "الاحتلال لا يريد مواجهة مع المقاومة يخرج منها بذات النتائج التي خرج بها في الثلاث حروب الماضية، وهو يبحث عن بنك أهداف ذهبي يمكنه من تسجيل نصر سريع وحاسم وهو أمر غير متوفر إلى جانب خشيته من قدرات المقاومة التي أضحت قادرة على قصف أي هدف داخل المدن المحتلة عام 1948 وهو ما يعترف به الإعلام الإسرائيلي". وأشار إلى أن التهدئة الأخيرة التي حدثت في أعقاب جولة التصعيد الماضية يبدو أنها لم تشمل وقف مسيرات العودة والبالونات المشتعلة والطائرات الورقية الحارقة وهو ما يعني أن نتنياهو ما يزال خاضعاً للمقاومة كما يصفه البعض في دولة الاحتلال، متابعاً: "هناك سؤال حاضر في الشارع الإسرائيلي هل الأمور ماضية باتجها تصعيد إسرائيلي كان يريده ليبرمان وأوقفه نتنياهو أم الأمور تسير باتجاه التهدئة". ولفت إلى أن السيناريو الأقرب من وجهة النظر الإسرائيلية هو إمكانية التوجه نحو اتفاق تهدئة محدود لا يشمل بعداً سياسياً كبيراً وقد يكون مقتصراً على قرار صفقة شاليط بالرغم من التصريح الإسرائيلي المتكرر أنهم لن يدفعوا الثمن الذي أعطوه في صفقة جلعاد شاليط.ليس غريباً
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن الخطاب الأخير الذي أطلقه جيش الاحتلال والمقاومة عن الجاهزية لأي مواجهة جديدة ليس غريباً ولا يعني بالمطلق أن الأمور أقفلت خصوصاً أن الملفات التي تعمل عليها مصر ليست لوحدها مع حضور الوسيط الأممي. وأضاف عوكل لـ "قدس الإخبارية" إن ملف التهدئة مرتبط بملف المصالحة الداخلية وإنجازها خصوصاً وأن الخطة التي يتحدث عنها ملادينوف لن تعمل دون السلطة، منوهاً إلى أن الهدنة أفقها مرتبطة بنجاح المصالحة وهذا ليس للأبد فالعمل حاليا على ملف المصالحة سائر وإذا تعذر ذلك فالولايات المتحدة والاحتلال لن يغلقوا الحساب ولديهم مخططات واضحة لغزة. وتابع: "إذا الفلسطينيين لم ينجزوا المصالحة وعالجوا الملفات والأسرى والمقاومة والسلاح سيجدوا أنفسهم مستعدين لسياسة الأمر الواقع من قبل الطرفين". وواصل قائلاً: "عدم صدور قرار عن الكابينت مرتبط بعدم صدور قرار ورد من حماس والجانب المصري، إلى جانب أن النقاش الساخن في دولة الاحتلال لا سيما في الشارع والمعارضة الإسرائيلية حاضرة"، منوهاً إلى أن المشكلة تكمن في أن مصر تعمل على ملفات عدة وجميعها يحتاج إلى وقت.