غزّة- خاص قُدس الإخبارية: اختار الشاب الفلسطيني فتحي محارب والشابة آلاء أبو رقعة أن يعلنا ارتباطها، على مقربة من الأراضي المحتلة عام 1948 متحدين الاحتلال الإسرائيلي ومحاولته لقتل مظاهر الحياة والأمل لدى سكان قطاع غزة.
ومنذ انطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة، شهدت هذه البقعة الجغرافية العديد من حالات الزواج والارتباط بشكل رسمي، من شبان وشابات تعرّفوا على بعضهم البعض في مخيمات العودة.
ولم يكن الشابان محارب وخطيبته أبو رقعة، بمنأى عن غيرهما من الشباب، إذ أسهم حضورهما المتكرر لمخيمات العودة شرق مدينة خان يونس، إلى التعرف على بعضهما البعض ليتوّج الأمر بالارتباط الرسمي، وإعلان خطوبتهما.
[gallery type="slideshow" ids="155405,155406,155407"]وبات يوم الجمعة يوماً غير عادياً في قاموس أهالي قطاع غزة، فكل مخيمات العودة المنتشرة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، تشهد بين الحين والآخر، حدثًا مختلفاً منذ انطلاق المسيرات في آذار الماضي.
وتقول الشابة العشرينية أبو رقعة لـ "قُدس الإخبارية" إنها وفي أحد أيام الجمعة التي كانت تتواجد بها على حدود غزة رآها أحد الشبان المشاركين في المسيرة ليقترب منها ويطلب الارتباط بها بشكل رسمي، وهو ما كان في وقتٍ لاحق.
وتضيف: "تعرّفت على خطيبي في ميدان مسيرات العودة، وها نحن نعقد اليوم قراننا ونودع العزوبية في ذات المكان، دون الخوف من قناصة الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة خلف السواتر الرملية والتي تحاول استهداف المتظاهرين".
وتوضح أن كل عروس تطمح لأن تعقد قرآنها في صالة أفراح كبيرة، إلا أنها رفضت ذلك، حيث فضلت البساطة والتواضع ما أكسبها شعور الفرحة خلال الحفل وبعده، كما هو حال من حولها من صديقات وأقرباء.
[gallery type="slideshow" ids="155408,155409,155410"]أما خطيبها الجريح ناشد فتحي محارب "31 عامًا" فيقول: "بالرغم من إصابتي، ذهبت عصر اليوم لمخيم العودة كي أودع حياة العزوبية وأعلن ارتباطي بألاء وعلى مرأى ومسمع جنود الاحتلال، كي أثبت لهم أن الفلسطيني يستحق الحياة ولا يهاب طائراتهم ولا دباباتهم".
وعن الهدف من إقامة الحفل قرب الشريط الحدودي يذكر محارب لـ"قدس الإخبارية" أن ذلك بمثابة رسالة للعالم عن وجودنا في هذه الأرض وأننا مستمرون حتى النفس الأخير، إضافةً إلى كونها رسالة تحدي للاحتلال.
وتابع: "رغم الشهداء والإصابات الذين طالتهم رصاص الغدر الإسرائيلي، بقينا فرحين وموجودين في مخيم العودة الذي شهد توافداً مكثفاً، حيث حرص الجميع على تقديم التهاني والمشاركة في الحفل البسيط الذي شهده المكان".
وأصيب محارب أثناء مشاركته بفعاليات مسيرة العودة بعيارٍ ناري في منطقة القدم، وتعرض أيضًا للاستهداف من قبل طائرة "أباتشي" خلال اجتياح الاحتلال للمعسكر الغربي بخان يونس وكان يبلغ من العمر حينها "15 عامًا"، بالإضافة لإصابته بطلق مطاطي في بداية الانتفاضة.
[video width="640" height="352" mp4="https://www.qudsn.co/wp-content/uploads/2018/08/video-1533360619.mp4"][/video]أجمل يوم
من جانبه، يصف والد العروس علي أبو رقعة "54 عامًا"، أن يوم ارتباط ابنته بخطيبها هو من أجمل أيام حياته التي عاشها، حيث لامس أجواء الفرح في نفوس كل من في الميدان وخير دليل على ذلك حجم المباركات التي تلقاها من عامة الناس.
أما والدة ألاء، ميرفت محمد أبو رقعة "48 سنة"، فتقول: "لبسنا الثوب الفلسطيني وأخذنا الحناء وكل مستلزمات الفرح، وذهبنا إلى الحدود الشرقية وأكثر شيء لفت انتباهي وجود الأهل والأحبة وعيونهم كانت ترقص من شدة الفرح".
وتشير خلال حديثها لـ "قدس الإخبارية"، إلى أن هذه الذكرى سيخلدها التاريخ، وستبقى على لسان الأجيال اللاحقة، لما لها من الأثر الإيجابي على القضايا الفلسطينية بما فيهم قضية اللاجئين والعودة للأراضي المحتلة منذ عام 1948م.
وبدأت فعاليات مسيرة العودة الكبرى بطابع سلمي في 30 آذار الماضي، تأكيدًا على حق العودة وبهدف كسر الحصار الإسرائيلي المهيمن منذ 12 سنة على التوالي، واستشهد خلالها أكثر من 157 فلسطينيًا، وأصيب نحو 16 ألفًا، حتى الآن.