القدس المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: يستمر النفير الشعبي والرسمي إلى تجمع الخان الأحمر، على الرغم من الإجراءات القمعية التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المتضامنين والناشطين، وذلك للوقوف في وجه المخططات الاستيطانية الرامية لهدمها وترحيل نحو 190 فلسطينيًا يسكنونها بعد تهجير أجدادهم من صحراء النقب المحتلة، ولجوئهم إليها إبان النكبة (1948).
وتتذرع قوات الاحتلال بأن أراضي تَجمُّعِ الخان الأحمر هي أراضي عامة، غير مملوكة أو مسجلة للفلسطينيين، فيما تثبت المستندات القانونية الفلسطينية عكس ذلك تمامًا، إذ تؤكد أن أراضي الخان الأحمر فلسطينية مسجلة وفق الأصول القانونية، وتم تأجيرها للسكان المقيمين فيها في خمسينيات القرن الماضي.
يشير رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لـ "قدس الإخبارية" إلى أن توافد المتضامنين مع قضية الخان الأحمر، تأكيد على حق الشعب الفلسطيني الذي تلاحقه آلة النهب والمصادرة الاحتلالية في حقه بأرضه، مطالبًا بزيادة الفعاليات والزيارات إلى الخان الأحمر، لإبطال قرارات تصفية القضية الفلسطينية.
وقال عساف: "المعركة لم تنته بعد، وحملة الدفاع عن الأرض لا تنتهي إلا بزوال الاحتلال عن كامل الأرض وإسقاط صفقة القرن الهادفة إلى إسقاط القضية الفلسطينية"، مطالبًا بزيادة الفعاليات والزيارات إلى الخان الأحمر، ورفع وتيرة التضامن مع أهالي الخان الأحمر مع اقتراب منتصف شهر آب المقبل.
وأمهلت "المحكمة الإسرائيلية العليا"، أذرع سلطات الاحتلال الإسرائيلي حتى السادس عشر من شهر آب القادم، للرد على التماس طاقم محامي هيئة مقاومة الجدار والاستيطان والمنظمات المحلية والدولية المستند إلى إمكانية تخطيط قرية الخان الأحمر والمصادقة على مخطط تفصيلي أعده السكان، لضمان تطوير وبقاء تجمعهم، وتنظيم البناء فيه.
[gallery type="slideshow" ids="154816,154817,154818,154820,154821"]وسبق أن نفذت قوات الاحتلال حملات قمع وتنكيل بأهالي التجمع والمتضامنين والنشطاء المحليين والدوليين، في محاولة منها لبسط سيطرتها بالقوة على المكان، وحررت عشرات المخالفات المرورية بحق صحفيين ومواطنين بهدف طمس الصورة وثنيهم عن المشاركة في التغطية أو المواجهة.
يرفض إبراهيم أبو داهوك من سكان تجمع الخان الأحمر الاستسلام لإجراءات سلطات الاحتلال، مؤكدًا أن مشاريع الاستيطان "لن تمر إلا على جسده وجسد أطفاله الخمسة"، ويشيد بالوفود المتضامنة مع أهالي التجمع، كما يُطالب بتوسيع رقعة التضامن الدولي مع قضية تجمعهم.
فيما يقول الشاب محمد حمدان (28 عامًا) من مدينة جنين لـ "قدس الإخبارية" إن زيارة الخان الأحمر "والالتصاق به واجب ديني ووطني وأخلاقي تجاه القضية"، خاصة أن قضية الخان الأحمر في حال تنفيذها تعني بداية سيطرة الاحتلال على 64 تجمعًا في مختلف مدن الضفة الغربية، وفق قوله.
الأكاديمي عيسى العملة (58 عاماً) من بلدة بيت أولا جنوب الخليل، قال لـ "قدس الإخبارية": "لا يمكن أن نشاهد أهلنا وربعنا يتعرضون لتهجير آخر ونخذلهم في الخان الأحمر. الانتصار لقضية الخان الأحمر مسؤولية الجميع الوطني بكافة شرائحه وفئاته، الخان الأحمر خيارنا الذي لن يسقط".
ويؤكد اللواء يوسف الشرقاوي، الحاضر في الفعاليات الوطنية المختلفة، أن رفع العقوبات عن قطاع غزة المحاصر، كفيل بزيادة دعم المقاومة الشعبية في وقف التطهير العرقي للخان الأحمر، وسيشكل ضربة قاسمة لمخططات الاحتلال التي لا تسقط سوى على صخرة الوحدة الوطنية.
"الخان الأحمر قضية الشعب الفلسطيني على مختلف مشاربه وأماكن تواجده، ومخططات الاحتلال الإسرائيلي في حال مرت ستعني تكرار عذابات النكبة، ونهب ومصادرة ما تبقى من أراضي الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة"، وفق ما قاله أمين سر حركة فتح في القدس شادي المطور لـ"قدس الإخبارية".
في الخان الأحمر، تتعدد الحكايات وتتنوع بحجم النجوم التي تملأ السماء، لا تخلو مساحة المكان الذي يتسع بأهله ويضيق على الغرباء من المحبة والحياة، جاء المحبون يطرقون جدران الخزان، لئلا تتكرر قصة خيمة أم سعد ويعاد كتابتها في ذكرى استشهاد الأديب غسان كنفاني الأربعين.
يذكر أن خمس دول أوروبية كانت قد حذرت الكيان الإسرائيلي من مغبة هدم الخان الأحمر، وأن هذه الدول سوف تتخذ إجراءات ضده في حال نفذت الهدم.