شبكة قدس الإخبارية

مواقف وردود فعل غاضبة: المسجد الأقصى خط أحمر

هيئة التحرير

القدس المحتلة - قدس الإخبارية: أثار اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى اليوم الجمعة، عقب انتهاء الصلاة وما تخلل ذلك من اعتداء على مئات المصلين، ردود فعل غاضبة، طالبت بالتصدي لمشاريع الاحتلال التهويدية وما يحاول فرضه من سياسة الأمر الواقع على المسجد الأقصى.

وأعلنت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها الجمعة، أن الرئيس محمود عباس، يجري اتصالات مكثفة مع أطراف عربية وإقليمية ودولية لوقف العدوان الذي تقوم به قوات الاحتلال ضد المسجد الأقصى والمصلين فيه.مجددة إدانتها واستنكارها الشديدين للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة المستمرة ضد المسجد الأقصى، وآخرها اقتحام قوات الاحتلال للمصلي القبلي وإخراج المصلين منه بالقوة.

وحذّرت الرئاسة، من أن استمرار اعتداءات الاحتلال بحق مدينة القدس المحتلة، ومقدساتها ستعمل على تأزيم الأوضاع، وجرّ المنطقة إلى حرب دينية، طالما حذرنا منها ومن عواقبها ونتائجها الكارثية على المنطقة والعالم إجمع، مطالبة دول العالم، ومؤسسات المجتمع الدولي، بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف تصعيدها الخطير ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، والالتزام بالقوانين وقرارات الشرعية الدولية التي تكفل حرية العبادة وعدم الاعتداء على الأماكن الدينية، وعدم المساس بالوضع التاريخي القائم للمدينة المقدسة.

من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها، إن الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى عدوان وارهاب يجب التصدي له ضمن مسلسل الإرهاب والعدوان المنظم، بعدما قامت قوات الاحتلال الصهيوني بارتكاب جريمة جديدة بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك.

وأضافت، "أن ما يجري في الأقصى ومدينة القدس هو عمل إرهابي خطير وعدوان مبيت ومخطط له من قبل حكومة الاستيطان والإرهاب للمساس بمدينة القدس ومحاولة جديدة لفرض مخططات التقسيم الزماني والمكاني في ظل انشغال وصمت عربي وبدعم أمريكي كامل".

وتابعت، "إننا نحذر بشدة من استمرار هذا الإرهاب الذي يتعرض له أهلنا في القدس، فتداعيات العدوان على المسجد الأقصى خطيرة وعلى العدو وقادته أن يعلموا جيدًا أن الشعب الفلسطيني لن يتهاون مطلقًا في الدفاع عن كرامته وعن مقدساته".

فيما أطلق مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش نداءً عاجلا، دعا فيه مؤسسات المجتمع الدولي، وعلى رأسها مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، للتدخل فورًا ولجم العدوان الإسرائيلي المستمر بحق المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه.

وقال الهباش إن حكومة الاحتلال تريد أن تثأر من المقدسيين المسلمين والمسيحيين، الذي وقفوا وقفة العز والكرامة عندما أرغموها على إزالة البوابات العنصرية التي حاولت فرضها على مداخل المسجد الأقصى المبارك قبل عام، مضيفاً أن المسجد الأقصى هو عنوان المرحلة وعنوان السلم والحرب في المنطقة بل في العالم أجمع، محذرًا من تكرار الاعتداءات الإسرائيلية بحق "الأقصى"، والتي قد تؤدي بالجميع إلى الحرب الدينية التي طالما حذرنا من عواقبها ومن نتائجها الكارثية والمدمرة على الجميع.

من جانبه، أدان الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم،  اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى والاعتداء على جموع  المصلين، "نعتبر ما جرى إرهاب دولة منظم وخطير يمس وجود وإسلامية وعروبة المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، ويعكس أيضًا عنصرية حكومة الاحتلال وتطرفها، وحجم الظلم الكبير الواقع على شعبنا ومقدساته".

وأضاف، "ندعو  أهلنا في القدس والضفة والداخل المحتل وفي كل فلسطين إلى مواجهة الاحتلال والانتفاض في وجهه بكل قوة، والقيام بالواجب الوطني في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، كما تدعو حماس العرب والمسلمين كافة، وأحرار العالم إلى التحرّك الشعبي والرسمي السريع والعاجل، لإنقاذ المسجد الأقصى وحمايته من التهويد والتدنيس وتعزيز صمود أهلنا في القدس والوقوف إلى جانبهم".

فيما قالت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني إن استمرار اقتحام قوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، يأتي في سياق إرهاب الدولة المنظم وبقرارٍ سياسي من قبل حكومة التطرف والاستيطان التي تسهل لكافة المستوطنين ووزراء الحكومة وأعضاء "الكنيست" لمواصلة الاعتداء على المسجد المبارك، وآخرها اقتحام ما يسمى رئيس بلدية القدس للمسجد.

وأضافت في بيان لها، أن إخلاء ساحات المسجد بالقوة والاعتداء على المصلين وعلى حرمة المسجد يعتبر جريمة، وأن حق العبادة كفلته كافة القوانين الدولية، وأن ما يقوم به الاحتلال عمليات عربدة ويكشف عن العنصرية والفاشية الجديدة للاحتلال التي تتزامن مع حملة استيطانية مكثفة في العاصمة المحتلة القدس، ومحاولات فصل المدينة عن محيطها الفلسطيني.

فيما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان لها، إن "هذا التصعيد الممنهج يفتح الباب واسعًا أمام انفجار شامل للأوضاع، فالقدس والمقدسات خطٌ أحمر وشعبنا لن يقف مكتوف الأيدي أمام استمرار استهداف المدينة ولا خيار أمامه إلا الدفاع بكل ما أوتي من قوة عن عروبة وهوية مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".

ورأت الجبهة في التصعيد الصهيوني بحق القدس والمسجد الأقصى "محاولة مستميتة لتنفيذ الاحتلال مخططاته الإجرامية الهادفة إلى تغيير الواقع القائم حاليًا في مدينة القدس عبر تصعيد خطوات تهويد المدينة على كل الأصعدة الديمغرافية والدينية والثقافية كترجمة عملية لقوانينهم العنصرية، وما يتقاطع مع مخططات تصفية القضية الفلسطينية التي تجري على قدمٍ وساقٍ في مكاتب البيت الأبيض والهادفة إلى فرض وسيطرة الاحتلال على مدينة القدس كمقدمة للسيطرة على كامل أراضي الضفة، وضم الكتل الاستيطانية الثلاث الكبرى في الضفة "معاليه أدوميم وارئيل وغوتش عصيون"، بالإضافة إلى ضم غور الأردن كوصفة سحرية للانقضاض على حقوق شعبنا".

من جانبه، دعا وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، العالمين العربي والإسلامي والمؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية والسياسية، إلى العمل فوراً لإيقاف الهجمة المسعورة من قبل قوات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، والتي تبدت بشكل واضح من خلال اقتحام ساحاته ومحاصرة مصليه ومرتاديه من المؤمنين العزّل بعد صلاة الجمعة.

وأضاف ادعيس أن جرأة هذا الاحتلال على هذه الجرائم لم تكن لتكون لولا الغطاء السياسي من قبل الولايات المتحدة باعترافها المشؤوم بالقدس عاصمة له، وسكوت العالم أجمع على هذه الانتهاكات.

فيما قال المتحدث الرسمي باسم حركة فتح أسامة القواسمي، إن ما يجري في القدس المحتلة، وتحديداً في المسجد الأقصى  وباحاته خطير جدًا، وجريمة حقيقية بحق المسلمين والمسيحيين وبحق القادة والمسؤولين العرب والمسلمين على حد سواء.

وأضاف القواسمي أن "إسرائيل" تمنع المسلمين والمسيحيين من الوصول لمساجدهم وكنائسهم، من خلال الجدران والحواجز، وتعمل على إرهاب المصلين وتعتدي عليهم بالضرب وبالقنابل والاعتقال، وتعيث تحت المسجد الأقصى خرابًا وحفرًا وعبثًا في أساساته تمهيدًا لهدمه، وتدعي كذبًا بعد ذلك محافظتها على الوضع القائم قبل العام 1967، وتدعي أيضًا حرصها على احترام الأديان وأنها دولة ديمقراطية، والحقيقة أنها دولة لا تعرف أبسط معاني الديمقراطية وحقوق الإنسان.