فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: في الساعة الأخيرة قبل انتزاعه حريته، وبينما يودع الأسير حسن شوكة الأسرى، قال: "سيصبح لي ابن بعد 20 يوماً.. وسأسميه جبل"، وقبل أن يصل بوابة السجن، سلمته إدارة سجون الاحتلال تمديداً جديداً في الاعتقال الإداري، سيحول دون أن يكون حسن أول من يحمل ابنه جبل.
بسلاحه الوحيد الذي بين يديه، أعلن حسن (30عاماً) في الثالث من حزيران إضرابه المفتوح عن الطعام حتى انتزاع حريته، فبقرار الاحتلال يدخل حسن الذي أمضى 15 عاما في سجون الاحتلال، عاماً آخراً جديداً في الاعتقال الإداري، رغم انتزاعه قراراً سابقاً في تشرين أول 2017 بعد 35 يوماً من الإضراب عن الطعام، وقد أجبر الاحتلال تحويله ملفه إلى قضية بشرط الإفراج عنه، وهو ما لم يتم.
بعد 46 يوماً من الإضراب المتواصل عن الطعام ورفض المدعمات والفحوصات الطبية، تدهور خطير يطرأ على صحة حسن الذي فقد من وزنه (30) كغم، ولم يعد قادراً على الوقوف على قدميه، كما لم يعد قادراً على الحديث مع محاميه، رزان شقيقه حسن تقول لـ قدس الإخبارية، إن شقيقها يعاني من آلام حادة في الكلى والعيون والرأس وتقيؤ بشكل مستمر، ومشكلة في نبضات القلب، مضيفة أن إدارة سجون الاحتلال ترفض التفاوض مع حسن وتتجاهل ما آل إليه وضعه الصحي.
وبينت أن شقيقها حسن رزق بطفله "جبل" قبل 20 يوماً فقط، وقد كان حسن يستعد ليستقبل أول أبنائه، مشيرة إلى أنه اختار اسم ابنه وأبلغ العائلة به قبل أن يخوض الإضراب وينقطع التواصل معه بشكل كامل.
وتروي رزان أن شقيقها حسن تزوج خلال فترة مطاردته قبل اعتقاله السابق، وقد اعتقل في ذات يوم زفافه حيث حوله للاعتقال الإداري مدة عامين ونصف، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى بعد 27 يوماً فقط من تحرره ليحوله مجدداً إلى الاعتقال الإداري حيث ما زال حتى الآن.
وأكدت على أنه في ذات اليوم الذي كان حسن مقرر أن يتم الإفراج عنه حسب اتفاقه السابق مع إدارة سجون الاحتلال بعد إضرابه 35 يوماً عن الطعام، حولت محكمة الاحتلال حسن للاعتقال الإداري بعد إلفاق مجموعة من التهم والملفات السرية التي ترفض الكشف والحديث عنها، وهو ما دفع حسن للإضراب عن الطعام رفضاً لمواصلة اعتقاله إدارياً دون أي محاكمة.
وأضافت رزان، "وضع العائلة سيء للغاية.. كلنا نعيش في حالة خوف وتوتر شديد على حسن، وخاصة أنه وضعه الصحي يتدهور حسب ما يؤكده محاميه"، مطالبة المؤسسات الحقوقية بمساندة والأسرى الإداريين أمام ما يواجهونه من استفراد من قبل سلطات الاحتلال.
سلطات الاحتلال تخضع حسن للاعتقال الإداري بشكل مستمر وتمدد اعتقاله في كل مرة من عامين إلى عامين ونصف دون أن توجه لحسن أي تهمة غير الملفات السرية، "إصرار حسن الخوض بالإضراب هذه المرة نابع من تلهفه لرؤية طفله الأول.. إضافة لغضبه من القرارات المستمرة بتحويله للاعتقال الإداري التي حرمته من العيش بحياة عادية".
حسن شوكة ليس الوحيد الذي يخوض الإضراب عن الطعام، رغم أنه الأقدم بين الأسرى الأربعة المضربين، فبأمعائهم الخاوية يطرق الأسرى محمود عياد، وإسلام جواريش، وعيسى عوض، جدران الاعتقال الإداري، رافضين قرارات الاحتلال بتمديد اعتقالهم لأشهر إضافية بعد أن أمضوا أكثر من عام تحت ذات البند.
فيما قال نادي الأسير، في بيان له، إن الأسرى في معتقل عوفر قاموا بخطوة احتجاجية تمثلت بإرجاع وجبات الطعام إسناداً للأسير حسن شوكة، فيما هددوا بالقيام بمجموعة خطوات احتجاجية إذا واصلت إدارة سجون الاحتلال تجاهل مطالب الأسرى الإداريين.
يذكر أن خطوات نضالية شرع بها الأسرى الإداريون في معتقلات الاحتلال منذ شباط 2018، تمثلت بمقاطعة المحاكم العسكرية، والبدء بإضراب تدريجي عن الطعام.
مالك جواريش شقيق الأسير إسلام ( 29عاما)، يقول لـ قدس الإخبارية، إن شقيقه يخوض الإضراب عن الطعام منذ أسبوعين، إلا محاميه والصليب الأحمر لم يتمكنوا من زيارته حتى الآن والاطمئنان على وضعه الصحي، "رغم إضراب إسلام وثلاثة أسرى إداريين إلا أن التفاعل مع قضيتهم ما زال ضعيفاً"، مؤكداً على أن العائلة لا تملك أي معلومة حتى الآن عن وضع نجلها الصحي.
إسلام الأب لطفلتين - حنان (ست سنوات) وبيان (ثلاث سنوات) - معتقل تحت بند الاعتقال الإداري منذ 18 شهراً، يعاني من إصابة برصاص جيش الاحتلال عام 2014 أدت لبتر يده التي ما زال يعاني أوجاعاً فيها، ما يستدعي تناوله مجموعة من الأودية المسكنة والمضادة للالتهابات، "رغم كل ما يعاني تم تحويل إسلام مرة أخرى للاعتقال الإداري وهو ما دفعه للإضراب عن الطعام".
ولفت إلى أن مخابرات الاحتلال أبلغت شقيقه الأسير إسلام أنها لن تتعاطى معه ولن توجه إليه لوائح اتهام في المحاكم الإسرائيلية إلا بعد مضي عامين على اعتقله إدارياً، مبيناً أنه تم إبلاغ إسلام بتحويله للاعتقال الإداري مجدداً بناء على تلك التهديدات.
وتابع، "نحن كعائلة في حالة خوف وقلق، فلا يوجد أي تواصل معه منذ شهرين، ولا تصلنا أي أخبار عنه.. أما المحامين فلم ينقلوا لنا أي خبر حتى الآن".
أما عائلة الأسير عيسى عوض فتعيش في دوامة من القلق والخوف على نجلها المضرب عن الطعام منذ أسبوعين، يقول شقيقه أحمد عوض لـ قدس الإخبارية، إن العائلة لا يصلها أي معلومات عن نجلها منذ أن أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام، مشيراً إلى أن الصليب الأحمر أبلغ العائلة أن تحركاته لا تبدأ إلا بعد أسبوعين من إضراب الأسير.
الأسير عيسى عوض (30 عاما) يواصل الاحتلال اعتقاله منذ 16 شهراً، ويبين شقيقه أن هذا الاعتقال الرابع الذي يتعرض له عيسى، إذ قضى أربع سنوات حتى الآن في الاعتقال، "نحن نعرف أن عيسى معنوياته عالية وقوية.. ولكننا نشعر بالخوف والقلق عليه وخاصة أنه لا يوجد لدينا أي معلومات عنه"، مشيراً إلى أن إصرار شقيقه الخوض بالإضراب عن الطعام أن مخابرات الاحتلال مددت اعتقاله إدارياً لمدة عام كامل دفعة واحدة.
يذكر أن عدد المعتقلين الإداريين وصل إلى قرابة (430) أسيراً، بينهم اثنان من القاصرين، إضافة إلى الأسيرتين النائب خالدة جرار، وخديجة ربعي.