شبكة قدس الإخبارية

غزة مصنع الرجال .. ولكن!

أحمد المدهون
كثيرون من خاضوا في تصريحات وزير الداخلية في قطاع غزة فتحي حماد الذي قال إن وزارته ستراقب من يخفضون مستوى الرجولة في غزة. إن اقتطاع التصريحات وفهمها بالجانب السلبي ليس من المنطقية ولا العقلانية في شيء!، فحمّاد لم يتهم الغزيين بانخفاض مستوى الرجولة كما روج البعض في كتاباتهم، إنما أشار إلى فئة معينة خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا. وكلنا نرى كيف أن حركة حماس والحكومة، لا تترك منبراً هناك وهناك، إلا وتتباهى بأسطورة قطاع غزة الذي حارب"إسرائيل" مرتين وانتصر عليها ومرغت انفها بالتراب. قبل أعوام كانت غزة بالنسبة للاحتلال لقمة سائغة يضربها كيف يشاء، ويستبيح أرضها ودماء أبنائها، لكن المعادلة تغيرت، مع إعداد حماس والحكومة والمقاومة لرجال أشداء يواجهون المحتل. من ينتقد الحديث عن الرجولة، ويربطه بقضية الانقسام، عليه أن يراجع نفسه جيدأ، وليعلم أن الرجولة والوطنية تحتم عدم الانجرار وراء مصالحة تسحبنا للاعتراف بإسرائيل والتنسيق معها أمنياً. ثم بالله عليك يا من تنتقد سلطة رام الله ليل نهار وتصفها بالخائنة والعميلة، كيف تستنكر على حماس عدم إتمام المصالحة معها. وفي سياق آخر فإن اعتذار الحكومة عن أخطاء أفرادها من صميم الرجولة، فمن لا يعتذر جبان يخشى أن يعترف بخطئه. وأفراد الأجهزة الأمنية يا من هاجمتموهم، هم مضرب الرجولة في غزة إلى جانب أبناء المقاومة وعموم الشعب الفلسطيني، هم كانوا أول أهداف إسرائيل في حرب 2008، ولم يكن ذلك ليكون لولا أنهم رجال لا يريد الاحتلال أن يراهم، ولهم إنجازاتهم التي لا ينكرها إلا حاقد. وبالمقابل فهم ليسوا ملائكة، هم بشر يصيبون ويخطئون شأنهم شأن الشرطة في جنوب إفريقيا أو فرنسا وأمريكا، واذهبوا لأمن الشرطة لتروا أفراد الأمن المحتجزين على أخطائهم. إن غزة هي مضرب المثل للرجولة في كل العالم، ولكن علينا إلا ننسى أن الانغلاق الموجود والصرامة الأمنية ضد الانحلال الأخلاقي كانت سبباً رئيسأ في ذاك، ومع ذلك غزة ليست مدينة أفلاطون الفاضلة، ولتسألوا جهاز المباحث العامة عن بعض القضايا الأخلاقية التي بحوزته وستجدون ما لا تعلمون! وبما أننا مسلمون علينا ألا ننسَ قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، ورأيي والكثيرين أن "الكوكو" و"البنطال" الساحل تُذهب هيبة الشاب وتضيع الرجولة من صفاته. إن الدعوة للاختلاط بين الذكور والإناث هي دعوة مشكوك فيها، في مجتمع مسلم محافظ، فهن والشباب بشر، زرع الله فيهم الرغبة المتبادلة التي يجب أن تأتي بالطرق المعروفة! إن الرجولة تعني ألا أكون "ديوثاً"، فمن لا يغار على عرضه فليس من الرجولة ولا الإسلام في شيء، فكيف بالله عليكم أتقبل أن تشتري ابنتي أو زوجتي وأختي ملابسهم الداخلية من محل يديره شاب، ينتقي لهم هذه القطعة أو تلك! ثم إن حملات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – بالنصيحة – هي من أسس الدين التي أشاد الله عز وجل بها حين قال:" كنتم خير أمة أُخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر". إن كلام وزير الداخلية فتحي حماد عن مستوى الرجولة كان من باب النصح والحرص على بعض الشباب، فغزة بحاجة لرجال لا أشباه رجال. لا أتخيل يوماً أن أجد أبو "الكوكو" و"البنطال الساحل" حاملاً بندقيته في ساحات الوغى بين أزيز الطائرات وقذائف المدافع ونيران القناصة، فلم نعتد سوى من صدقوا الله في الميدان، وهو من قال" من المؤمنين رجال". من يتخوف من مراقبة مستوى الرجولة هو من يشعر بنقص فيها، فالرجل يعرف نفسه، وعلى رأي المثل " اللي ع راسو بطحة بحسس عليها". ملاحظة / تجميع بعض أخطاء الحكومة والأجهزة الأمنية ووضعها في مقال، ليس بالعمل البطولي، فمن يريد تتبع أخطاء الحكومات لن ينتهي منها حتى لو تصيد لحكومة الفاتيكان أو كندا أو حتى مدينة أفلاطون الفاضلة!