شبكة قدس الإخبارية

في العزل والتحقيق.. كيف تعرف الأسيرة صفاء بتفوق ابنتها؟

هيئة التحرير

الخليل المحتلة - خاص قدس الإخبارية: لن تعرف الأسيرة صفاء أبو سنينة (35 عاما) بخبر نجاح وتفوق ابنتها الكبرى أفنان اليوم الأحد، وقد لا تعرف بذلك لأيام عدة، فهي ما زالت تخضع في العزل الإنفرادي وللتحقيق المكثف في سجن عسقلان منذ 22 يوماً.

أفنان سعيد أبو سنينة الابنة الكبرى للأسيرة صفاء بين أبنائها الأربعة، نجحت في الثانوية العامة بمعدل 90.7% وهو ما سعت إليه وبذلت جهودها لتحقيقه بمساندة والدتها التي اعتقلت خلال انتظارها إعلان نتائج الثانوية العامة، إلا أن الاعتقال حال دون مشاركتها وأسرتها فرحة تخرج أول ابنائها من الثانوية العامة، أفنان تقول لـ قدس الإخبارية، "أهدي والدتي هذا النجاح، وسأنتظر حتى تعود إلينا قريباً لنقيم احتفال كبير".

في ليلة عيد الفطر، اعتقلت قوات الاحتلال صفاء بعد مداهمة منزلها وقد حُرم أطفالها من فرحة العيد التي اختطفت منهم باعتقال والدتهم، تعلق أفنان، "لم تتركني والدتي ثانية واحدة طيلة مرحلة الثانوية العامة، بقيت بجانبي.. لم تكن تنم وهي تفكر بي وبمستقبلي ونجاحي بالثانوية العامة".

أفنان كانت تستيقظ في ساعات الفجر الأولى لتراجع امتحاناتها بهدوء محاولة عدم ايقاظ أمها التعبة، إلا أن صفاء كانت تستيقظ سريعاً وتجلس مع ابنتها أفنان، تحضر لها القهوة والطعام، وتراجع معها دروسها، "أنا درست واجتهدت لأحصل على هذا المعدل لأجل والدتي فقط التي تعبت وضحت من أجلي.. كانت تنصحني بأساليب الدراسة وتساندي طوال الوقت وتوفر لي الأجواء الهادئة في المنزل".

أفنان تعتبر نجاحها وتفوقها هدية لوالدتها الصامدة في التحقيق، "منحنا الله هذا النجاح كهدية لأمي.. حتى تصمد وتصبر في أسرها الذي لن يطول"، معبرة عن اشتياقها لوالدتها التي تغيب عنها لأول مرة دون أن تتمكن من زيارتها أو سماع صوتها عبر خط الهاتف، "كل أمنياتي اليوم أن أرى والدتي وأسمع صوتها لأنقل لها خبر نجاحي"،

وأشارت أفنان إلى أن محكمة الاحتلال ستعقد يوم غد جلسة للنظر في قضية اعتقال والدتها الأسيرة صفاء، "سأحاول الدخول إلى قاعة المحكمة لرؤية والدتي للمرة الأولى، ونقل خبر نجاحي لها"، مبينة أنها ستسارع في التسجيل في جامعة بيت لحم حيث تطمح لدراسة علم الاجتماع.

أما سعيد والد أفنان يرجف صوته حزناً على غياب زوجته عن هذه الفرحة يقول لـ قدس الإخبارية، "فرحتنا كبيرة ولكن ممزوجة بألم.. لقد كانت والدة أفنان تحضر لهذا اليوم وتستعد له، وقد بذلت الكثير من الجهود خلال الامتحانات، ولكن تقدير الله شاء أن يغيبها الاحتلال قسراً عن هذه الفرحة".

وأضاف، "نحن سعيدون بنجاح وتفوق أفنان ومفتخرون بها رغم الألم العميق الذي يعتصر قلوبنا وخاصة أن صفاء ما زالت معتقلة في ظروف صعبة داخل زنازين العزل الإنفرادي تخضع للتحقيق المكث"، وتابع، "سأحاول كأب أن أعوضها عن غياب والدتها ولكن سأبقى مقصراً في ذلك".