شبكة قدس الإخبارية

"لا نُشترى بمساعدات إنسانية".. الفصائل ترد على تصريحات السفير القطري

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: أثارت تصريحات السفير القطري محمد العمادي الأخيرة وما حملته من اتهامات لحركة حماس بالتواصل مع الاحتلال للوصول إلى صفقة بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، ردود فعل غاضبة من الفصائل الفلسطينية.

ونقلت وكالة الأنباء "شينخوا" عن السفير القطري قوله إنه "لا يوجد حتى الآن أي صفقة بين حماس وإسرائيل (..) هناك مباحثات بين الطرفين للوصول لهذه الصفقة بوجود الأميركان"، مؤكداً للوكالة أن  الإدارة الأميركية طرحت مؤخرا تنفيذ مشاريع لصالح قطاع غزة تختص بتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء وتحلية مياه الشرب وتوفير عمل وتأهيل المنطقة الصناعية في غزة، بحسب صحيفة القدس.

وأوضح أن تلك المشاريع عرضها جاريد كوشنير صهر وكبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال جولته الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط التي شملت قطر إلى جانب دول السعودية ومصر والأردن وإسرائيل، وقال، "نحن طالبنا بفك الحصار عن غزة التي عانت ثلاث حروب وأبلغنا الأميركان والإسرائيليين بضرورة تحقيق ذلك، ونحن نعمل على هذا الأمر لكن حتى الآن لم نصل لأي نتيجة".

وأضاف العمادي أن موقف بلاده ثابت بأن "أي حلول لصالح قطاع غزة يجب أن تكون عبر السلطة الفلسطينية وهذا شرطنا"، مضيفا أنه "من دون موافقة ووجود السلطة لن نتدخل وأي حل يجب أن يكون بوجود السلطة، وهذا قرار قطر الواضح".

وتابع "اجتمعنا مع حماس ومع الجانب الإسرائيلي وكلاهما ليسا معنيين بشن حرب، ولكن اتفقنا مع حماس والإسرائيليين أنه في حال شنت حرب لا تستهدف إسرائيل مشاريعنا القطرية واتفقنا ألا يتم استهداف هذه المشاريع إلا إذا كان هناك هدفا لحماس".

عدوان: لا يوجد مباحثات بين حماس والاحتلال 

حركة حماس من جانبها لم تصدر حتى الآن تعليقاً رسميآً أو نفياً لتصريحات العمادي، فيما نقلت إذاعة راية عن القيادي في الحركة عاطف عدانه قوله إن ما يجري هو نقل لوجهات نظر من خلال وسطاء، لما يعانيه قطاع غزة، وبما يتعلق بموضوع الأسرى، رافضاً أن يطلق على ذلك مفهوم المباحثات أو المفاوضات غير المباشرة.

وأضاف عدوان، "لا يوجد مثل هذه المباحثات حتى هذه اللحظة إلا إذا اعتبره نفسه هو الوسيط الذي تحدث من خلاله مثل هذه المحادثات، ولا يوجد أي شكل من المباحثات المباشرة بين حماس وأي جهة بالشكل الذي نعرفه".

وكشف عدوان عن إشارات ورسائل يتم تبادلها بين فتح وحماس، وأن الأيام والأسابيع القليلة القادمة ستشهد تقدماً في ملف المصالحة، كما سيكون هناك الكثير من القضايا التي سيتم تحريكها، وقال عدوان إن أطرافاً إقليمية ودولية تمارس ضغوطاً على السلطة وفتح من جهة وحماس من جهة أخرى، للقبول باشتراطات تتعلق بتنفيذ مشاريع إنسانية في غزة، وهو ما سيدفع الحركتين لتحريك المصالحة للخلاص من هذه الضغوط.

لجان المقاومة: دماء الشعب الفلسطيني أغلى من مشاريع العمادي

من جانبها، قالت لجان المقاومة في فلسطين، إن تصريحات السفير القطري محمد العمادي تعبر عن حالة الارتباط المشين بصفقة ترامب، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

وشددت لجان المقاومة الشعبية، في بيان اليوم الإثنين، "دماء أبناء الشعب الفلسطيني أغلى من مشاريع العمادي، الذي يريد من خلالها أن يفرض نفسه وصيا على قطاع غزة، أو وسيطا للمبادرات الدولية”، مضيفة، "على العمادي، ومن يسير في الركب الأمريكي، أن يعي جيدا أن شعبنا الفلسطيني البطل لديه مشروعه الوطني التحرري، الذي يسعى من خلاله تحرير الأرض وتطهير المقدسات وإنهاء الاحتلال ودحره عن فلسطين".

وأكدت، "أن الكرامة الفلسطينية ودماء شعبنا وحقنا التاريخي الراسخ لن نقايضه ولن نبيعه بالمساعدات الإنسانية"، موضحة أن، "الشعب الفلسطيني المنتفض في مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة والثائر في انتفاضة القدس بالضفة والقدس يرسل رسالة للعالم أجمع عبر تضحياته العظيمة بأن قضية الشعب الفلسطيني عنوانها الحرية والخلاص من الاحتلال البغيض".

وقالت لجان المقاومة، "من يقف مع شعبنا في جهاده ونضاله لاسترداد حقوقه فله التحية والتقدير من شعبنا ومقاومته، ومن يريد موقف الحياد أو موقف الشريك في المؤامرة فلن يغفر له شعبنا وأمتنا التي ستقاتل حتى النصر بإذن الله".

العوض: العمادي تجاوز كل الحدود 

وصف عضو المجلس الوطني الفلسطيني، القيادي في حزب الشعب، وليد العوض، السفير القطري محمد العمادي، بـ "المندوب السامي للأراضي الفلسطينية"، وذلك بعد تصريحات له تتعلق بوجود اتصالات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل حول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

ونقلت وكالة "دنيا الوطن" عن العوض قوله إن السفير القطري محمد العمادي، تجاوز كل الحدود في تصريحاته الأخيرة، وآن الآوان لأن يسمع جملة أنه شخص غير مرغوب فيه، مضيفاً،  "ألا توجد وسيلة لوقف عبث المندوب السامي القطري محمد العمادي، الذي يرسم حدود عدوان لاحق بالحفاظ على مشاريعه، ويلوح بصفقة مع الاحتلال"، مشيراً إلى أن تصريحات العمادي تجاوز لصلاحياته الدبلوماسية، وأن قطر تلعب دور العراب للخطط الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة.

ولفت العوض، إلى أن قطر تستغل الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، والذهاب لمعالجتها بمعزل عن الملف الفلسطيني بشكل عام، منوهاً إلى أن تصريحات العمادي ترسم الإطار لعدوان إسرائيلي جديد على غزة، مشدداً على أن تصريحات العمادي تمثل جوهر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المسماة بـ (صفقة العصر)، خاصة بعد أن أُغلقت البوابات العربية أمام الوفد الأمريكي، وفشلوا في التسويق لخطة الفصل.

وتابع، "تصريحات العمادي تمثل خطوة تجاه التطبيع العلني مع الاحتلال، إلى جانب أنها تمثل قفزاً على مبادرة السلام العربية".

فتح : احتياجات شعبنا تحل من البوابة السياسية

من جانبها، عبرت حركة فتح  في بيان لها عن رفضها القاطع لكل "الجهود المشبوهه المُسيره والمُوجه إسرائيليا وأمريكيا لمعالجة احتياجات الشعب الفلسطيني من بوابة المساعدات الانسانية، وليس من البوابة السياسية التي هي الكفيل والسبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة على حد سواء".

فيما قال  المتحدث الرسمي بإسم حركة فتح أسامه القواسمي وعضو مجلسها الثوري، إن "أمريكا وإسرائيل وبعض أدواتهم يلتفون على موقف الرئيس محمود عباس الصلب والصامد في وجه المؤامرة، من خلال بوابة المساعدات الانسانية لقطاع غزة".

وحذر القواسمي من "إسرائيل ومن يدعمها ويتأمر معها هم فقط من يريد للقضية الفلسطينية أن تُحل من الناحية الانسانية على حساب الملف السياسي والحقوق وحق تقرير المصير".