نابلس- قُدس الإخبارية: اعتدت عناصر أمنية بلباس مدني، أمس السبت، على الصحفية لارا كنعان، والمتظاهرين بمسيرة انطلقت قرب دوار الشهداء وسط مدينة نابلس، مطالبةً برفع العقوبات عن غزة.
وكان حراك ارفعوا العقوبات قد ساند الوقفة التي دعت لها القوى تحت عنوان “ارفعوا العقوبات عن غزة”، الأسبوع الماضي، قبيل تعديل القوى الوطنية والديمقراطية لشعار الفعالية، وإسقاطها لمسمى “العقوبات” لتحمل عنوان: “تظاهرة من أجل إنهاء الانقسام ومجابهة صفقة القرن، ومطالبة بتنفيذ قرارات المجلس الوطني برفع الإجراءات وصرف الرواتب لأهلنا في غزة”.
وقالت الصحافية لارا كنعان، في روايتها لتفاصيل الاعتداء عليها، "توجهت عند السادسة من مساء السبت 30/6/2018 إلى ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس برفقة زميلي في "ألترا فلسطين" الصحفي محمد عتيق، لتغطية وقفة احتجاجية لرفع العقوبات عن غزة، كانت دعت لها فصائل من منظمة التحرير ومؤسسات، وكنت ارتدي الزي الصحفي المكتوب عليه بخط كبير "صحافة"، إضافة لدمغة (شعار) نقابة الصحافيين التي أنا عضو فيها، وبعد نحو ساعة انقسم التجمع إلى قسمين، فقمتُ أنا بمتابعة المسيرة، فيما تابع زميلي المرافق لي، تصوير التجمع في منطقة الدوار، وكان يتواجد عدد آخر من الصحفيين في المكان.
وأضافت كنعان، "بينما كنت أقوم بالتصوير تقدم مني أحد عناصر جهاز الأمن الوقائي الذي أعرفه شخصياً، وقام بالتهجم علي وحاول أخذ هاتفي عنوةً بعد أن صرخ بوجهي -أوقفي التصوير-، لكني رفضت تسليمه الهاتف وحاولت مقاومة ذلك، فتفاجأت بشخص آخر لا أعرفه، وبدأ بضربي بشدة بكوع يده على يدي اليسرى، وعلى إثر ذلك تمكن من سحب هاتفي".
ووفقًا لروايتها، "فانه فيما كان شخصان آخران على الأقل خلفي (وجميعهم كانوا بالزي المدني)، قام أحدهما بشد شعري للخلف ومحاولة سحبي مما تسبب بايذاء رقبتي، فيما ضربني الشخص الآخر على كتفي الأيسر وغادروا المكان علما أن عددًا من عناصر الشرطة كانوا في الموقع".
وتابعت، "بعد نحو ساعتين من ذلك تم إعادة جهاز الهاتف خاصتي، بعد أن حذفوا المواد الموجودة عليه وعلى "ذاكرة الهاتف" أيضًا، وقد توجهت إلى مستشفى رفيديا الحكومي وأجريت لي صورة لمنطقة الرقبة والكتف حيث أصبتُ برضوض مختلفة".
من جهته، استنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" الاعتداء بالضرب الذي تعرضت له الصحافية الحرة، والباحثة الميدانية فيه، لارا سمير كنعان من قبل من وصفهم بأنهم "عناصر أمنية بزي مدني" اثناء تغطيتها مسيرة نظمت أمس السبت في مدينة نابلس، ومصادرة هاتفها وحذف كل ما عليه من صور ومواد.وأدان المركز، بشدة الاعتداء الذي تعرضت له الصحافية لارا كنعان، معربًا عن بالغ قلقه من تزايد الاعتداءات التي تستهدف الصحافيين وبصورة لافتة ومقلقة الصحافيات على وجه التحديد، حيث تكرر ذات السيناريو في عدة مدن فلسطينية مؤخرًا فانه يطالب الجهات الرسمية بالتحقيق في هذا الاعتداء وبجميع الاعتداءات التي سبقته ونشر نتائج ذلك ومحاسبة مرتكبيها والمسؤولين عنها، واتخاذ الإجراءات التي تحول دون استمرارها.