شبكة قدس الإخبارية

تحدياً للاحتلال وقيوده.. صمود وجميل يحتفلان بزفافهما غداً

هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: تستعد الأسيرة المحررة صمود ياسر كراجة لإرتداء ثوبها الأبيض، السبت الموافق 30حزيران، في ذات اليوم الذي ستكمل فيه عقدها الثالث، حيث ستحتفل بحفل زفافها والمدعوين في ظل استمرار غياب عريسها الأسير جميل صالح عنكوش (36عاماً).

فبعد سبع سنوات على ارتباطهما، اتخذ صمود وجميل قراراها بعقد قرانهما وإقامة حفل زفافهما دون حضور جميل، وقد أصرا على الرد على محقق الاحتلال حين بعث لهما تهديداته أنهما سيبذل كل الجهود ويفشل ارتباطهما.

جميل من قرية دير أبو مشعل، أسير في سجون الاحتلال يقضي حكماً بالسجن 20 عاما، مضى على اعتقاله كما تعد له صمود، "خمسة سنوات وثلاث شهور وستة أيام"، أما صمود فهي أسيرة محررة كان الاحتلال قد أصدر بحقها حكماً بالسجن 20عاماً قضت منهم عامين قبل أن تتحرر في صفقة وفاء الأحرار.

تقول صمود لـ قدس الإخبارية، "الكثير من التحضيرات ألقيت علي، فأنا الآن أقوم بمهام العريس والعروس في ذات الوقت... أتممت كل التحضيرات بتشجيع ودفع من جميل"، موضحة أن حفل الزفاف سيقام يوم السبت ولن ينقصه شيء إلا وجود العريس، "جميل غير موجود جسدياً ولكن روحه موجودة معنا وحولنا".

وعن اتخاذهما قرار إقامة حفل الزفاف، بينت صمود أن الهدف من إقامة حفل الزفاف في المقام الأول هو تحدي الاحتلال ومحقيقه الذين أوصلوا تهديداتهم مرات عدة أنهم سيعملون على عدم ارتباطهما سويا، أما الهدف الثاني فهو محاولة صمود انتزاع تصريحاً يمكنها من زيارة جميل بين الحين والآخر.

ورغم أن صمود أسيرة محررة من سجون الاحتلال، وحسب قانون الاحتلال فهو يحرم الأسرى المحررين من زيارة أقاربهم الأسرى من الدرجة الأولى، إلا أن صمود تقول إنها ستحاول جاهدة بكل الطرق القانونية لانتزاع تصريحاً يمكنها من زيارة جميل ورؤيته.

ارتباط صمود وجميل لم سهلاً على المستويين العائلي والمجتمعي، فتبين صمود أنهما قاتلا طيلة فترة ارتباطهما وصولا لاتخاذ قرارهما بإقامة حفل زفافهما رغم استمرار اعتقاله، "نحن نقاتل منذ سبع سنوات، نقاتل باحتلال، واعتقادات مجتمعية وعائلية".

وتتابع صمود، "هذه الخطوة لها دور كبير في تقوية نفسية ومعنويات جميل في أسره، وهو دائما يكرر لي أن هذه الخطوة هي بمثابة انتزاع حريته.. كلما كنت أضعف أمام الضغوط، كان جميل يشجعني لأكمل الطريق".

وبينت صمود أن الاحتفالات لن تقام في خارج السجن فقط، بل ستقام مراسم الزفاف أيضا داخل السجن المعتقل فيه جميل، فيما استعد أصدقائه في السجون الأخرى لإقامة احتفالات أيضاً وذلك لفرحهم بهذا الارتباط الذي يتحدى السجن والسجان.

تقول صمود، "أنا كنت في السجن، وأعلم جيداً أهمية تواصل الأسير مع الخارج، فذلك يعني اقترابه للحرية.. ومن هذه التجربة أشجع الارتباط الفتيات بالأسرى، كما أشجع الشبان بالارتباط بالأسيرات.. هؤلاء الذين ضحوا بسنوات عمرهم من أجلنا، يستحقون أن نضحي لأجلهم وننتظرهم".