شبكة قدس الإخبارية

بريطانيا تزود السلطة الفلسطينية بأدوات تجسس على مواقع التواصل

هيئة التحرير

بريطانيا - قدس الإخبارية: زودت الحكومة البريطانية وشركة كندية أنظمة من الشرق الأوسط بأدوات تجسس على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، وعلى برامج الاتصالات المرتبطة بالإنترنت مثل واتس أب وفايبر وسكايب، وبما يمكنها من اختراق الخصوصية وحظر المواقع المعارضة.

 مؤسسة سكاي لاين الدولية - التي تتخذ من ستوكهولم مقرا لها - بينت أن عدة تقارير وصلتها تؤكد أن بريطانيا قامت بتزويد كل من دولة الإمارات العربية والسلطة الفلسطينية بأدوات مراقبة تستطيع من خلالها التنصت واختراق الأجهزة الإلكترونية بسهولة، ودون معرفة من المستخدمين.

وأكدت على أن هذا يعدّ انتهاكا جسيما للخصوصية، لا سيما أن كلا من الإمارات والسلطة الفلسطينية لهما سجل في انتهاك حقوق الإنسان وعدم الالتزام بقرارات النيابة العامة والقانون في التعامل مع النشطاء السياسيين.

وأوضحت أن إقدام بريطانيا على منح هذه التقنيات لدول معروفة بانتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان قد يعرضها للمساءلة في المؤسسات الدولية، بسبب النتائج التي قد تنتج عن استخدام هذه الدول لهذه التقنيات ضد مواطنيها.

وطالبت سكاي لاين الدولية السلطات البريطانية بفتح تحقيق شامل حول قيام مخابراتها ببيع هذه التقنيات لأنظمة تعرف بأنها تنتهك حقوق الإنسان ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، كما تستخدمها في انتهاك حقوقهم وخصوصياتهم، بما يسمح باعتقالهم دون أي مسوغات قانونية.

ووفق المعلومات التي حصلت عليها سكاي لاين الدولية، فإن التقنية التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية من خلال المخابرات البريطانية تمكّنها من دراسة أي نشاط لأي مواطن من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ومعرفة أبرز النشاطات والتعليقات والإعجابات، وما هي المواقع التي قام بزيارتها، أو الدخول إليها، أو الأشخاص الذين يتحدث معهم، سواء في المجموعات المغلقة أو المفتوحة.

وتضيف المؤسسة أن هذه التقنية تسمح باختراق جميع الأجهزة الإلكترونية للمستهدفين عن بعد، دون شرط القرب المكاني من المستهدف، ودون الحاجة لزرع أي برامج تجسسية داخل الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمونها.

وقالت المؤسسة إن هذه التقنية تثير القلق الشديد لدى وقوعها في أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في ظل تراجع واقع الحريات في الأراضي الفلسطينية، وانتشار التسريبات عن انتشار أدوات المراقبة حتى ضد عدد من قيادات السلطة الحالية والأمنية السابقة، وهو ما دفع برئيس المخابرات الفلسطينية السابق، اللواء توفيق الطيراوي، لرفع دعوى قضائية ضد جهاز الأمن الوقائي وشركة جوال للاتصالات بسبب مراقبته.

وتدعو سكاي لاين الدولية السلطة الفلسطينية إلى احترام تعهداتها، وذلك من خلال وقف وسائل المراقبة، وحجب المواقع الإلكترونية على الإنترنت، وذلك لضمان حقوق حرية الرأي والتعبير واحترام الخصوصية.

وأكدت المؤسسة أن استخدام هذه التقنيات مضافٌ إليها قانون الجرائم الإلكتروني الجديد، الذي تم فرضه في الأراضي الفلسطينية دون أي مشاورات مع مؤسسات المجتمع المدني، هو تصعيد خطير وانتهاك فاضح لحرية الأفراد، وفيه قوانين فضفاضة قد تستخدم بدافع الانتقام.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت القرار 167/68 في العام 2013، وأعربت فيه عن القلق البالغ إزاء الأثر السلبي الذي يمكن أن تخلفه مراقبة الاتصالات واعتراضها على حقوق الإنسان.

وطالبت سكاي لاين الدولية في ختام بيانها كلا من السلطات البريطانية والكندية إلى اتخاذ إجراءات لوقف تزويد أجهزة مراقبة لحكومات قمعية، وعلى الأقل الالتزام بالتأكد من أنها سوف تستخدم هذه الأجهزة بطريقة قانونية وليس للتضييق من الحريات العامة وانتهاك حقوق الإنسان.