عن البلبلات اللا منتهية في حكايات الزمن العابر لحدود الوعي بالمقاومة "الفريسة اليوم " حركة الجهاد الاسلامي، والمفترس المنظرون من فصيلة الدم "ماما أمريكا". مع دخول الثورة السورية في عامها الثالث تتعالى الاصوات التي تريد اقحام "حركة الجهاد الإسلامي" في النزاع السوري الدائر، فآخر ما خرجت به قناة اورنيت "قناة المعارضة السورية"هو اتهام صريح لقيام حركة الجهاد الاسلامي بالقتال الى جانب عناصر من حزب الله في القصير، مالا تعرفه قناة اورنيت السورية المعارضة هو الصورة الحقيقة والكاملة لحركة الجهاد الاسلامي.
أولا حركة الجهاد الاسلامي حركة مقاومة فلسطينية تسير على خطى وأفكار الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي مؤسسها ،والذي أصر منذ عام 1984 أي منذ تأسيس الحركة على فكرة حرمة الدم الفلسطيني وحرمة الدم العربي. ثانيا حركة الجهاد الإسلامي هدفها تحرير فلسطين وكامل ترابها وإنها تسعى لهذا الهدف قولا وفعلا كما أنها ترى عدوا واحدا لها يتمثل في الاستعمار الغربي والكيان الصهيوني ثالثا حركة الجهاد الاسلامي وفي اكثر من واقعة، وفي اكثر من خطاب أكدت على حرمة الدم السوري،كما أكدت أيضا على أن علاقاتها المتميزة بإيران، والمتمثلة بكونه حليفا لها هو حزب الله إلا أنها وضحت انها مع حق الشعب السوري في تقرير مصيره.
البنادق الفلسطينية النقية والتي لا توجه الا في وجه محتل غاصب،لن تلوثها اشاعات عارية من الصحة والمصداقية،وان كان غرض المعارضة تفكيك اي فعل مقاوم لمصالح وأطماع شخصية،عليها ان تعلم جيدا ان المشروع التحرري إن كان بالفكرة أو بالبندقية ليس في حساباتها.
لن تغير إشاعات واهية غير مبنية على أسس صحيحة وتتعارض مع تاريخ حركة الجهاد الاسلامي منذ ثلاثين عام من واقع أن حركة الجهاد الحركة الفلسطينية المقاومة التي أثبتت على موقفها الرافض لكافة أشكال الخضوع والخنوع والتنازل والاستسلام للاستبداد والاستعمار. فالحركة التي خاضت حرب غزة الأخيرة والتي انتصرت والحركة التي سطرت أروع اشكال المقاومة في معركة الامعاء الخاوية والتي ذاقت ويلات التنازلات المستمرة من الفصائل الفلسطينية التي اصابها الهرم هي ذاتها حركة الجهاد الاسلامي التي في غزة تعاني من السوط الحديدي التي يجلدها كما أنها تعاني من سلطة اسلوا لأنها تغرد خارج سرب المنظومة.
ان يروق للنخبة المثقفة ان تسود من صورة دكتور رمضان شلح وحركة الجهاد الاسلامي امر طبيعي يتناسب مع المنحى الفكري العام الذي يحكم العقلية المثقفة والخلفيات المغربنة والاستعمارية التي تحكم النخب في عالمنا العربي ،خاصة فيما يخص قضايا التحرر الفكري والمعرفي.فليس غريب ان يتم اقحام حركة الجهاد الاسلامي في مثل هذه الاشاعات.
الا ان المنحى التفكيكي هذا سيقف عاجز امام تساؤلات بلا إجابات عن قبول خالد مشعل القيادي في حركة حماس زيارة قطاع غزة بلا شريكه في الانتصار رمضان شلح القيادي في حركة الجهاد الاسلامي،فلماذا كان على الكل الصمت عن المنحى الاعتدالي الذي عبد الطريق أمام مشعل وقطر والقرضاوي وأنطوان زهرا؟.وكان مليء بالأشواك أمام رمضان شلح وحركة الجهاد،علينا أن نغض الطرف عن المفاوضات غير المباشرة ايضا وعن المصالحة التركية الاسرائيلية الهاتفية وفحوى الصمت الخجول على زيارة باراك أوباما من الاعتدال.
حركة الجهاد عليها ان تدخل عنوة في الحرب الدائرة في سوريا لصالح أحد الأطراف لتشارك في استباحة الدم السوري، لماذا يتم توظيف الخيال والانحياز لخيار اما ان تكون مع او ان تكون ضد ،لا مبرر واضح امام المدعين سوى الخيانة وتحقيق مصالح لأطراف واهية داخل المعادلة السورية ؟.هناك عناصر واضحة في النزاع السوري الدائر تستغل ما يحدث لتسويد وشيطنة المعارضة فمن التذرع بالتطييف والتزييف ووصلا الى الاتهامات المعلنة وغير المعلنة لحركة الجهاد هناك طرف واحد يقف أمام هذا اللمنحى التفكيكي المقصود والواضح الا وهو الطرف المنحاز انحياز كامل للغرب والاستعمار.
للخيانة وجهان وجه الرجل الابيض الذي جاء الى العالم بوصاية انه الافضل والأقدر والأجدر على حكم العالم ،ووجه الرجل الاسود الذي ارتدى القناع الابيض وسار يهذي بما تعلم وحفظ عن ظهر قلب وفي الوجهان انكسار للحرية ، فالمعارضة التي لا تحترم حركة تحرر وطني ذات تاريخ مقاوم لا يشوبه شائبة ليست جديرة إلا بالتفكيك والانتقاد لان الحرية لا تمر من باب معادة الاخر لأسباب الخلاف الفكري او لأسباب رسم الصداقات ،فكيف يستطيع المرء ان يصفق لاستبداد الحاكم في مصر لمجرد انه يدعم حق الشعب السوري في الحصول على حريته بالكلام ،كما على القناة المعارضة ان تلقي النظر على ما يحدث في البحرين لأن البحرين أيضا تخوض ثورة توأم للثورة السورية، ام ان قوات درع الجزيرة التي قمعت المتظاهرين في البحرين قبل عامين هي ذاتها التي تمول القناة السورية المعارضة المنحازة للإنسان "السوري"غير المنحازة لايدولوجيا الاعتدال في اسطنبول والدوحة والرياض ؟