شبكة قدس الإخبارية

لماذا لم يحضر "محمد ددو" حفل تخرج طفله؟

هيئة التحرير

طولكرم- خاص قُدس الإخبارية: لم تغب أسئلة الطفل الصغير لأمّه منذ أيام، مستفهمًا عن والده الذي لم يعد يراه، ولم يحضر حفل تخرجه من الروضة وكذلك لم يحضر له الهدية التي وعده بها.

يوم الأحد الماضي، اعتقلت عناصر مخابرات طولكرم الشاب المحاسب محمد باسم ددو، من داخل مركبة كان يستقلها خلال دوام عمله كمندوب مبيعات، ومن ذلك الحين لم يتلقى أي تهمة أو يخضع لمحكمة.

كانت تشير الساعة إلى الواحدة ليلًا، اقتحمت عناصر جهاز المخابرات بطولكرم، منزل المعتقل "ددو"، وشرعت بتفتيشه وتخريب محتوياته، برفقة قوة من الشرطة النسائية التي كانت مهمتها تفتيش غرفة النوم، استمر ذلك لمدة ساعتين، اختتمت بالتهديد لزوجته: "إذا بتنشري عالفيسبوك بتضري زوجك".

زوجته قالت لـ"قُدس الإخبارية"، اعتقلوه من داخل مركبته بشكلٍ مفاجئ ودون إبلاغٍ سابق، ثم أحضروه في الواحدة ليلًا معهم إلى البيت وشرعوا في التفتيش لمدة ساعتين، حرمونا خلالها من السؤال أو الحديث.

وأضافت، من الأحد وحتى الأربعاء لم نعرف أي خبر عنّه، لكننا توجهنا لزيارته يوم الأربعاء، وخلال الزيارة قال لي إنه لم يتم التحقيق معه في أي قضية وأنه يخضه للاستجواب عن أمور عامة وعادية كمان وصفها، كما أنه يقبع في زنزانة ولم يخضع لأي محاكمة (..)، قال لي "زهقت، رح تطلع روحي وأنا هنا".

وأشارت زوجته إلى أنه يعمل حاليًا كمندوب مبيعات، وهو محاسب، اعتقل قبل 11 عامًا لدى جهاز الوقائي، وهو أب لعدة أطفال أكبرهم في رياض الأطفال، مضيفة "تمر أحيانًا أيام نراه لأوقات قليلة لأن وقت عمله طويل، وليس لديه أنشطة أخرى أو توجهات، يقضي حياته في شغله ومع أبنائه".

"طفله البريء لا يكف عن الأسئلة، ويواصل الاستفسار عن سبب عدم حضور والده لحفل تخرجه من الروضة، ولماذا لم يحضر له الهدية التي وعده بها بعد حفظه جزءُا من القرآن"، بحسب زوجته.

أما طفله الثاني، الأصغر سناً، فيستيقظ من نومه وهو يقبل دميته التي أهداها إليه والده، يظل يوزع قبلاته للدمية وينادي "بابا"، ويتذكر أن والده هو من جلبها له، ولا يفك عن القول باستمرار "بحبك بحبك".

ولفتت إلى أن المخابرات أخبروا العائلة يوم الأربعاء خلال الزيارة، بأنّه قد يخرج الخميس، ثم قالوا إن موعد الإفراج يوم الأحد، لكنّ أي من ذلك لم يتحقق، مطالبة المؤسسات الحقوقية والجهات المعنية بالعمل للإفراج عنه وإعادته إلى منزله وأطفاله.