وأنشئت مستوطنة "أصفر" في العام 1982، بعد اقتلاعها للمئات من أشجار الزيتون والعنب عن مساحة 10 دونمات، تشرف على جبل الفريديس ومدينته بيت لحم، وتحط أبصار الفلاحين لتصل حدود البحر الميت وجبال الأردن، وامتدت في العام 2014 لتطال 60 دونما جديداً، لتتفاقم مأساة مواطني البلدتين.
ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطنين من الاقتراب من أراضيهم المحاذية للمستوطنة من العام 1992، واستطاع أصحاب الأراضي المصادرة بانتزاع قرار من ما يسمى "محكمة العدل العليا الإسرائيلية"، في العام 1999، تسمح لهم بالوصول والعمل في أراضيهم، وفق أقوال نائب رئيس بلدية الشيوخ مصطفى عيايدة.
ويؤكد عيايدة لـ "قدس الإخبارية" أن بلديته عقدت قبل نحو شهرين، اجتماعاً موسعاً في مقر البلدية، تم فيه بحث سبل استعادة الأراضي المصادرة والمهددة بالمصادرة، وإرغام أصحاب الأراضي إلى التوجه إلى الجهات المعنية وبحوزتهم أوراقهم الثبوتية لمواجهة التوسع الاستيطاني للمستوطنة على حساب أراضيهم.
وأشار العيايدة إلى أن بلديته قامت بشق حوالي 12 كم طرق زراعية في المناطق المهددة بالمصادرة، لتشجيع الفلسطينيين على زراعة أراضيهم والعمل فيها، وتسهيل الوصول إليها، وقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز معدات البلدية والإفراج عنها بعد تكفل الأخيرة بعدم معاودة العمل.
وتعتبر بلدتي سعير والشيوخ توأم، لقربها من بعضهما وتداخل أراضي وبيوت المواطنين في البلدتين، وهو ما أدى إلى استيلاء المستوطنين على مزيد من الأراضي التي تعود ملكيتها لمواطنين من بلدة سعير، تقدر مساحتها بعشرات الدونمات، وفق تقديرات مهندس بلدية سعير شفيق جرادات.
وامتد خطر مستوطنة "أصفر"، إلى مقالع الحجر والرخام القريبة من المنطقة، وأصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أوامر وقرارات عسكرية بمنع أصحاب 3 مقالع للحجر والرخام من العمل في أراضيهم، بحجة أن الأتربة والغبار والأصوات الناتجة عن العمل في المقالع تلحق الضرر بمستوطني مستوطنة "أصفر".
ولا يخفي مدير مديرية هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في الجنوب يونس عرار استعداد الهيئة لمد الأراضي المصادرة والمهددة بالمصادرة بكل ما تحتاجه لإبقائها شوكة في وجه التوسعات الاستيطانية، وتعزيز صمود المواطنين في أراضيهم، واستعداد الهيئة لإقامة مدارس وأبنية من الطوب وسط الأراضي المهددة بالمصادرة.
ولفت عرار إلى أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان قدمت الأوراق التي تثبت ملكية المواطنين لأراضيهم إلى المؤسسات الحقوقية التي تعمل في مجال استعادة الأراضي المصادرة والمهددة بالمصادرة، ورفعت شكاوى ودعاوي ضد الجمعيات الاستيطانية التي استولت على الأراضي، معتبراً أن كيان الاحتلال غير شرعي ولا يمكن التعويل على قراراته.
ويعزو عرار تقاعس المقاومة الشعبية والفعاليات عن محيط مستوطنة "أصفر"، إلى غياب الشعور بالمسؤولية لدى أصحاب الأراضي، والخوف الناتج عن الهم الشخصي الذي ينتابهم، مطالباً المواطنين بطرح كافة الخيارات لمواجهة تمدد مستوطنة "أصفر"، والعمل على طرد المستوطنين الذين يتكومون في المستوطنة.
واستهجن القيادي في حركة فتح في بلدة الشيوخ عزيز عيايدة تقاعس الأهالي المصادرة أراضيهم، والمهددة بالمصادرة من تنظيم الوقفات والفعاليات المطالبة باستعادة أراضيهم، ودعوة المؤسسات والفعاليات إلى القيام بتنظيم الوقفات الشعبية الدائمة، وإقامة صلاة الجمعة فوق أراضيهم.
وأكد عيايدة في حديثه لـ "قدس الإخبارية" أن الوقت مناسب لتشكيل لجان شعبية بالتعاون مع المواطنين المصادرة أراضيهم لتصعيد المقاومة الشعبية قرب الأراضي المهددة والمصادرة، معلناً استعداد قوى وفعاليات بلدة الشيوخ إلى الإسهام في تشكيل حركة مقاومة شعبية لواجهة امتداد الاستيطان جراء مستوطنة "أصفر".