شبكة قدس الإخبارية

الداخلية بغزّة: منفذو تفجير الموكب مرتبطون بمخابرات رام الله

هيئة التحرير

غزة- قُدس الإخبارية: كشفت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، ملابسات حادثة تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله، في الثالث عشر من آذار الماضي، مؤكدة أن من يقف خلف العملية هم شخصيات تتبع لجهاز المخابرات العامة في رام الله، وكان أفراد الخلية مسؤولين كذلك عن محاولة اغتيال مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء توفيق أبو نعيم.

وقالت الداخلية في مؤتمر لها عقدته بمدينة غزة مساء اليوم، إن هناك جهاتٍ مشبوهةً لم يرُق لها إتمام المصالحة، وبدأت تعملُ من أجل إفشالِ هذه الجهود، واستبقت تنفيذَ أولى خطواتِ المصالحة باستلام هيئةِ المعابر مسئوليتَها على معابر قطاعِ غزة بتاريخ 1 نوفمبر عبر محاولة اغتيال أبو نعيم، وذلك بهدف خلطِ الأوراق وتعطيلِ عجلةِ المصالحة، إلا أن تلك الجهات فشلت في ذلك، حيث نجا اللواء أبو نعيم من محاولة الاغتيال، وكان الرد عليها بالاستمرار في تنفيذِ ما تم الاتفاقُ عليه، وجرى تنفيذ خطوةِ المعابر.

وأضافت، "أن الأجهزةُ الأمنيةُ بدأت في حينه بتحقيقاتٍ موسعةً، وبذلت جهوداً مضنيةً لكشفِ مُلابساتِ محاولة الاغتيال، إلا أنه ظهر أن الفاعلين نفذوا جريمتَهم بدقةٍ واحترافيةٍ، مما تطلبَ المزيدَ من الوقتِ للوصولِ إليهم، لكنها تمكنت من الوصول إلى منفذي عملية تفجير موكب رامي الحمدالله بعد تحقيقاتٍ مضنيةً، وتم تعقّبُهم ومطاردتُهم ما أدى لمقتل المطلوب أنس عبد المالك أبو خوصة وأحد مساعديه، واعتقال مطلوبٍ ثالثٍ بعد استشهاد اثنين من ضباطِ الأجهزةِ الأمنية".

وأكدت الداخلية،" أن التحقيقات أثبتت أن الأشخاص المسؤوليين عن محاولة اغتيال أبو نعيم، هم ذاتهم الذين حاولوا تفجير موكب رامي الحمدالله، مشيرة "استمرت جهودُ الأجهزة الأمنية في مواصلةِ التحقيقاتِ لتحديدِ الجهةِ التي تقفُ خلفَ هذه الخليةِ الإجراميةِ، وهو ما شكّل عملاً مُعقداً للوصول لذلك".

وبحسب التحقيقات، فان العبواتِ التي تم استخدامُها في تفجيرِ موكبِ رئيس الوزراء تمت زراعتُها قبلَ ثمانيةِ أيامٍ من دخولِ الموكب، وتزويدِها بدوائرِ التفجيرِ قبلَ ثلاثةِ أيامٍ من التنفيذ، في حين لم نكن في وزارةِ الداخلية على علمٍ بموعد زيارة رئيس الوزراء لغزة، والتي أُبلغنا بها قبل 48 ساعةٍ فقط، وهو ما يؤشرُ بأنّ المنفذين كانت لديهم معلوماتٌ دقيقةٌ ومسبقةٌ عن موعدِ الزيارة قبل علمِ وزارة الداخلية.

ووفقًا للداخلية، فان مديرَ المخابرات اللواء ماجد فرج قد استقل نفس السيارةِ مع رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ولم يستقل سيارتَه الخاصة كالمُعتاد بالرغم من تواجُدها ضمنَ سيارات الموكب.

وأشارت إلى أن المنفذين قاموا بتفجيرِ العبوةِ بعد أن تجاوزتها سيارةُ رئيسِ الوزراء وبصحبته مديرُ المخابراتِ بمسافةٍ آمنة، وقد وقعَ التفجيرُ مقابل سيارةِ اللواء ماجد فرج التي تواجد بها مُرافقوه وسياراتِ المرافقةِ الأخرى.

وأكدت، أن الجهةَ التي تقف خلفَ العمليتين كان لها دورٌ في أعمالٍ تخريبيةٍ سابقةٍ في قطاع غزة وسيناء، تحت غطاء جماعاتٍ تكفيريةٍ متشددةٍ تعمل من خلال ما يعرف "بالمنبر الإعلامي الجهادي" وهو منتدى خاصٌّ (مقيدُ الدخول) على الإنترنت تم تأسيسُه عام 2011 بتوجيهٍ من جهاتٍ أمنيةٍ لاستقطاب بعض الشباب واستغلالِهم لتنفيذ أعمالٍ إجراميةٍ بغطاءٍ تكفيريٍّ في ساحاتٍ مختلفة.

وبحسب بيان الداخلية، فان مؤسسَ "المنبر الإعلامي الجهادي" ومديرُه هو شخصٌ يلقب بـ "أبو حمزة الأنصاري"، والذي من خلاله يتم إدارةُ الخلايا التخريبيةِ وتوجيهها وتبادلِ المعلوماتِ، وقد تم تجنيدُ الخلية التي نفذت محاولة اغتيال أبو نعيم وتفجير الموكب وربطها من خلال المنبر الإعلامي الجهادي.

وتابعت، "بعد تحقيقاتٍ واسعةٍ ومعقدةٍ تم التعرفُ على هويةِ "أبو حمزة الأنصاري"، ويدعى  أحمد فوزي سعيد صوافطة، من الضفةِ الغربية ويعملُ لصالحِ جهاز المخابراتِ العامةِ في رام الله بتعليماتِ الضابط/ حيدر كمال حمادة، وبإشراف العميد/ بهاء بعلوشة.

كما أظهرت التحقيقات أن الخليةَ كانت تخططُ لاستهداف شخصياتٍ دولية تزور قطاعَ غزة، إلى جانبِ استهداف الوفدِ الأمنيِّ المصريِّ وقياداتٍ بارزةٍ في حركةِ حماس، مؤكدة أن شخصياتٍ رفيعةَ المستوى في جهاز المخابراتِ العامة في رام الله هي المُحرّك والمُوجّه لخلايا تخريبيةٍ تعمل لضربِ الاستقرارِ الأمني في قطاع غزة.

وأشارت إلى أن جهازُ الأمنِ الداخلي في قطاع غزة تمكن من إلقاء القبضِ على المدعو/ شادي محمد زهد، الذي كان على ارتباطٍ مع المدعو/ أحمد فوزي سعيد صوافطة الملقب بـ (أبو حمزة الأنصاري)، بتاريخ 03/04/2018، وفي ذات اليوم قام الاحتلال الإسرائيلي بالتحفظِ على "صوافطة"، حتى هذه اللحظة.

فتح ترد من جهتها ردّت حركة فتح على بيان الداخلية والأمن الوطني مساء السبت، قائلة إنها ادّعاءات غير صحيحة. وقال القيادي بحركة فتح يحيى رباح لقُدس الإخبارية، إن هذه ادّعاءات لا أساس لها من الصحة، وحماس متهمة وتختلق الأكاذيب التي لا يصدقها أحد. وأضاف، توقعنا تزايد هذه الصيغة مع اقتراب المجلس الوطني بنصابٍ عظيم يكون هو الضمان للشعب الفلسطيني.