نابلس – خاص قدس الإخبارية: لم يمض شهران على تسلم الصحافية آيات عبد الله شهادة "الموظف المميز" في مركز الإعلام في جامعة النجاح بنابلس، حتى سُلمت بشكل مفاجئ قراراً ينص على فصلها الفوري من عملها ضمن حملة فصل طالت عددًا من موظفي المركز.
مركز الإعلام في جامعة النجاح نفّذ حملة فصل لعدد من الموظفين طالت حتى الآن 13 موظفاً، وذلك بعد توجيه مدير المركز ورئيس تحرير الإعلام الإلكتروني فيها بمطالبات صريحة لكل الموظفين تضمنت استخدام صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي للتفاعل على هاشتاغات معينة، وإعادة نشر كل ما ينتجه مركز الإعلام، إضافة لتحذيرهم من مشاركة الأخبار والفيديوهات من الصفحات الإخبارية الأخرى.
آيات التي تعمل منذ عام في مركز الإعلام كمعدة ومقدمة برامج ومراسلة، قالت لـ"قُدس الإخبارية" إنه "مع بداية شهر آذار تم إبلاغ الموظفين بوجود تقييم لهم، دون تقديم تفاصيل لهم حول طبيعة التقييم، وبعد عدة أيام تم دعوة الموظفين لاجتماع تبين أنه عبارة عن قاعة امتحان أخضع له الموظفون، "أبلغني رئيس التحرير أن علاماتي من العلامات الجيدة ولا مشاكل لديّ في الامتحان".
وأشارت إلى أن الموظفين خضعوا لامتحانٍ عملي آخر، ولكنهم لم يعرفوا علاماتهم ومعايير وضع العلامات لهم، "بناءً على هذا التقييم تم توزيع تنبيهات على الموظفين، وأبلغتنا السكرتيرة أن من لم يصله هذا التنبيه فليحضّر نفسه ليغادر المكان".
وتضيف آيات، أنها خلال إنهائها نشرة الأخبار وخروجها للبدء بالتحضير لبرنامج آخر تسلمت بشكل مفاجئ قرار فصلها من العمل بحجة التقييم، "رفضوا أن أرى علاماتي وعلامات زملائي، قبل أيام أعادوا نشر عملي وقد علقوا عليه بكلمة إبداع، وقبل شهرين منحوني شهادة الموظف المميز، أنا لم أفهم حتى الآن على أي أساس تم إجراء التقييم".
وبحسب الصحفية آيات، فإن السكرتيرة التي سلّمت قرارات الفصل قد أبلغت الموظفين المفصولين أنهم غير مسموح لهم الحضور للمكان في الأيام السبعة المتبقية من الشهر.
وعن أسباب الفصل، بينت آيات أن رئيس التحرير سبق أن طالب الموظفين بالتغريد والنشر على هاشتاغ #الاستهداف_الجبان للتعليق على حادثة استهداف موكب رئيس الوزراء الحمد لله في قطاع غزة، "خلال الاجتماع طالبونا بالنشر على هاشتاغ #الاستهداف_الجبان وإرسال "سكرين شت" للتغريدات والمنشورات التي سنقوم بنشرها، وأخبرونا أن من لا يتفاعل على الهاشتاغ سيكون عرضة للفصل ولا يستحق أن يبقى في مركز الإعلام"، مؤكدة على أنه تم تحذيرهم من مشاركة الأخبار والمواد من الصفحات الأخرى، والاكتفاء بالمشاركة من صفحات إعلام الجامعة.
وأضافت آيات أن رئاسة التحرير استخدمت لغة مباشرة بالتهديد وأبلغت الموظفين أنه تم منحهم فرصة أخرى، وإذا لم يتفاعلوا المرة القادمة سيتم فصلهم، مؤكدين للموظفين أن صفحاتهم الشخصية مراقبة من قبل مركز الإعلام.
وبينت آيات أنها توجهت للحصول على براءة ذمة من الجامعة، إلا أن الرد كان أنه مرفوع ضدها قضية في المحكمة، وقد رفضت إعطاءها براءة الذمة، مضيفة، "السكرتيرة رفضت أن أدخل مكتبي وأجمع أشيائي من المكتب وقالت لي لا تدخلي حتى لا يراكي – في إشارة إلى القائم بأعمال مدير مركز الإعلام-".
اعتبارات شخصيّة!
أما الصحفية مدى شلبك التي تعمل منذ عام وشهرين في مركز الإعلام، رفضت أن تستخدم صفحتها الشخصية بناءً على توجيهات رئاسة التحرير والتي تضمنت مطالبات بالتغريد والنشر على هاشتاغ #الاستهداف_الجبان، لتتقدم بعدها التهديدات التي تلقتها والموظفين الآخرين باستقالتها.
وأوضحت شلبك لـ"قُدس الإخبارية"، "طلبوا منا استخدام صفحاتنا الشخصية بطريقة إلزامية وهو ما رفضته أنا.. فأنا كموظفة أقوم بالمهام الموكلة لي بالعمل، ولكن ليس مفروض عليّ أن استخدم أي من جوانب حياتي الشخصية من بينها صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي"، مبينة أنها اعتبرت إجبارها على استخدام صفحاتها هو انتهاك لحريتها الشخصية، وهو ما دفعها للتقدم بالاستقالة".
وأكدت مدى على أن رفضها للتغريد على الهاشتاغ لا يعني أنها تؤيد للاستهداف الذي تعرض له الحمد الله، "أنا ضد الاغتيال وضد كل تفاصيل ما حصل، ولكني لا أسمح أن يفرض عليّ ذلك في إطار حياتي الشخصية".
من جانبها، أشارت الصحافية أنوار الحج حمد التي تعمل في الهندسة الإذاعية منذ عامين، إلى أنه قبل شهر أبلغ الموظفون بوجود تقييم سيتم على إثره إبقاؤهم في العمل أو فصلهم، وتضمن التقييم ثلاثة امتحانات: امتحان نظري، امتحان عملي، وتقييم من المدير المباشر.
وأضافت أنه بعد صدور النتائج تلقى بعض الموظفين تنبيهات بتحسين أدائهم خلال شهر، والبعض الآخر تم فصلهم وإنهاء العمل دون إطلاعهم على التقييم، "من تم إبقاؤهم في العمل، كنا نتوقع كلنا كموظفين أن يتم فصلهم وخاصة أنهم نالوا علامات متدنية في الامتحانات النظرية".
وبينت أن السكرتيرة أبلغت الموظفين المفصولين بمنحهم إجازة مفتوحة حتى نهاية الشهر، وقالت لهم، "يقول لكم الأستاذ غازي مرتجى – مدير مركز الإعلام- أنه لا يريد أن يراكم حتى نهاية الشهر"، تعلق أنوار، "أنا في تلك اللحظة كنت أقوم بجمع أشيائي وقد أبلغت زملائي أني لن أنتظر حتى نهاية الشهر وسأقوم بمغادرة المكان منذ هذه اللحظة، لأنني وزملائي شعرنا بإهانةٍ كبيرة، خاصة أننا مهنيين جداً في عملنا وكنا متفانيين له".
وأضافت أن كافة الموظفين في مركز الإعلام تفاجأوا بمن طالتهم حملة الفصل، "أنا أشعر أنه تم فصلي لأسباب شخصية، بسبب خلاف سابق مع مدير المركز"، مشيرة إلى أنه قبل شهر قد حصلت على شهادة تكريم وتقدير من المركز بناءً على عملها".
وعن موضوع الهاشتاغات، علقت أنوار، "كانوا يقولون لنا في كل اجتماع شهري إنه سيتم فصل أي موظف لا يتفاعل على الهاشتاغات التي يطلقها المركز، ولا يقوم بإعادة نشر المواد الإعلامية التي ينتجها، وقد هددونا أكثر من مرة، "قام الأستاذ غازي مرتجى بالمقارنة بين مركز الإعلام وإحدى الشركات التجارية التي تتبع نفس هذه السياسية".
وأضافت، "كل واحد فينا لنا انتماؤه الحزبي وهو الحر فيه، كما لنا الحرية في استخدام صفحاتنا الشخصية التي نرفض أن ننشر عليها أي شيء يطلب منا، على الرغم من أننا كلنا نرفض الاستهداف الذي تعرض له رئيس الوزراء، ولكننا نرفض أن يفرض علينا أن ننشر ما يتم فرضه علينا".
وتابعت، "التقييم والامتحانات التي أخضعنا لها لم تكن المسوغ لفصلنا، فقد بقي في المركز الكثير من الموظفين الذين حصلوا على علامات متدينة"، مشيرة إلى أن من طالهم الفصل هم من موظفي العقود ولكن لم يتم فصل الموظفين المثبتين الذين يحتاجون لعدة خطوات قانونية ليتمكنوا من فصلهم".
وبينت أنه يوجد حملة مضادة للموظفين المفصولين تضمنت هجوماً عليهم من قبل الموظفين الذين بقوا على رأس عملهم في مركز الإعلام، "هم يعرفون جيداً أن ما حصل معنا سيحصل معهم يوما ما، ولكنهم يحاولون المحافظة على رزقهم وعملهم، ونتوقع أنهم تلقوا تهديدات ألا يتضامنوا ويقفوا بجانبنا".
وعلمت شبكة قدس الإخبارية، أن غازي مرتجى مدير مركز الإعلام قد اتصل على مجموعة من مدراء وسائل الإعلام طالبهم خلالها بالضغط على مراسليهم الصحفيين الذي شاركوا في حملة إلكترونية على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، رفضاً لقرارات الفصل التي طالت 17 موظفاً من موظفي مركز الإعلام.
كما حاولت "قدس" التواصل مع رئيس التحرير في مركز الإعلام بشار دراغمة، والذي رفض التعليق على الاتهامات التي وجهها الموظفين المفصولين من المركز، وقد وجهنا للناطق الإعلامي باسم جامعة النجاح خالد مفلح الذي رفض التعليق على الموضوع لحين صدور البيان الرسمي من الجامعة.
مركز الإعلام يرفض الرواية
وفي وقت لاحق أصدر مركز الإعلام في جامعة النجاح بيانا توضيحيا، أكدت فيه أن جميع موظفيه المسرحين من عملهم جرى إنهاء مهامهم في الفضائية والمركز بعد إخفاقهم باجتياز الامتحان الذي عقده المركز لتقييم مستوى العاملين والمتدربين في المركز، او بعد ارتكابهم أخطاء فنية لا تغتفر في مجال عملهم في أقسام المركز.
وأشار المركز في بيانه إلى أن العاملتين آيات عبد الله ومدى شلبك جرى تسريحهما بعد ارتكابهما أخطاء فنية تمثلت في نسيان آيات تقديم إحدى نشرات الأخبار، وإقدام مدى على بث خبر صاغته بطريقة تخالف سيايات التحرير التي رسمها المركز لنفسه، وبعد خضوعهما لامتحان المستوى الذي عقده المركز لجميع العاملين فيه لم تتمكنا من اجتياز الامتحان حيث اخفقت آيات في تقديم نفسها باللغة الانجليزية ودخلت في تلاسن مع أحد مشرفي المركز، فيما أقدمت مدى على افتعال مشكلة بسبب علامتها المتدنية في الامتحان وبادرت لتقديم استقالتها للمركز والدخول في حملات تحريض ضد المركز وجامعة النجاح عبر مواقع التواصل الاجتماعي تضمنت تسريب وثائق ومراسلات داخلية للمركز.
وشن المركز هجوما على العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية التي تفاعلت مع قضية الموظفين المفصولين والعديد من الصحفيين والنشطاء الذين انتقدوا طريقة فصل الموظفين، واصفة إياها بالصحافة الصفراء.
وأوضح المركز أنه بادرَ بالطّلب من نقابة الصّحفيين الحضورَ إلى المركز منذ بداية تفاعلات القضية؛ للاطلاع على حقيقة ما يَدور، وبعد زيادَة التّفاعل مع القضية بعدّة أيام شكّلت النّقابة لجنة للمتابعة، وعقب حضور أعضاء اللّجنة اليوم الاثنين 2.4.2018، تم إطلاعهم على جميع الأوراق والإثباتات التي تؤكّد زيف الادعاءات التي نتعرض لها.
وأشار المركز إلى طلب نقابة الصّحفيين بعدم نشر الوثائق والأدلّة التي يتحدّث عنها؛ "حتى لا ننجرّ إلى إعلامٍ أصفر حاول تشويه الحقائق، وانتهاك الخصوصيّة، رغم طلب بعض الذين تم إنهاء عملهم عبر الصّحف بنشر نتائج التقييم والوثائق الداخليّة للعلن، إلا أنّنا آثرنا وضعها تحت تصرّف اللجنة المشكّلة من نقابة الصّحفيين، وتم تسليمهم نسخة عنها تتضمنت المراسلاتِ الداخلية أيضًا".
وفيما يتعلق بموضوع "الهاشتاغ" أوضح المركز أنّ إلى أنه بين الحين والآخر يخرج بالعديد من الهاشتاغات على صفحات التّواصل الاجتماعي التابِعة للمركز، والفضائيّة، والإذاعة؛ الهدف منها تَكوين مرجعيّة سهلة لمن يريد الوُصول إلى الأخبار، والتّحقيقات، والتّقارير الخاصّة التي يقوم بها موظّفو المركز حول موضوع (الهاشتاج)، وتُنشر هذه التّقارير معنونة بـ(الهاشتاج) عبر صفحاتِنا التي يصل فيها عدد المشاهدات في أوقات الذّروة قرابة المليونين.
وقال: "هذا لا يَتعارض مع طلبنا الواضِح، وحقّنا الطبيعي في أن يقوم موظفونا بنشر إنتاجنا الصّحفي، والتلفزيوني، والإذاعي على (الهاشتاغ) الذين نُطلقه عبرَ صفحاتنا الرّسميّة العامّة، وربّما يشاركونَ تقاريرهم عبر صفحاتِهم الشّخصيّة معنونينها بالهاشتاج أحيانًا".
وأكد المركز على مضيه في اتّخاذ الإجراءات القانونيّة بحقّ كلّ من أساء لاسم وسمعة مركز الإعلام في جامعة النّجاح الوطنيّة، والذي يضمّ في داخله إعلاميين وموظفين ذوي سمعة طيبّة، وكفاءة مهنيّة عالية مشهودٍ لها، وقال: "لن نتراجعَ عن هذه الخطوة حتى يتمّ الاعتذار لجامعة النّجاح، ومركز الإعلام وكلّ من تم المساسُ باسمِه، وصورته من زملائِنا بأيّ شكلٍ من الأشكال".