خلال العامين الأخيرين، تحدّثنا عن وجود موجة مستمرة، غير منظمة من العمليات، ضد أهداف اسرائيلية متنوعة، هذا النوع من العمليات يجعل من الصعوبة بمكان مواجهتها أمنياً، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: ما يحدث في الضفة هي عمليات غير منظمة، تتميز بالفردية في الغالب.
ثانياً: غالبية منفذي العمليات هم من المستبعدين من دائرة تشكيل خطر أمني وفق التعريف الإسرائيلي، الأمر الذي يجعل متابعة هذه الفئة صعب جداً، لأنها كبيرة بطبيعة الحال.
ثالثاً: تنفيذ العمليات في الضفة بات أمراً غير معقد، حيث لا يوجد حاجة لتنظيم أو خلية منظمة، في ظل الاحتكاك الموجود على الأرض بين المستوطنين والفلسطينيين.
رابعاً: اسرائيل عملت من خلال سياستها التي تعتمد على التضييق الاقتصادي وقتل الأمل السياسي، لجعل خيار المقاومة الوحيد للخلاص من الاحتلال وتحسين الظروف الفلسطينية.
خامساً: الجيل الفلسطيني الشاب الذي راهنت اسرائيل على نسيانه لقضيته وتراجع حسه الوطني والديني، بات أكثر شجاعة وأكثر قدرة على اتخاذ زمام المبادرة.
سادساً: باتت المقاومة نموذجا مؤثراً في الوعي الشبابي الفلسطيني، وباتت اسطورة المقاوم، وشخصيته، أكبر المؤثرات في وعي وطموح الجيل الشاب.
من هنا فإنّ مواجهة هذه العمليات اسرائلياً، يكمن نجاحه فقط في تمكن اسرائيل من اعتقال او اغتيال المنفذ للعملية، دون قدرتها على القضاء التام على مثل هذا النوع من العمليات، الأمر الذي اشارت اليه القوى الامنية الاسرائلية ووضعت الكره في الملعب السياسي، لايجاد حلول، أو تهيئة الجمهور الاسرائيلي وتحددياً المستوطنين للتعايش مع هذه الحالة.