شبكة قدس الإخبارية

صور: "أنعام العطار".. مرضٌ نادر ورحلة علاجية من غزة لرام الله

هيئة التحرير

غزّة/رام الله- قُدس الإخبارية: بعد معاناةٍ لسنوات في مرضها النادر، ومناشدات استمرت طويلة، ورحلة علاج طويلة وعمليات متعددة، وصلت الطفلة أنعام  العطار من قطاع غزة إلى رام الله، لتلقي العلاج بمستشفى رام الله، وسط استقبال شعبي ورسميّ.

الطفلة أنعام العطار (12 عامًا) بدأت قصتها تبلغ من العمر عاماً ونصف العام، حين ارتفعت حرارتها وعانت من أعراض انفلونزا عادية من تقيؤ وإسهال، فاعتقد الأطباء أنها تعاني من جفاف وانفلونزا وأعطوها العلاج اللازم، لكنهم لاحقًا تفاجئوا بحالتها النادرة، الحالة الأولى في فلسطين والثالثة في الشرق الأوسط وهي تكيس كلا الكليتين.

سافرت أنعام، إلى مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس، وبدأت تعاني من ارتفاع في الضغط حيث كان يصل إلى 170/120، وكانت تتقيأ الدواء السائل الذي أعطاه الأطباء لها للسيطرة على ضغط دمها، فاضطرت إلى تناول الأقراص لتتناول أول قرص دواء وهي تبلغ من العمر عاماً و 7 أشهر فقط!

في الرابعة من عمرها، أصبحت تعاني من ترشيح داخلي في البطن ما أدى إلى تجمع السوائل في جسدها ما تطلب من الأطباء استخراج تحويلة أخرى لها قوبلت بالرفض بسبب منع  التحويلات من غزة إلى رام الله والخارج، فتطوع طبيب ليُغامر بإجراء عملية جراحية لها عله ينقذ حياتها.

خضعت الطفلة لعملية جديدة ووضع خراطيم طبية تمتد من صدرها إلى بطنها ليستطيع تفريغ الماء المحتبس في جسدها، وأصبح يخرج من جسدها يومياً عبر الخراطيم ما يقارب 6 لترات من الماء، وأعلن الأطباء أن سبب الترشيح هو توقف الكلية اليسرى عن العمل تماماً.

قرر الأطباء إزالة الكلية اليُسرى لأنها تتسبب في ترشيح الخلايا داخل جسدها كونها متوقفة عن العمل، وأجريت لها العملية بإشراف طبي في المستشفى الأوروبي بغزة، لكن ما حصل لاحقًا هو إجهاد الكلية الأخرى إلى أن وصلت إلى مرحلة أن تعمل بنسبة 16% فقط، وأصبحت تأخذ في اليوم 28 حبة قرص دواء مختلفة حتى قرر الأطباء أنها بحاجة إلى زرع كلى، ولم يتوانى والدها للحظة بأن يتبرع لها بكليته خاصة أنها الطفلة الوحيدة بين 6 أشقاء.

أخبر الأطباء والد أنعام أنهم يحتاجون كلية من أحد أقاربها من الدرجة الأولى، لكن الصدمة كانت أن كلًا من "والدها ووالدتها وعمها وعمتها وشقيقها"  لم ينجخوا في الفحوصات الطبية التي تقدموا لها من أجل التبرع، ما جعل أنعام تلجأ بنفسها إلى مواقع التواصل الاجتماعي،  وبعد انتشار قصتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعاطف الكثير مع أنعام لدرجة أن 13 شخصاً عرضوا التبرع بكليتهم لها لكن الطبيب رفضهم جميعاً.

وناشدت الطفلة الرئيس محمود عباس ورئاسة الوزراء بالتدخل لإنقاذ حياتها، ليتم السماح لها بالسفر للعلاج مجددًا بمستشفيات رام الله، حيث سافرت برفقة خالها بعد منع الاحتلال والدتها من مغادرة القطاع ومرافقة ابنتها المريضة، واستقبلها أهالي رام الله، ومحافظة رام الله ليلى غنام، ويجري متابعة حالتها الصحية بدون مرافقة أحد من أهلها.