شبكة قدس الإخبارية

هل أغرقت فضائح الفساد سفينة نتنياهو السياسية؟

هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: لا يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" يعيش أفضل أيامه، إذ لا تتوقف محاولته لقيادة سفينته السياسية إلى بر الأمان، في ظل توالي ملفات فضائح الفساد التي تعصف به، ومحاولات شرطة الاحتلال الواضحة لتقديم أدلة، تثبت تورطه وإدانته.

ويسعى نتنياهو إلى تأجيل التحقيق معه في شبهات الفساد المتعلقة بالقضيتين (رقم 3000 و4000)، وفي حال وافقت شرطة الاحتلال على التأجيل سيتعذر عليها إجراء التحقيق في الأسبوع الذي يليه، بسبب مشاركة نتنياهو في مؤتمر اللوبي الأمريكي اليهودي المؤيد لدولة الاحتلال المقرر عقده في الولايات المتحدة.

ويواجه نتنياهو في القضية المعروفة إعلاميا بـ "ملف 3000" اتهامات بالفساد المالي في توقيع صفقة لشراء 6 غواصات ألمانية للجيش الإسرائيلي، لتحقيق منافع ومصالح شخصية له ولمقربين منه، أما قضية "ملف 4000" فيتمحور التحقيق فيها حول علاقات أقامها نتنياهو مع رجال أعمال عندما كان يتولى حقيبة الاتصالات، حول تقديمه تسهيلات كبيرة بملايين الدولارات لرجل الأعمال الشهير شاؤول أولفيتش؛ مالك شركة "بيزك" للاتصالات الأرضية، مقابل تلقي رئيس الحكومة وأسرته دعما إعلاميا كبيرا من موقع "واللا" الإخباري الذي يملكه أولفيتش.

ويجمع مختصين في الشأن الإسرائيلي على أن نتنياهو يعيش أزمة حقيقة في ظل ملفات الفساد الحقيقة التي في الغالب ستنتهي بتقديم لائحة اتهام بحقه من قبل شرطة الاحتلال وفي حالة كانت محكمة وقوية من شأنها أن تجعله يخسر مستقبله السياسي بالكامل.

لا راهنات

في السياق، قال المختص في الشأن الإسرائيلي د. أحمد عوض إنه لا داعي على المراهنة بحدوث انهيارات كبرى مع شخصية كنتنياهو، الذي سيدافع عن نفسه حتى الرمق الأخير مهما كلف الأمر فهو لا يريد أن يغادر مكانه في الحكم بعد 9 سنوات إلى السجن.

وأضاف عوض لـ "قدس الإخبارية" أن نتنياهو سيهاجم في الداخل والخارج من أجل المحافظة على مقعده ومكانته السياسية، فهو يجد من يدعمه من الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة " إسرائيل بيتنا" وغيرها، مشيراص إلى أنه حتى وإن جرى الإطاحة بنتنياهو فلن يكون هناك تغير في السياسة العامة لدولة الاحتلال.

ولفت المختص في الشأن الإسرائيلي إلى المكالمة التي جرى تسريبها بين قاضي تحقيق وضابط تحقيق والتي من شأنها أن تعزز موقف نتنياهو، مستدركاً:" ممكن جدا أن يطاح به وأن يكون هناك تهم حقيقة،".

وتابع :" سفينة نتنياهو تغرق وكل من تورطوا خروجوا كشهاد ملك ومن الممكن أن يجري محاكمة نتنياهو..، لكنه قد ياخذ إسرائيل إلى مغامرات خارجية وداخلية"، مبيناً أن أن دافعه قد يؤدي إلى افتعال أزمات وحروب في الشمال مع حزب الله اللبناني أو في الجنوب مع المقاومة الفلسطينية.

لائحة اتهام

من جانبه، أكد المختص والمراقب للشأن الإسرائيلي علاء الريماوي أن نتنياهو يعيش أزمة حقيقة وسيدفع نتيجة ذلك مستقبله سياسي وإن كان ذلك مؤجلاً بعض الشيء.

وقال الريماوي لـ "قدس الإخبارية" إن الواقع حالياً يتضح أن شرطة الاحتلال ستقدم لائحة اتهام بحقه خصوصاً بعد توصيتها في ملف الفساد 4000 الخاص ببيزك، منوهاً إلى أن نتنياهو يحاول الهروب للأمام ولن يتخلي عن شعبيته المرتفعة في الساحة السياسية الإسرائيلية.

ونبه إلى أنه وللمرة الأولى يعيش الاحتلال مشكلة حقيقة عبر استطاعة نتنياهو التأثير والسيطرة على مصداقية شرطة الاحتلال وطريقة تعامل الجانب الإعلامي مع هذه الملفات، وهو ما يعني أن دولة الاحتلال أمام مشكلة غير مسبوقة مقارنة مع ما جرى مع موشيه كتساف وأيهود أولمرت اللذان أطيحا بهما بعد قضايا فساد.

ويرى الريماوي أن نتنياهو سيستمر في موقعه ومنصبه السياسي ومن الممكن أن يرشح نفسه لولاياة جديدة ما لم يكن هناك لائحة اتهام محكمة وقوية، مستدركاً: "قضية بيزك تأخذ بعداً متطوراً خصوصاً وأنه يجري الحديث عن تلقيه رشاوي مباشرة وإذا ثبت ذلك فهو سيدان".