شبكة قدس الإخبارية

توقيف الخطيب عباهرة بجنين بعد خطبته عن "الخيانة".. بماذا ردّ؟

هيئة التحرير

جنين- خاص قُدس الإخبارية: أصدرت مديرية الأوقاف بمدينة جنين شمال الضفة، قرارًا بوقف إمام مسجد جنين الكبير الشيخ محمد عباهرة عن الخطابة، عقب إلقاء خطبته الأخيرة قبل أيام.

وكان الشيخ محمد عباهرة ألقى خطبة عن "موضوع الخيانة"، في مسجد شهاب الدين بالمدينة، تحدث فيها عن حرمة الخيانة ونبذ هذه الصفة وضرورة الحفاظ على المقاومة ودعمها، دون التطرق إلى أسماء أو جهات أو اتهامات.

لاحقًا، وبعد إلقائه لخطبته تلك، تواردت الأنباء والأخبار إليه حول توقيف مديرية الأوقاف له، وذلك دون تبليغٍ رسمي، فيقول عباهرة إنه تلقى اتصالات من مصادر وأشخاص تفيد بتوقيفه لكن المديرية لم تتصل به ولم تبعث إليه برسالة أو تبليغ حتى مساء اليوم الأحد.

وأوضح عباهرة لـ"قُدس الإخبارية"، إنه اضطر لمراجعة المديرية بعدما شاهد تعليقًا لمسؤول مديرية الأوقاف لدى أحد النشطاء عبر فيسبوك كان قد كتب فيه "أنا قررت إيقافه وأنا مسؤول عن قراري"، مضيفًا "مراجعة المديرية لم تثبت القرار ضدي، ولكنها أيضًا لم تنفيه".

وأشار إلى أن عددًا من الشخصيات الاعتبارية تدخلت لحل الإشكالية والتراجع عن القرار قبل اعتماده، مضيفًا "تواصل معي جهات من الأجهزة الأمنية مؤكدين تدخلهم لحل الموضوع ودعمهم لي في هذا الإطار، وجهدهم مشكور".

وأضاف، القرار غير الرسمي الذي لم أبلغ به لم يكن يستهدف موضوع الخطبة تحديدًا على الأغلب، بحسب قولهم، بل هو إجراء عقابي لعدم الالتزام بالنص الموحد لخطبة الأوقاف الموزعة على الخطباء لكافة المساجد في المحافظات".

أما فيما يتعلق بخفض راتبه الأساسي بـ"500 شيكلًا"، فأوضح عباهرة أنه لا يندرج كموظف مثبت في وزارة الأوقاف، وأنه يعمل كخطيب دون تثبيت، وبالتالي فانه لا يتقاضي راتبًا كاملًا من الأساسي، إنما مكافاة الخطابة التي لا يتجاوز قدرها كاملًا 500 شيكلًا، مؤكدًا "لم أبلغ بقرار تخفيض الراتب إطلاقًا، لكنها توقعات المصادر التي رجحت ارتباط توقيف الخطابة بإلغاء مقابلها المادي فقط".

وأكد عباهرة في كلمته أنه لم يذكر في خطبته عن الخيانة، أي نوع من التحريض أو الإساءة لأي طرف أو جهة أو شخصية، وأنّه رجح أهمية الحديث عن الموضوع خاصة بعد استشهاد المطارد أحمد جرار وأحداث جنين، التي لا بد من الدعوة لحفظ الأمن ونبذ الخيانة شرعيًا وأخلاقيًا ومجتمعيًا، مضيفًا "لو كان القرار سينفذ ضدي حقًا فأنا لم أسيء إلى أحد وقلت كلمة حق يتوجب عليّ قولها وتكرارها ليس فقط لو أوقفوني حتى لو أزهقت روحي".

ويعمل عباهرة الذي ينحدر من بلدة اليامون في جنين ، إمامًا لمسجد جنين الكبير منذ نحو عامين، لكنه يتنقل بخطب الجمعة بين المساجد، وأتم حفظ كتاب الله في سن الثامنة، درس الفقه والشريعة في الخارج، ويدرس الدراسات العليا في الفقه في جامعة النجاح، ويلقي عددًا من الدروس الدينية على مدار الأسبوع في مساجد عدة، وبشرف على عددٍ من مراكز التحفيظ، تقرر مديرية الأوقاف اتخاذ إجراءات عقابية بحقه لمخالفته خطب الأئمة التي تلزمهم بها المديرية منذ سنوات.