كشفت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم الخميس، أنها تلقت العديد من شهادات جنود جيش الاحتلال، الاحتياط او النظاميين، الذين يخدمون في الاراضي الفلسطينية المحتلة، تعبر عن العجز في تطبيق التعليمات الضبابية التي يتلقونها حول كيفية التصدي للمواجهات في هذه المناطق، في حين حذّر قادة الجيش انهم "لن يتمكنوا من الدفاع عن الجنود، وانهم بدؤوا يفقدون عامل الردع".
ونقلت الصحيفة شهادة احد جنود جيش الاحتلال الذي خدم مؤخراً في الضفة الغربية، قوله "لقد هربنا، فقط هربنا هذا كل ما فعلناه، ونعود الى البيت محطمين ومحبطين خجولين من لبس زينا العسكري، فرغم انك تحمل هذا السلاح وتلبس الخوذة على رأسك، وتحيط مخازن الذخيرة بخصرك، وتحوز على جميع وسائل الرد، إلا انك لا تستطيع الرد".
وقالت الصحيفة ان شهادة هذا الجندي هي واحدة من عشرات الشهادات التي وصلت للصحيفة في الاسابيع الاخيرة، حيث تحدثوا جميعهم بلسان واحد "عن مراقبتهم للحجارة التي تنهمر عليهم من المتظاهرين وينتظرون اصابتها لهم دون ان يكون بوسعهم عمل شيء لمواجهتها".
وبرر جنود جيش الاحتلال قيامهم بهذه الشكاوى " كونها اصبحت ظاهرة وليست حوادث عابرة، فقد تحدّثوا عن حالات كثيرة هربوا او اختبؤوا فيها امام المتظاهرين الفلسطينيين كالنعام."
وادعى جنود جيش الاحتلال " أن تعليمات فتح النار على المتظاهرين هي تعليمات ضبابية وغامضة وغير مفهومة وغير واضحة، ولا تمكنهم من معالجة اعمال الشغب كرشق الحجارة او الزجاجات الحارقة، وأن التدريبات التي يتلقونها قبل خروجهم الى الميدان لا تعطي إجابات لهذه المشاكل."
وعبّر احد الجنود صراحة عن إحباطهم، بقوله "ماذا نفعل نحن هناك، المفروض ان نقوم بردعهم ولكنهم يُظهرون لنا حقيقة ما يشعرون به تجاهنا، إننا نقوم بدور المهرّج امام الفلسطينيين".
في حين قال قادة جيش الاحتلال إنه "لا توجد إشكالية في تعليمات فتح النار بل هناك عدم فهم لها في اوساط صغار الضباط والجنود في الميدان".
وعلّق احد قادة الضباط في قيادة المنطقة الوسطى لجيش الاحتلال، وممن اطّلعوا على هذه الشهادات "سنتعلم من هذه الاحداث الشاذة، وسنعمل على علاجها".
وفي السياق ذاته علّق الناطق بلسان جيش الاحتلال أن "الجنود الذين يعملون في منطقة الضفة الغربية ويواجهون بشكل يومي جميع التحديات المعقدة هناك، يتطلب مهنية وتصميما الى جانب الاخذ بعين الاعتبار جميع الوقائع على الارض"
