شبكة قدس الإخبارية

دموع أم عادل تروي حكاية شهيد وتلاثة أسرى

إسلام أبو عرة

يزين وجهها المثقل بالهموم تجاعيد رسمها لها زمن يفاجئها كل مرة بالجديد المرير ,, تمشي بخطوات متثاقلة في ساحة بيتها الواقع في بلدة عقابا قضاء طوباس ، وعيناها تمتزجان بحزن وألم على أبنائها مهجات قلبها الشهيد موسى والأسرى الثلاثة خالدٌ وناصر ومحمد الشاويش .

بحزن دفين يختبىءخلف قوتها وصبرها نسجت أم عادل حكاية فلذات كبدها "ابني موسى كان عمره 23 عاماً، وهو شهيد من كتائب القسام، استشهد عام1991 انفجر به حزام ناسف اثناء التصنيع ،وكان مهندسا للأحزمة في ذلك الوقت".

حاولت أن تتماسك وتمنع دمعها صمتت أم عادل وفي عينيها دمعة تلوح بالأفق ،ويدٌ لها تداعبٌ خاتم بين اصابعها " ناصر عمره 36عام، اسره الاحتلال سنة 2003م وكانَ مضارد من قبل الاحتلال قبيل اعتقاله حكم اربع مؤبدات وعشرون عاماً ،وقام بالاضراب عن الطعام هو و10 اسرى اخرين مطالبين بالوحدة بين فتح وحماس كي يكون الوطن والاسرى الهم الاول، أما محمد عمره 25 عاماً، فقد كان مطارداً في كتائب الاقصى، وأسرته قوات الاحتلال من مقاطعة اريحا بعد محاصرة المقاطعة عام 2005م حكم عليه بالسجن 12 عاماً".

[caption id="attachment_14128" align="aligncenter" width="440"]أم عادل أثناء مقابلة تلفزيونية أم عادل أثناء مقابلة تلفزيونية[/caption]

شهيدٌ ومؤبدات وسنين، وعينا ام عادل يبرقان صبراً وتجاعيد وجهها يخبران حزن ولعة الفراق وتستمر الحكاية "ابني خالد حكاية اخرى ،فهو مشلول شلل نصفي عمره37 سنه وحكم عليه 10 مؤبدات وهو في وضع صحي يرثى له ،وهو قائد في كتائب شهداء الاقصى، اعتقل في عام 2007 من قبل جنود مستعربين".

شهيدُ وثلاثة اسرى حصيلة أمٍ مجاهدة ، صبرت وكافحت رغم مرضها وكبر سنها ، فناشدت في عدة مناسبات الرئيس ابو مازن ،و أطباء بلا حدود ومندوب الصليب الأحمر ووزير الاسرى عيسى قراقع بخصوص الوضع الصحي لابنها الأسير الجريح خالد الشاويش المحكوم 10 مؤبدات.

رويداً رويداً سحبت الخاتم من اصبعها وأعادته ، وتنهدت بألم " الخاتم ذكرى من خالد كل ما المحه او المسة ،احس بابني خالد وجرحه وعجزه وبأخوته محمد وناصر ، اهداني اياه وانا اهديه هو واخوته في جوف كل ليلة دعاوي الى الله عز وجل بالفرج العاجل".

بصيصُ امل حاول التسلل إلى قلب أم عادل الممتلىء شوقاً لأبنائها عندما علمت أن ابنها خالد سيفرج عنه بصفقة شاليط لكن تلك الأمال سرعان ما عاودت بالاندثار، وعادت معه أحزان موجعة ، حيث تمت الصفقة ولم يخرج خالد الاسير المشلول ذو العشر مؤبدات.

في الجهة المقابلة جلس أبو عادل بعينيه المتثاقلات بالهموم والحسرة وحاول أن يكمل حديثاً أوقفته دموع أم عادل "نأمل من الله العلي القدير ان يتغمد ابني موسى برحمته هو وكل الشهداء ، ويفك أسر أبنائي وأسر السجناء اجمعين ، أشكر حضور وزير الاسرى عيسى قراقع لمنزلنا ومساندته لنا والاطمئنان علينا ، واناشد كل مسؤول فلسطيني وفصائلي بأخذ مسؤولياته لتحرير الاسرى وفضح جرائم الاحتلال بحقهم".

[caption id="attachment_14232" align="aligncenter" width="225"]الأسير ناصر الشاويش الأسير ناصر الشاويش[/caption]

عادل وعدنان اخوةٌ الشهيد والاسرى الثلاثة خالد وناصر ومحمد ، رجال اصابهم ألم وحزنٌ فموسى شهيد والأخرون اسرى بمؤبدات وسنين طويلة ،فعادل الاخ البكر يصف حال والديه " أمي تعاني من وضع صحي لا يحسد عليه ، فقامت مؤخراً بأجراء عملية وعندها من الامراض التي تصاحب كبر السن و"الهم " على اخوتي، لكننا نجدها صابرة محتسبة عند الله ،كما نجد ابي محتسبا صابرا رافعاً يديه للسماء داعيا لهم بالفرج والرحمة ".

[caption id="attachment_14231" align="aligncenter" width="322"]الأسير خالد الشاويش الأسير خالد الشاويش[/caption]

أحلام بعودة أبنائها الثلاثة الذين خرجوا من حضنها الدافئ على أمل ان يعودوا ولكن الاحتلال سرق منها حلم العائلة و حلم لم الشمل الذي طالما حلمت وتحلم به …،عيونها لا تجف من الدمع في كل لحظة تتذكر فيها احد ابنائها تبكي قليلا لشهيد ومن جديد تبكي و تذرف الدموع للجريح الاسير و اسرى اخرين، ولكن يبقى التساؤل متى سيسمع صوتها وصوتهم وسط صمتنا المطبق.