شبكة قدس الإخبارية

كم بلغت إجمالي الشيكات المرجعة في غزة خلال 2017؟

هيئة التحرير

غزة - قدس الإخبارية: أظهر تقرير اقتصادي يرصد حجم الشيكات المرجعة لعام 2017 في قطاع غزة ارتفاعاً حاداً مقارنة مع الأعوام السابقة، حيث بلغ إجمالي الشيكات المرجعة في قطاع غزة 112 مليون دولار أمريكي.

وقال مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بغزة ماهر الطباع إن الأوضاع الاقتصادية الكارثية في القطاع، والمتمثلة في انعدام توفّر السيولة النقدية بين السكان، إلى جانب انعدام القدرة الشرائية للمواطنين, أدت إلى ارتفاع حاد في حجم الشيكات المرتجعة والتي انتشرت ظاهرتها  في القطاع خلال السنوات الأخيرة.

وذكر أن ظاهرة الشيكات المرتجعة تعتبر خطيرة جداً وتؤدي إلى تباطئ في النمو الاقتصادي وتعميق في الأزمة الاقتصادية بسبب عدم تسديدها في مواعيدها، وبالتالي فإن عدم تحصيل قيمتها في تواريخ استحقاقها يسبب إرباك في التدفقات النقدية وعدم تمكن أصحاب الشيكات من الإيفاء بالتزاماتها في مواعيدها.

وأشار إلى وجود صنفين من الشيكات المرتجعة، الأول نتيجة تعثر مالي حقيقي بسبب الأوضاع الاقتصادية، والآخر بسبب النصب والاحتيال، حيث أن البعض يصدر شيكات من دفاتر قديمة ومن حسابات موقوفة، هذا بالإضافة إلى ظاهرة "التكييش" والتي تقوم فكرتها على لجوء العديد من المواطنين إلى شراء سلعة معينة كالسيارات أو الأجهزة الكهربائية والالكترونية والجوالات بالتقسيط عن طريق الشيكات، ومن ثم بيعها لذات الشركة أو لشركة أخرى أو لأشخاص ليحصلوا بذلك على سيولة نقدية ويكون سعر البيع النقدي أقل من السعر الحقيقي.

وأكد أن هذه الظاهرة تحمل مخاطر كبيرة على الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة، وتؤدي إلى تعثر المواطنين وإفلاس التجار، وتسببت في زيادة أعداد الشيكات المرتجعة، نظراً لعدم قدرة أصحابها على التسديد بسبب الديون المتراكمة والخسائر في بيع البضائع بسبب "التكييش".

ويأتي هذا الارتفاع في الشيكات المرتجعة بالرغم من الإجراءات الصارمة التي اتبعتها سلطة النقد الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة للحد من هذه الظاهرة, ومنها وضع عمولة كبيرة على الشيكات المرتجعة، وتصنيف صاحب الحساب الذي يرجع له أكثر من شيك في خانة القائمة السوداء بحيث لا يصدر له أي دفاتر شيكات.

وبحسب البيانات الصادرة من سلطة النقد الفلسطينية , بلغ إجمالي الشيكات المرتجعة في قطاع غزة خلال عام 2017 نحو 112 مليون دولار وهي تمثل ما نسبته 9.7% من إجمالي الشيكات المرتجعة في فلسطين, مقابل 62 مليون دولار إجمالي الشيكات المرتجعة خلال عام 2016 , 37 مليون دولار إجمالي الشيكات المرتجعة في عام 2015.

ولأول مرة يتجاوز حجم الشيكات المرتجعة حاجز المليار دولار على مستوى فلسطين حيث بلغ إجمالي الشيكات المرتجعة في فلسطين نحو 1.154 مليار دولار خلال عام 2017 , وبلغ عددها 735,479 شيك , مقابل 775 مليون دولار خلال عام 2016 و670 مليون دولار خلال عام 2015.

وحذر الطباع من هذه الأرقام الصادمة، حيث أن حجم الشيكات المرتجعة غير طبيعي بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني, وهو دليل واضح وقاطع على حالة الانهيار الإقتصادي الذي وصل له اقتصاد قطاع غزة، داعياً إلى تدخل عاجل وسريع من سلطة النقد الفلسطينية لبحث إمكانية تأجيل كافة مستحقات القروض ولكافة الفئات لمده ستة أشهر على الأقل، وذلك بهدف توفير السيولة النقدية المعدومة في أسواق قطاع غزة حتى لا تتفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.