شبكة قدس الإخبارية

ما السر وراء الضبع "داوود"؟

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: في الثامن من شباط الجاري، أعلن الاحتلال مقتل الضبع "داوود" على لسان منسق أعمال حكومة الاحتلال في الضفة المحتلة يوآف بولي مردخاي، ما يثير عدة تساؤولات حول قيمة الضبع للاحتلال، ولماذا جل هذا الاهتمام به؟ وكيف علم بمقتله بنهاية الأمر؟ ومن قام بتسليم الضبع للاحتلال؟

مردخاي على موقعه الإلكتروني وجه أصابع الاتهام للفلسطينيين، وزعم أن الضبع تم قتله بالرصاص، متهماً الفلسطينيين بممارسة العنف والقتل الممنهج على الحيوانات، وهي اتهامات ليست بجديدة تصب في المصالح التي يسعى لها الاحتلال المتمثلة بإحكام سيطرته على المحميات الطبيعية في فلسطين، ومنع الفلسطينيين من ممارسة حقهم في هذه المحميات، وقد سبق أن حرض الاحتلال على النشطاء البيئيين الذين يقومون بنشاطات تطوعية جماعية هدفها حماية الطبيعة في فلسطين.

في ذات السياق الذي واصل مردخاي التحريض على الفلسطينيين محاولا انتزاع حقهم الطبيعي بالاهتمام بالحيوانات البرية، كشف عن أن الاهتمام بالضبع "داوود" تمت ضمن عملية تطبيعية فلسطينية - إسرائيلية، في رسالة سعى لإيصالها كان فحواها عدم قدرة الفلسطينيين الاهتمام بالحيوان، وأن ذلك لا يتم إلا بالتطبيع من الاحتلال، رغم القدرات الفلسطينية البيطرية، وطواقم الأطباء البياطرة الذين يتواجدون في معظم المدن الفلسطينية.

وأرفق مردخاي المادة التي احتوت على تفاصيل العملية التطبيعية، بصورة توثق إطلاق الضبع قبل مقتله، وذلك بالتعاون مع إحدى الجمعيات الفلسطينية التي تهتم بالطبيعة - نتحفظ على ذكر اسمها - إذ يظهر بالصورة التي تعرف عليها مجموعة من النشطاء البئيين، المدير التنفيذي لهذه الجمعية.

 

ويدعي مردخاي أنه تم العثور على الضبع في المرة الأولى وقد كان مصاباً بعدة جروح تشير إلى أنه مورس عليه التعذيب واستخدم في معارك مع الكلاب، على حد قوله، زاعما أنه تم إطلاق الضبع الذي سموه "داوود" إلى الطبيعية بعد أشهر من العلاج وقد أرفق بجهاز تعقب.

وأشار إلى أن طواقم ما تسمى بسلطة حماية البيئة الإسرائيلية وبالتعاون مع الفلسطينيين وخلال عملية تعقبهم للضبع، تبين لهم أن استقر في مكان واحد ما دفعهم للتوجه إلى هناك، حيث وجدوه مقتولاً.

الخبر لم يلفت انتباه الفلسطينيين لعدة أيام، إلا أنه أثار حفيظة النشطاء البيئيين الذين اعتبروه عملية تطبيعية خطيرة في المجال البيئي تمت بسرية، متجاهلة الدعوات لوقف التطبيع مع الاحتلال، كما أكدوا على أن تسليم الفلسطينيين الضبع للاحتلال أولا عند إصابته، وثانياً عن مقتله، هو تنازل عن حقهم بالاهتمام بطبيعتهم، كما أن تقليل من قدرات أطبائهم البياطرة.

أحد النشطاء البيئيين - الذي تحفظ على ذكر اسمه-  بين لـ قدس الإخبارية، أن قصة الضبع بدأت عند دهسه عن طريق الخطأ في تموز الماضي في منطقة الخليل، وقد سلمه الأهالي للجمعية الفلسطينية والتي قامت بتسليمه للاحتلال، رغم وجود قرار رئاسي في تلك الفترة بوقف كافة أعمال التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وأضاف أنه بعد شهر من تقديم العلاج للضبع في المراكز الإسرائيلية تم إعادته إلى إحدى المحميات الطبيعية وذلك بعد زراعة جهاز تعقب داخله، "رغم وجود عدد كبير من البياطرة، إضافة لجامعة النجاح والكثير من المراكز الفلسطينية التي تستطيع الاهتمام بالحيوان مهما كانت حالته... تذهب الجمعية وتسلم الضبع للإسرائيليين وتوصل رسالة أننا لا نستطيع حماية حيواناتنا وطبيعتنا".

وأوضح الناشط أن الكثير من التساؤولات تتردد بين النشطاء البيئيين أهمها كيف وصلت صورة قتل الضبع للإسرائيليين؟ ومن وصل هذه الصورة؟ وأضاف، "هناك تعاون وتطبيع واضح بين الجمعية الفلسطينية وجهات إسرائيلية وهو أمر مرفوض قطعا، وإهانة لكل فلسطيني".

وأرفق مردخاي على موقعه صورة تظهر تتبع الضبع والأماكن التي تواجد فيها، ويعلق الناشط" كيف نساعد الاحتلال أن يكشف الأوكار التي يختبأ فيها الحيوان هذا خطأ كبير، فهذه أرضنا ونحن من يجب أن يعرف هذه المعلومات فقط، ونحن من يجب أن يتبع هذه المعلومات، ونحن من علينا الاهتمام.. ليس أن نعطيهم الصلاحيات بالدخول إلى بيئتنا".

وعن أبعاد العملية التطبيعية التي تمت، يبين الناشط "أن يحضر ضابط إسرائيلي ويرافق الجمعية الفلسطينية بإطلاق الضبع بعد تقديم العلاج له وإلتقاط الصور لذلك، يؤكد على وجود أبعاد أمنية لما جرى.. إلا أننا لا نعلم الأسباب الحقيقة وراء ذلك، فنحن لا نعرف ماهية الجهاز التي تم زراعته بالضبع، كما لا نعلم إذا هذا الجهاز يتم زراعته بالعديد من الحيوانات".

وأضاف، أن هناك توقعات أن الضبع لم يقتل بالرصاص كما يدعي الاحتلال، بل ربما مات بطريقة طبيعية وقد وضع الاحتلال عمرا افتراضيا له، وبعد ذلك استغل موته لتشويه صورة الفلسطينيين وتوجيه الاتهامات لهم بمقتله، "العربدة الإعلامية للاحتلال معروفة وتغلب أيديهم".