شبكة قدس الإخبارية

ما السبب وراء "العمليات اليتيمة" للمقاومة في الضفة مؤخرًا؟

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: كشفت الأحداث الأخيرة انتشار ظاهرة تركيب كاميرات المراقبة فلسطينيا في البيوت والمحلات التجارية، وكيف أصبحت عبئا على المقاومة، وأوقعت أصحابها في حرج تقديم معلومات مجانية للاحتلال.

يرد المحلل العسكري في القناة العاشرة العبرية "ألون بن دافيد" السبب الرئيس لاكتشاف منفذي العمليات التي وقعت مؤخراً لكاميرات المراقبة سواءً الفلسطينية أو الإسرائيلية.

ويشير "بن دافيد" إلى أن أعضاء الخلية "مهنيين جداً" تعلموا تفادي القدرات الإسرائيلية في إسقاط البث الخلوي واكتشاف أماكنهم عبر الهواتف النقالة، "فبينما كان الأمن الإسرائيلي يكتشف العمليات عبر رصد الهواتف النقالة، فاليوم تحولت كاميرات المراقبة للأداة الأكثر أهمية، حيث تم اكتشاف جميع عمليات العام الأخير تقريباً عبر كاميرات المراقبة وأحياناً من مسافات بعيدة عن مكان العملية".

المحلل العسكري واللواء المتقاعد واصف عريقات لا يقلل من خطورة انتشار كاميرات المراقبة وقدرتها في مساعدة قوات الاحتلال على إيجاد مطلوبين، لكنه يحذر في نفس الوقت من الانجرار خلف الرواية الإسرائيلية التي تسعى من خلالها لإعادة الهيبة لقوة الردع الإسرائيلية التي ضربت مع قدرة المقاومين على الاختباء والمراوغة لفترات طويلة في مساحات جغرافية ضيقة جدا.

يشير اللواء المتقاعد واصف عريقات، في حديث لـ"قدس الإخبارية"، إلى أن كاميرات المراقبة التي تعتبر ضرورة لأصحاب المصالح والمحال التجارية قد تحولت في الآونة الأخيرة إلى أداة بيد الاحتلال وسلاح ضد المقاومين والمطلوبين، وعبئا على المواطنين أوقعتهم بمواقفة محرجة أمام رأي فلسطيني عام بدأ يدرك خطورة هذه الأدوات بيد الاحتلال.

ويوضح اللواء المتقاعد عريقات الأسباب الرئيسية لانتشار كاميرات المراقبة إلى سهولة اقتنائها تحت جو من اللامبالاة بالشأن العام، إلا أن الأحداث الأخيرة قد ساهمت بشكل كبير في توعية المجتمع نحو مخاطر هذه الكاميرات وبدأت تتشكل أصوات ودعوات تنادي بأخذ الحيطة والحذر وعدم توجيهها للشوارع العامة وكذلك عدم الاحتفاظ بتسجيلاتها لفترات طويلة.

وأكد اللواء المتقاعد عريقات على أن هذه الرؤية ستتبلور في الفترة الأخيرة لتشكل رأيا عاما فلسطينيا بدا في الآونة الأخيرة أكثر حرصا على حماية أبنائه من مطاردة قوات الاحتلال الإسرائيلية.

يذكر أنه وفق مركز أحرار لدراسات الأسرى فإن السنوات الثماني الأخيرة شهدت ما يمكن وصفه بالعمليات اليتيمة، أي عملية واحدة لا تتكرر، فسرعان ما تكشف الخلية ويتم اعتقال أعضائها قبل تنفيذ عمليات أخرى.

ويعود ذلك حسب رئيس المركز فؤاد حفش الخفش أن الاحتلال استفاد بشكل كبير من الكاميرات فائقة الدقة المثبتة على المحلات التجارية وعلى مداخل المدن الفلسطينية وقمم الجبال والأبراج العسكرية، مشيرا إلى سهولة تتبع الكاميرات المتصلة بالإنترنت عن بعد ودون الحاجة إلى مصادرة أجهزة التسجيل.