شبكة قدس الإخبارية

غادة.. توجهت لزيارةٍ بالعيسوية فوجدت نفسها في غزّة

هيئة التحرير

غزّة/القدس- قُدس الإخبارية: هذا كل ما يُعرف عن غادة: طفلة من الرام وجدت نفسها داخل قطاع غزة، فصبيحة الثالث عشر من يناير/ كانون الثاني الماضي، استقلت الطفلة الفلسطينية غادة (14 عامًا) حافلة إلى العيسوية، لزيارة خالتها في البلدة الواقعة شرق القدس، لكن هذه الزيارة كانت آخر مرة تتواجد فيها غادة بالضفة الغربية حيث ولدت وترعرعت، قبل أن تجد نفسها فجأة في مكان آخر.

ولدت غادة في العام 2003 في مدينة رام الله، ومنذ ذلك الوقت تعيش برفقة عائلتها في بلدة الرام شرق القدس لأب من مواليد قطاع غزة. اعتقلتها شرطة "حرس الحدود" الإسرائيلية خلال زيارتها لخالتها؛ بحجة تواجدها في القدس دون تصريح يجيز لها التجول في المدينة الخاضعة لسيطرة الاحتلال.

وأوضح مركز الدفاع عن الفرد "هموكيد" الإسرائيلي، أن غادة (تم حجب اسمها الأخير بناء على طلب عائلتها)، خضعت لاستجواب من شرطة الاحتلال واقتيدت لمحكمة صلح الاحتلال في القدس في 15 يناير/ كانون الثاني الماضي، دون حضور والديها.

وقالت المحامية عبير جبران دكور، التي تتابع ملف الطفلة غادة، إن أحد أقرباء والدة الطفلة حضر جلسة المحاكمة، وإن القاضي الإسرائيلي أمر خلال الجلسة، بالإفراج عنها مقابل كفالة مالية بقيمة 1500 شيقل، شريطة أن تظهر في أي إجراءات إضافية.

فجر اليوم التالي لجلسة المحاكمة، أخبرت إدارة سجون الاحتلال، الطفلة غادة بأنها ستطلق سراحها قرب حاجز قلنديا العسكري القريب من منزل عائلتها في بلدة الرام، إلا أنها فوجئت بعد ساعات من نقلها بحافلة شرطة الاحتلال، بتواجدها في حاجز بيت حانون (ايرز) شمال قطاع غزة.

وأوضحت المحامية دكور أن إدارة السجون الإسرائيلية لم تتصل أو تنسق مع عائلة غادة، الطفلة التي لم يسبق لها زيارة قطاع غزة، إلا أنها استطاعت التواصل مع والدتها عبر أحد موظفي الارتباط المدني الفلسطيني العاملين في المعبر الحدودي، مؤكدة أن "هذا إبعاد غير قانوني".

منذ 16 يومًا تنتظر الطفلة غادة السماح لها بالعودة إلى ذويها في بلدة الرام، بعد لجأت إلى أحد أقارب أبيها في قطاع غزة.

وأشارت دكور إلى أن مركز "هموكيد" تواصل مع المسؤول العسكري الإسرائيلي وأمهله حتى نهار هذا اليوم، لإرجاع غادة فورا إلى أسرتها، وقالت "إذا لم يتم التجاوب معنا هذا اليوم، سنتوجه لمحكمة الاحتلال العليا، الاثنين المقبل، لتقديم التماس عاجل".

وأكدت دكور أن الطفلة غادة تعاني من مرض الصرع وتخضع لإشراف طبي مستمر، محذرة من أن التوتر الذي تعاني منه بعيدا عن أسرتها، قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على حالتها.

وغادة ليست الفلسطينية الوحيدة التي تم ترحيلها لقطاع غزة، لكنها أصغر الفلسطينيين على الإطلاق الذين مارست عليهم سلطات الاحتلال أبشع أنواع التمييز العنصري والقمع، فخلال العام 2017 رحّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 27 فلسطينيًا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، وفق ما وثقه مركز "هموكيد".

ووفق بيانات المركز الحقوقي الإسرائيلي، فإن نحو 20 ألف مواطن من غزة يعيشون في الضفة الغربية بمن فيهم الأطفال المولودون هنا، وترفض سلطات الاحتلال تحديث عناوينهم وتعتبرهم سكانا "غير شرعيين"، ما لم يحصلوا على تصريح خاص للعيش بالضفة الغربية.

وترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغيير مكان سكن الفلسطينيين، الذين انتقلوا من قطاع غزة للعيش بالضفة الغربية، لأسباب مختلفة.

وأوضح المركز أنه حصل على التزام من محكمة الاحتلال العليا في العام 2012، يلزم جيش الاحتلال بعدم ترحيل الفلسطينيين الذي يحملون عنوان غزة، ممن انتقلوا للعيش بالضفة الغربية قبل الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب "فك الارتباط" من القطاع في العام 2005.

"الاحتلال الإسرائيلي يتعامل مع قطاع غزة ككيان منفصل عن الضفة الغربية، وليس كوطن واحد". قالت دكور.

المصدر: زهران معالي- وفا