شبكة قدس الإخبارية

صياد من غزّة يصنع قاربًا من البلاستيك الخالص

هيئة التحرير

غزة- قُدس الإخبارية: تمكن الصياد خليل سعد (47 عامًا) من صنع أول قارب من البلاستيك الخالص "البالي"، مخترقًا جدار الحصار الإسرائيلي المفروض على إدخال المواد التي تدخل في صناعة مراكب الصيد الصغيرة إلى قطاع غزة.

وحقق القارب الجديد الذي تتدنى تكلفته عن تكلفة القارب المصنع من مادة "فيبر جلاس" والخشب بأكثر من أربعة آلاف شيكل نجاحاً باهراً في الإبحار والمناورة والتعامل مع التوتر البحري الذي يحدث فصل الشتاء، كما يقول الصياد جهاد السلطان عضو نقابة الصيادين والذي قاد بنفسه المركب داخل البحر.

وأكد السلطان أن صناعة القارب "المجداف" يمثّل نقلة نوعية في صناعة القوارب في قطاع غزة والتي تواجه مشاكل خطيرة بسبب الحظر التي تفرضه سلطات الاحتلال منذ عشر سنوات على إدخال المواد التي تدخل في صناعة القوارب وخصوصاً مادة "فيبر جلاس" والتي ارتفع ثمن الصفيحة منها زنة عشرين كيلو جرامًا من (250) شيكلًا قبل الحصار إلى (1200) شيكل الآن.

وأوضح السلطان، المزايا التي يتفوق فيها القارب الجديد ومن أبرزها، انخفاض وزنه لنصف وزن القارب التقليدي المصنع من مادة "فيبر جلاس" والخشب إضافة إلى عدم امتصاصه للمياه والتي تشكل نقطة ضعف للقارب التقليدي بسبب احتوائه على كمية كبيرة من الاخشاب التي تمتص المياه.

ولجأ سعد إلى الاستعانة بخراطيم المياه البالية من أحجام مختلفة لصناعة القارب الذي حظي باهتمام الكثير من الصيادين بسبب محدودية قيمته المالية والتي تصل إلى 1500 شيكل مقارنة بـ 5500 شيكل للقارب التقليدي.

وأوضح سعد الذي اتخذ من سطح منزله الواقع في مدينة "جباليا النزلة" مكاناً لصناعة القارب لعدم امتلاكه مكاناً آخر، أن سبب صناعته القارب هو عدم قدرته على شراء قارب تقليدي، مشيرًا أنه إلى أنه وبعد عدة محاولات نجح في صناعة القارب من المواد البلاستيكية وخصوصاً من خراطيم المياه والخزانات البلاستيكية البالية.

ويستعين سعد باثنين من أبنائه لمساعدته في صناعة القارب الذي يبلغ طوله نحو 4،6 متر وعرضه 1،5 متر وهو نفس حجم القارب التقليدي ولكنه يتمتع بوزن أخف بستين كيلوغرامًا من وزن القارب التقليدي الذي يبلغ وزنه (130) كيلوغراما.

وتستغرق صناعة القارب الواحد سبعة أيام لعدم توفر الأدوات والمعدات الميكانيكية والكهربائية التي تدخل في الصناعة والتي تجبره على عمل كل شيء بشكل يدوي.

ويثق سعد بقدرته على صناعة قوارب بشكل أفضل وأرقى خلال الفترة المقبلة، بسبب التغييرات والتجارب التي يجريها على القارب الأول حيث يتوقع أن يتفوق القارب الثاني والذي شارف على الانتهاء من صناعته على الكثير من القوارب الموجودة في حوزة الصيادين.

ويرى عضو نقابة الصيادين السلطان بصناعة القارب الجديد الاأمل الجديد والاختراق الكبير في الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على ادخال مواد صناعة القوارب.

ووعد السلطان بتسخير نقابة الصيادين كل الإمكانات من اجل دعم هذا الإنجاز للوصول الى نتائج عظيمة على صعيد صناعة القوارب ومستلزمات الصيد، قائلًا "مثل هذه الابداعات ستساعد كثيراً الصيادين الذين يعانون من أوضاع مادية قاسية تحد من قدرتهم على شراء القوارب التقليدية".

المصدر: الأيام