رام الله - خاص قُدس الإخبارية: بعد إعلان الشرطة الفلسطينية بطولكرم، اليوم السبت، تفكيكها عددًا من العبوات الناسفة زُرعت على الطريق بين بلدتي علار وعتيل شمال طولكرم، فتح الباب أمام الكثير من التساؤلات حول الجهة التي تقف خلف العبوات، إن كانت تابعة للمقاومة أو جهة أخرى.
وعلى الرغم من الإعلان الرسمي من قبل الناطق باسم الشرطة لؤي إرزيقات، عن نجاح الأجهزة الأمنية في تكفيك هذه العبوات، إلا أن بيان الإعلان لم يشير إلى وقوف جهة بعينها وراء عملية زرع العبوات التي وصفت بأنها شديدة الإنفجار.
وبحسب بيانٍ رسميّ للشرطة في الضفة فقد عُثر على "عدد من العبوات الناسفة وجدت مزروعة بجانب الطريق الواصلة ما بين بلدتي علار وعتيل، شمال طولكرم".
وقال المتحدث باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات لـ "قُدس الإخبارية"، إن "الشرطة عثرت على عدد من الأجسام المشبوهة أثناء عمل إحدى الدوريات في منطقة ما بين علار وعتيل شمال طولكرم".
وأضاف إرزيقات، أن إدارة هندسة المتفجرات تساندها قوات من الأجهزة الأمنية تحركت للمكان، وعند وصولها أجرت الفحص الهندسي ليتبين أنها عبوات شديدة الانفجار وتشكل خطورة على حياة الأهالي"، على حد قوله.
وكان وزير جيش الاحتلال "أفيغدور ليبرمان"، حذّر في الآونة الأخيرة من محاولة فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس تنفيذ عمليات في الضفة المحتلة.
تفعلها المقاومة
في السياق، لم يستبعد المراقب للشأن الإسرائيلي محمود مرداوي وقوف المقاومة الفلسطينية وراء زرع العبوات في المنطقة التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية لا سيما وأن المكان يشهد مروراً مستمرًا للعديد من دوريات وعناصر جيش الاحتلال.
وقال مرداوي لـ "قُدس الإخبارية" إن الالتباس ما يزال يسيطر على المشهد، حيث رجحت بعض الآراء، أن الأمر ربما يأتي في إطار الصراع الدائر بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي حول أهمية وجود السلطة.
وأضاف المراقب والمتابع لشؤون الاحتلال الإسرائيلي، " كقراءة أولى لا أستبعد وقوف المقاومة خلف الحدث حتى وإن كان لم ينجز، فإن طريقة وضع العبوات بشكل هندسي توضح أنّ هدفها هو إيقاع الضرر بالقافلة التي تمر والمعلومات والبيانات الأولى تعطي دلالات أن العمل كان جديّاً".
وأكد مرداوي، أن وتيرة العمل المسلح في الضفة بالأرقام والإحصائيات تتجه بشكل متصاعد وبشكل طرديّ، متوقعًا أن تزداد بشكل ملحوظ وأكبر خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وأشار إلى أنّه وبالرغم من عدم توفر البيئة المواتية أو وجود رسائل تراخي من الأجهزة الأمنية تجاه العمل العسكري المقاوم في الضفة الغربية لكن العمل المسلح سيزداد.
قراءةٌ أمنية
من جانبه يرى الخبير والمختص في الشأن الأمني إسلام شهوان أنه من الصعب قراءة المشهد في الضفة، بشكل واقعي بسبب حالة التداخل في عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وحالة التنسيق المشترك فيما بينها.
ورجّح شهوان في حديثه لـ "قُدس الإخبارية" أن هذه الحادثة قد تكون دبرت من قبل أمن الاحتلال للضغط على أجهزة السلطة الأمنية لتكثيف حملاتها بحق المقاومة الفلسطينية في الضفة، لافتاً إلى أن الآونة الأخيرة شهدت حملة أمنية "مسعورة" من قبل الاحتلال تمثلت في تكثيف طائرات الاستطلاع وتركيب كاميرات المراقبة والحواجز المفاجئة وغيرها من الإجراءات المشددة.
ولم يستبعد في الوقت ذاته المختص في الشأن الأمني أن تكون المقاومة هي من تقف وراء عملية زرع العبوات في طولكرم ضمن عملية تهدف إلى تغير الاستراتيجيات والأدوات الخاصة بها في ظل ما تتعرض له هي وعناصرها من مطاردة متواصلة طيلة السنوات الأخيرة والفترة الحالية.