شبكة قدس الإخبارية

نتيجة الاحتلال.. الوضع النفسي للفلسطيين الأسوأ حول العالم

هيئة التحرير

دولي - قدس الإخبارية: كشفت دراسة غربية جديدة عن أن الأوضاع السياسية والاجتماعية التي يعيشها الفلسطينيون في ظل الاحتلال العسكري الإسرائيلي تركت أثرا على الوضح النفسي للفلسطينيين، مشيرة إلى أن فلسطين سجلت أعلى معدلات الاضطرابات النفسية في الشرق الأوسط.

وبينت الدراسة أن العنف الذي يتعرض له الفلسطينيون على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي تسبب برفع مستويات الحالة النفسية المتردية لهم، ما تسبب بتدهور الصحة العقلية للفلسطينيين.

وأشارت الدراسة التي كانت بعنوان "عبء الاضطرابات العقلية في إقليم شرق المتوسط" إلى أن في فلسطين، أدى التعرض المزمن للصدمات النفسية والعنف على مدى 50 عاما إلى أزمة في الصحة العقلية للفلسطينيين.

وبينت الدراسة أن فلسطين تتربع على رأس قائمة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوضع النفسي السيء، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 40% من الفلسطينيين يعانون من الاكتئاب الإكلينيكي، مما يجعله أعلى معدل في العالم.

ووفقا للدراسة، يقدر أن 54% من الفتيان الفلسطينيين و46.5% من الفتيات الفلسطينيات في الفئة العمرية 6_12 سنة يعانون من اضطرابات عاطفية وسلوكية.

في حين أظهرت الدراسة أن قطاع غزة هو الأسوء، حيث شهد القطاع المحاصر ثلاث هجمات عسكرية إسرائيلية في غضون ست سنوات، فالفقر والبطالة الجماعية ومحدودية الدخل وانقطاع الرواتب أدى إلى تفاقم الأزمة بشدة.

أظهرت دراسة على المراهقين في الأراضي المحاصرة بعد الهجوم الإسرائيلي في الفترة 2008-2009 أن 30% عانوا من أعراض تشابه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وفقا لتقرير أعدته منظمة المعونة الطبية للفلسطينيين (ماب) الذي حقق في الأثر الصحي للفلسطينيين خلال 50 عاما من الاحتلال الضفة الغربية.

ومن بين المناطق التي قصفت بشدة خلال حرب عام 2014 على غزة، تم تسجيل 54% من الأطفال على أنهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة الشديدة، التي تشمل أعراضها "الفلاش باك"، والكوابيس، وسلوك التهرب، وصعوبة النوم، والتذكرات المؤلمة المتداخلة للتجارب المؤلمة.

وفي أعقاب الحرب التي دامت 52 يوما والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 2200 فلسطيني، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 20٪ من سكان غزة قد يكونون قد وصلوا لأوضاع نفسية تتطلب الرعاية النفسية والاجتماعية.

وقالت منظمة "ماب" إنه نتيجة لعقد من الحصار الإسرائيلي المصري والعنف الروتيني على قطاع غزة هناك خشية من أنه لا توجد كثير من الفرص لإمكانية للتعافي من الاضطرابات النفسية الشديدة لأهالي غزة.

في السنوات الخمس الأولى من الحصار الإسرائيلي، كشف برنامج الصحة العقلية في غزة عن ارتفاع بنسبة 18٪ في الاكتئاب، في حين أن الإدمان على المخدرات والانتحار، الذي لم يكن أحد يسمع به في غزة، قد ازداد نتيجة لذلك.

وفي حين أن التعرض للعنف المباشر هو المحرك الرئيسي لظروف الصحة العقلية، فإن القيود المفروضة على التنقل وهدم المنازل ونقاط التفتيش وإساءة المعاملة من قبل الجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية كلها تساهم في تجارب الإذلال المتفشية، مما يزيد من حدة التوتر النفسي.

وأفادت دراسة أخرى ​​أن نحو 78% من الفلسطينيين أفادوا بأنهم تعرضوا لغارات عسكرية على منازلهم، وأن 62% منهم تعرضوا لسوء المعاملة الشفهية، و43% تعرضوا لسوء المعاملة الجسدية بين عامي 1987 و 2011. ويعد اعتقال الأطفال من قبل القوات العسكرية الإسرائيلية محركا شائعا آخر لاضطرابات الصحة العقلية لدى الشباب، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب والصعوبات اللائقة والتعليمية. ويمكن أن يؤدي أيضا إلى ارتفاع معدلات الانتحار وإيذاء النفس.

وجدت منظمة الدفاع عن الأطفال الدولية - فلسطين أن 75٪ من الأطفال المحتجزين بين عامي 2012 و 2015 تحملوا شكلا من أشكال العنف أثناء اعتقالهم من قبل الجنود الإسرائيليين، وقال أكثر من 70 شخصا إنهم تعرضوا للإساءة اللفظية والترهيب والإذلال، في حين خضع 70% منهم أيضا لعمليات تفتيش عنيفة.

وقال ماب إن "حق الفلسطينيين في الصحة لا يمكن أن يتحقق في ظل الاحتلال الدائم، الذي يشكل تهديدات مستمرة ليس فقط للسلامة البدنية، ولكن أيضا للوضع النفسي والعاطفي".

العربي الجديد/ ترجمة: قدس الإخبارية