دعت منظمات إسرائيلية تطلق على نفسها اسم " ائتلاف منظمات الهيكل" جمهور الإسرائيليين إلى اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسة خلال ما يسمونه " عيد الشفوعوت – البواكير- نزول التوراة"، الذي يتوافق غد وبعد غد ( الأربعاء والخميس)، وخصوا بالذكر اقتحام الاقصى لجيل الأطفال يوم الخميس، حيث نشروا عبر مواقعهم الالكترونية إعلانات تدعو إلى مراسيم احتفالية للأطفال في "جبل الهيكل" – المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى- بمناسبة العيد المذكور. وأشارت تلك الجماعات إلى أن احتفالات ومراسيم ستنظم داخل المسجد الأقصى وفي مناطق قريبة منه، بمشاركة عدد من" الحاخامات"، فيما أوضحوا أن نائب الكنيست الإسرائيلي "موشيه فيجلين" سيشارك في احتفالات الخميس التي ستقام على جبل الزيتون، قبالة الأقصى، يتخللها تقديم عروض تدريبية لمراسيم "الشفوعوت" على "جبل الهيكل". واقحم صباح اليوم أكثر من 148 مستوطناً ودنسوا المسجد الأقصى بحراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال، من ضمنهم عضو الكنيست الاسرائيلي السابق "ميخائيل بن آري" والناشط الليكود "يهودا كليك"، وسط جو من الغضب والاحتجاج على مواصلة انتهاك حرمة الأقصى. في المقابل يتواجد في الاقصى هذه الأثناء المئات من المصلين وطلاب وطالبات مشروع مصاطب العلم .
[caption id="attachment_13741" align="aligncenter" width="287"] الدعوات التي أطلقها المستوطنون لاقتحام الأقصى[/caption]من جانبها دعت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان لها الثلاثاء 14/5/2013م إلى مزيد من التحركات الفاعلة والمتواصلة على مستوى العالم الاسلامي والعربي والفلسطيني من أجل التصدي لمخططات الاحتلال واعتداءاته المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك. وثمّنت المؤسسة كل جهد يصب في نصرة القدس والأقصى، ونبّهت من أن الحراك يجب ان يتواصل حتى يصل إلى مستوى الأحداث المتصاعدة بحق القدس والأقصى. الى ذلك طالبت المؤسسة بمزيد من شد الرحال الى المسجد الاقصى، خاصة في أوقات الصباح مؤكدة أن الرباط الباكر والدائم يشكل حماية بشرية مهمة في مثل الظروف التي يمرّ بها الاقصى المبارك.
في سياق متصل أشارت "مؤسسة الأقصى" إلى أن حملة التصعيد الاحتلالي ضد المسجد الأقصى متواصلة وكان آخرها نشر مقال لعضو الكنيست " مردخاي يوجيف" من حزب " البيت اليهودي"- الذي يقوده "نفتالي بنط"- ،حيث طالب فيه ببناء كنيس يهودي في الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى. ويذكر هنا أن مستوطنين قاموا خلال اقتحاماتهم الأخيرة للأقصى بتوزيع خارطة مفصلة للهيكل المزعوم، وتدارسوها خلال اقتحاماتهم.
بدوره، اعتبر نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب، الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى المبارك "تصعيداً نوعياً غير مسبوق في كمه ونوعه وتقارب أيامه."
وقال الخطيب في تصريحات صحفية: "إن ما يميز الاقتحامات الإسرائيلية أن فيها تناسبا وتوافقا بين المؤسسات الإسرائيلية والتوجه الشعبي، أي التقاء الإرادة السياسية والشعبية في عمليات الاقتحام."
ورأى أن تصريحات رئيس "الكنيست" الإسرائيلي حول حرية اقتحام اليهود للأقصى تمثل دعوة وغطاء سياسيا للتحركات الشعبية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن التهديد الإسرائيلي المستمر والدعوات باقتحام الأقصى وأداء صلواتهم التلمودية داخله من قبل أعضاء الكنيست الإسرائيلي كموشيه فيجلين، ورئيسة لجنة الداخلية في "الكنيست" ميري ريجيف، يؤكد أن الاقتحامات بغطاء سياسي لخلق واقع جديد.
وبيَّن نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، وجود تنافس بين أعضاء الكنيست الإسرائيلي لاقتحام المسجد الأقصى بعد أن تمَّ في السابق تحريم دخوله من قبل الحاخامات، مضيفًا: "أصبح المتدينون الإسرائيليون يتنافسون فيما بينهم لإصدار الفتاوى باقتحام الأقصى".