شبكة قدس الإخبارية

كيف رصدت عين الاحتلال "خطاب أبو مازن" بالمركزي؟

هيئة التحرير

رام الله- قُدس الإخبارية: رصدت وسائل الإعلام الإسرائيلية خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المجلس المركزي أمس، وأبدت عددًا من الملاحظات والتحليلات التي استنتجها من الخطاب ودراستها للمرحلة المقبلة.

وأوضح مركز القدس للدراسات، جملة ملاحظات مهمة في تحليل الخطاب الصهيوني؛ لفهم نظرة الاحتلال لمجريات الأحداث في الأرض الفلسطينية، ومنها، أن الاحتلال يعتبر الخطاب المرتفع للسلطة الفلسطينية غير قابل للتطبيق في شقيه الاقتصادي والمهني كون السلطة ترتبط عضويًا وتعتمد في وجودها المالي على العلاقة مع الكيان.

كما أن الاحتلال يعتبر الاختراقات في الساحة العربية والعلاقات المتطورة، ستجعل السلطة تعود إلى الواقعية السياسية وتهدئة موجة الغضب من الموقف الأمريكي، إضافة إلى أن أمن الاحتلال في تقديراته لسلوك السلطة يتحدث عن ضعف السلطة في ظل الانقسام وخشية فتح من انقساماتها الداخلية. وبحسب المركز، فان هناك إجماع في الكيان على أن الرئيس لن يذهب إلى تغيير نهجه السلمي في الحراك ضد "إسرائيل"، كما لن يسمح بتحول الضفة إلى ساحة مواجهة مسلحة معها،كما أن الاحتلال يعتبر أن الواقع العام الفلسطيني وحالة الاحباط العام، قد تدفع باتجاه تصعيد على جبهة غزة وموجات من المواجهة والعمليات الفردية في الضفة، خاصة بعد الخطاب التوتري بحسب الاحتلال الذي شوهد في المركزي.

كما ترجح الصحافة الإسرائيلية، استمرار الجمود السياسي خلال العام 2018 مع الفلسطينين دون إمكانية ظهور وسيط غير الولايات المتحدة، حيث يعتبر الحالة السياسية القائمة فلسطينيًا وعربيًا، مريحة لسلوكه باتجاه إقرار سلسلة من الوقائع على الأرض خاصة في مساحة القدس والضفة دون صخب عالمي رافضًا للسلوك الصهيوني.

ورصد المركز عددًا مما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية وركزت عليه، كان أهمها كلمة "يخرب بيتك" التي اجتاحت الصحف العبرية، وهناك من وصف الخطاب بأنه خطاب "يخرب بيتك" في إشارة لكلام الرئيس الفلسطيني لترامب، فيما اعتبر البعض خطاب الرئيس الفلسطيني، بأنه خطاب وداع وإدراك لانتهاء دوره السياسي.

ونشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الفلسطينيين أمام تحدٍ حقيقي، متسائلة هل لديهم الجرأة في اتخاذ قرار مخالف للتوجه الأمريكي، وهل سيكون لديهم الجرأة في اعلان انتهاء حل الدولتين والمطالبة بحل تحت إطار الشرعية الدولية.

فيما قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" إن خطاب اأو مازن سيء وخطاب اليائس، لكنه لن يحرق الجسور، وسيحافظ على التنسيق الأمني.

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتياهو، قال إنه من دون تغيير أبو مازن لمواقفه فلن يكون هناك عملية سلام، فأبو مازن كشف أسس الصراع التي نتحدث عنها دائماً، وهو خائف من مبادرة سلام أمريكية، أما وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان، فقال إن أبو مازن لا يريد سلام ويريد الهرب من استحقاقاته، مستغلاً قرار ترامب. الرئيس الاسرائيلي ريبيلن، قال لأبو مازن، إن القرآن الكريم يعترف بـ"إسرائيل" كدولة للشعب اليهودي، واصفاً كلام الرئيس الفلسطيني بالفظيع، وبأنّ كلام كهذا من الممكن أن يُعتبر لاسامياً.

من ناحيته، قال موشيه شارون، وهو مستشرق إسرائيلي، إ الفلسطينيين يدعمون حماس، وبالتأكيد شخص من حماس سيحل محل أبو مازن، وإن كان أبو مازن لاسامي "مناهض لإسرائيل" صغير، فسيأتينا شخص أكثر كراهية لنا، معتبرًا أن كثرة استخدام "لا"، من قبل أبو مازن تُشير إلى وصوله إلى حالة اليأس وعدم وجود شيء ليخسره، وسُبابه لترامب كان من أجل كسب قلوب الفلسطينيين.

القناة العاشرة الإسرائيلية كذلك، قالت إن قرارات المركزي الفلسطيني لن يتم تطبيقها، فهي مرتفعة السقف وغير قابلة للتطبيق على أرض الواقع، فيما قالت القناة الثانية، إن خطاب أبو مازن عبّر عن حالة الكراهية الموجودة في الشارع الفلسطيني لترامب، وأمريكا و"إسرائيل". آبي جباي زعيم المعسكر الصهيوني، قال  كلام أبو مازن خطير ومليء بالكذب، وفيه الكثير من العداء لليهود "لاسامية"، فيما قالت نائبة وزير الخارجية حوتبولي، إن خطاب أبو مازن صفعة على وجه الاوروبيين. ووفقًا للمركز، فان هذه المضامين أضيف لها تعبئة باتجاه السلطة الفلسطينية، من خلال التركيز على مضمون أن السياسة الفلسطينية لم تعد تقبل تسوية مع الكيان، كما أن فرضية الشريك في التسوية السياسية لم تعد ترتبط بالرئيس محمود عباس، هذا المعنى جاء في المتابعة التحليلية التي تناولت المركزي ومخرجاته في الاعلام الصهيوني. كما أن الموقف من الرئيس ناقضته صحيفة "هآرتس" عبر نقاشها البديل في حال مغادرة الرئيس عباس حكم السلطة من سيكون ونظرته لـ"إسرائيل" وكيف سيكون موقفه من المقاومة المسلحة؟، وتابعت الصحيفة في حال ظل الواقع القائم، فإن الحالة الفلسطينية ستكون أمام دفع بتغيرات منها، قيادات أكثر تشددًا تقترب مما تتحدث به حماس عن الكيان.

في ذات السياق قالت القناة الثانية الإسرائيلية، في موجتها التحليلية، أن الاحباط الذي شوهد في المقاطعة سيشكل أحد الدوافع الخطيرة للتحول، الأمر الذي يفرض على "إسرائيل" وضع تصورات للمرحلة المقبلة. واعتبر مركز القدس بأن الاحتلال الصهوني عبر مؤسسة حكمه، سيمضي في الإجراءات التهويدية على الأرض في ظل قناعة لديه تتلخص بعجز السلطة عن اتخاذ خطوات مهمة، كوقف التنسيق الأمني، والتخلي عن إعباء الحكم الأمر الذي سيجعل الواقع مرتبكًا في الجانب الفلسطيني، وأن أكثر الملفات التي تضغط الاحتلال المصالحة، كونها المؤشر الوحيد الذي يشير إلى تعافي الحالة الفلسطينية وتخلصها من الإملاءات الخارجية. ووفقًا للمركز، فان هذه المتغيرات ستكون محكومة بمعيقات منها السقف العربي الرسمي، ومصالحهم الذاتية، مما سيجعل السلطة أمام خيارات صعبة، قبول بصفقة القرن، معارضة ستجلب لها توترا في العلاقات مع العرب، أو تغيرًا في وجهة السياسة الحالية عبر رفع وتيرة التحدي والمواجهة مع المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية، مضيفًا "الخيارات محدودة والقائد ملزم بأخذ البدائل وإن كان ظاهرها ينم عن مخاطرة كبيرة، كون الجمود وصفة لنجاعة الانتحار".