غزة – خاص قدس الإخبارية: قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا، إن الجبهة ستنسحب بشكل كامل من الجلسات الخاصة بالمجلس المركزي في حال حضر القنصل الأمريكي لهذه الجلسات، مؤكداً في الوقت ذاته على أن مشاركة الجبهة جاءت بعد دراسة متأنية وحرصاً على رفع سقف المخرجات الصادرة على الاجتماع.
وأضاف مهنا في مقابلة خاصة مع "قدس الإخبارية" أن الجبهة وقوى أخرى عطلت تمرير تقرير سياسي كان ينوى عضو المنظمة صائب عريقات تقديمه خلال اجتماع اللجنة السياسية للمجلس المركزي بسبب ميوعة المواقف وعدم وضوحها وتناسبها مع المخاطر وهو ما سيجري الكشف عنه في أعقاب انتهاء الاجتماع.
في سياق منفصل، كشف مهنا أن اللجنة الفصائلية التي تشكلت من أجل مراقبة المصالحة ستعلن خلال الفترة المقبلة عن الطرف المعطل لتنفيذ الاتفاق عبر صياغة موقف واضح، مع التأكيد على ضرورة المضي قدماً في إنجاز المصالحة الداخلية. وفي ما يلي نص الحوار كاملًا:
- ما سبب مشاركة الجبهة الشعبية رغم المعارضة الكبيرة من أغلب الفصائل والقوى؟
نحن في الجبهة الشعبية لدينا الكثير من الملاحظات على التحضير لانعقاد المجلس المركزي للمنظمة وحتى مكان انعقاده، وكان هناك طرح لعقده عبر تقنية الفيديو كونفرنس ونحن رفضناها بالمطلق ولم تحصل، وحتى مكان انعقاد المجلس وتأخيره وعدم قيام الرئيس محمود عباس بدعوة الإطار القيادي المؤقت للمنظمة وعدم التجاوب مع الفصائل لبلورة أي موقف مشترك، كل هذه سلبيات تبين لنا أن مخرجات هذا المجلس لن تكون بالمسار المطلوب لمواجهة المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية.
ولكننا نعتقد أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ويجب المحافظة عليها رغم كل العيوب وعملنا وسنعمل على الارتفاع بسقف مخرجات هذا الاجتماع وسنواصل المحاولة حتى النهاية.
- ألا تعتبر المشاركة تناقضاً مع موقفكم في الجبهة الشعبية الرافض بشكل قاطع لاتفاقية أوسلو؟
رفضنا لاتفاقية أوسلو كان وما زال وسيبقي وهو لا يتعارض مع تمسكنا بمنظمة التحرير الذي أنشئت في منتصف الستينات وحققت إنجازات للشعب الفلسطيني ونستطيع القول إن أهم الإنجازات للشعب الفلسطيني في المرحلة الحديثة هي منظمة التحرير.
- ما فوائد المشاركة إذاً في اجتماعات المجلس المركزي للمنظمة حالياً من وجهة نظركم؟
نحن نعمل جاهدين على رفع مستوى الموقف الذي سيصدر عن المجلس المركزي ونجحنا في ذلك، فمثلاً في اللجنة السياسية المنبثقة عن المركزي، كان هناك ورقة وتقرير مقدم من صائب عريقات للعرض على المجلس المركزي لكن رفضنا ذلك كونه يمثل مواقف "مائعة" وغير واضحة، وكان هناك رفض أيضًا من قبل 5 قوى، وبعض أعضاء حركة فتح وفعلاً لم تقدم اللجنة السياسية تقريرها لأنه لم يتم الاتفاق عليه وهو ما يؤكد قدرتنا على التأثير وسيبقي لكل حادث حديث.
وهذه المواقف التي كانت تتضمنها الورقة لا ترتقي لمواجهة العدوان الإسرائيلي الأمريكي على الشعب الفلسطيني، وسنذكرها بعد عقد اجتماع المجلس المركزي للمنظمة.
كثير من الكوادر بالشعبية يعتبرون ما يجري ارتهان لرئيس السلطة عباس وخطأ كبير؟
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لديها نظام داخلي وتحدد وتعمل على مبدأ المركزية الديمقراطية وتأخذ القرار في المكتب السياسي وعلى الهيئات الأدنى أن تلتزم به، وقرار المكتب كان واضحاً بالمشاركة وعلى الجميع الالتزام به.
وحين اتخذنا القرار بحثنا الموضوع من جميع الجوانب، فمثلاً كان هناك موضوع دعوة القنصل الأمريكي وكان قرارنا واضحاً بأننا سنطلب طرده إن حضر الجلسة الافتتاحية، وإذا لم يطرد سنغادر نحن اجتماع المجلس المركزي للمنظمة.
- في حال خرج الاتفاق بسقف أوسلو والرئيس عباس، ما هو موقفكم؟
وقتها سيكون لكل حادث حديث وسيكون لنا في الجبهة الشعبية موقف واضح.
- بماذا تفسر إصرار رئيس السلطة على عقد المجلس المركزي في مدينة رام الله وعدم الموافقة على انعقاده في الخارج؟
نحن في الجبهة الشعبية كان لنا موقف واضح العام الماضي، حينما كان يريد أبو مازن عقد المجلس الوطني في رام الله مرتين، وبسبب موقفنا الرافض في الجبهة الشعبية تم إلغاء الأمر، وبالتالي فنحن لن نوافق على عقد مجلس وطني إلا في الخارج، لأسباب لها علاقة بالمكان ودلالاته ولها علاقة بمشاركة جميع القوى ولها علاقة باستقلالية القرار عن الاحتلال، ونحن تغاضينا على مضض عن مكان انعقاد المجلس المركزي لأننا نعتقد أن خطورة المرحلة تتطلب ذلك، وحاولنا وسنحاول الارتفاع بسقف القرارات التي سيأخذها المجلس المركزي، انتصاراً للقضية الفلسطينية والمشاكل التي تهددها في هذه المرحلة.
- هل ممكن أن تعلن الجبهة الشعبية والديمقراطية وحماس والجهاد عن إطار جديد إذا ظلت فتح وعباس مسيطرين على المنظمة ورافضين لأي تغييرات وإصلاح فيها، أم أن المنظمة تابوت مقدس لن يتم الاقتراب منها؟
نحن لا يوجد لدينا مقدسات، لكننا نعتقد أن المنظمة هي جسم للشعب الفلسطيني يجب أن نحافظ عليه وعلى دوره، مع التأكيد على أهمية وضرورة إصلاحه وحتى يستمر في كونه ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني من خلال مشاركة الكل الفلسطيني به.
- ما هو دور الجبهة الشعبية بالانتفاضة، وما هي أسباب ضعفها بالضفة وعدم وجود عمليات مسلحة لها؟
نحن لا نتحدث عن العمل المسلح في وسائل الإعلام، لكن الجبهة الشعبية تشارك في كل الفعاليات ومن ضمنها الأعمال المقاومة بكافة أشكالها سواء "العنيفة والشعبية"، ولو جرى مراجعة أعداد الشهداء خلال الفترة الأخيرة فهناك حضور للجبهة من خلال عناصرها وكوادرها.
- ما هو موقف الجبهة الشعبية من المصالحة، ومن هو الطرف المعطل حاليا للمصالحة؟ وكيف يمكن الخروج من الأزمة؟
يجب أن يقتنع طرفي الانقسام أن استعادة الوحدة الوطنية ضرورة ملحة حتى نستمر في مواجهة العدو الإسرائيلي، ثانياً لا بد من علاج المشكلات بشكل سريع وفوري.
ونحن في القوى الوطنية والإسلامية شكلنا لجنة مشتركة دون مشاركة لحركتي فتح وحماس بها من أجل تحديد الطرف المعطل للمصالحة ولكنه ما زال مبكراً الإعلان عن ذلك، لكنه سيعلن عنه في النهاية وقد لا يكون الإعلان بعيداً وسيكون الموقف واضحاً.
مشكلة المصالحة بدرجة أساسية أن الرئيس أبو مازن يتعامل مع هذا الملف على أنه ليس ضرورة وطنية ملحة، أما حركة حماس هي الأخرى فتريد أن تحقق أكبر إنجازات ممكن لعناصرها وكوادرها من وراء المصالحة وهو خطأ كبير وهو ما يتوجب علاجه، لكن رغم كون المصالحة عرجاء إلا أنها ستمضي.
- كيف تقرأ الجبهة الشعبية الواقع المعيشي الذي يعيشه أكثر من مليوني نسمة في القطاع؟
هناك إشكاليات كبيرة جداً في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية هناك أزمات كهرباء ونقص مياه، وفقر وبطالة وغيرها، ونحن نحاول توجيه الجماهير للانفجار في وجه الاحتلال أولاً، ثم في وجه الطرف المعطل للمصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.