شبكة قدس الإخبارية

53 عامًا على انطلاقة حركة فتح

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: تُحيي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" يوم الإثنين انطلاقتها الثالثة والخمسين، وسط احتفالات خافتة نظرًا لما تمر به الحالة الفلسطينية والوطنية عقب اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقدس عاصمة للاحتلال.

وقصرت فتح احتفالات الانطلاقة هذا العام على إيقاد الشعلة في محافظات الضفة المحتلة وقطاع غزة نظرًا لما تمر به القضية الفلسطينية من منعطفات خطيرة، وتصاعد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وتعد حركة فتح التي انطلقت في 1 يناير 1965 من أجل تحرير فلسطين، أول الفصائل في الساحة الفلسطينية، وهي أكبر فصائل منظمة التحرير، وارتبط اسمها بالرئيس الراحل ياسر عرفات الذي توفي عام 2004.

وتعود جذور نشوء حركة فتح إلى نهاية الخمسينات من القرن الماضي، وعلى الأغلب في حدود عام 1958 حيث وصل ياسر عرفات وأبو جهاد في تلك الفترة إلى الكويت وبدأ نشر جريدة "فلسطيننا" في تشرين أول 1959.

وتتكون قائمة المؤسسين لحركة فتح من ياسر عرفات، خليل الوزير، سليم الزعنون، ويوسف غميرة، عبد الله الدنان، عادل عبد الكريم، منير سويد، والذين تواصلوا مع مجموعة من الفلسطينيين العاملين في قطر هم: يوسف النجار وكمال عدوان ومحمود عباس.

وفي السعودية تشكلت خلية فيها عبد الفتاح حمود، وصبحي أبوكرش، وسعيد المزين، عن طريق التواصل مع خليل الوزير، فيما تشكلت الخلية الأولى في أوروبا الغربية في ألمانيا من هاني الحسن، وهايل عبد الحميد كما تشكلت خلايا في إسبانيا والنمسا.

وانتسب لاحقا في العام 1959 صلاح خلف وعلي الحسن ورفيق النتشة، وفي مطلع الستينات خالد الحسن ومحمود مسودة، وفتحي عرفات شقيق ياسر عرفات، وآخرين غيرهم في نهاية الخمسينيات. وظل ياسر عرفات يشغل منصب القيادة فيها حتى وفاته في 2004، إذ استلم مكانه الرئيس محمود عباس.

وتتمركز سلطة القرار في الحركة بيد هيئتين رئيستين هما: المجلس الثوري لفتح، والذي يمثل اللجنة التشريعية، بالإضافة إلى اللجنة المركزية، والتي تمثل اللجنة التنفيذية لتشريعات المجلس الثوري، ويتم انتخاب أعضاء المركزية خلال مؤتمرات الحركة العامّة.

أبرز العمليات الفدائية

نفّذت الأجنحة العسكرية لحركة فتح مئات العمليات الفدائية ضد أهداف للاحتلال داخل فلسطين وخارجها، وقتلت مئات الإسرائيليين، فيما استشهد المئات من عناصرها.

ومن أبرز عملياتها "عيلبون" وهي العملية الأولى لقوات العاصفة، ودير ياسين (الساحل) التي قادتها الشهيدة دلال المغربي، و"بيت جبرين"، و"معركة الكرامة"، "ومطار ميونخ"، و"فندق سافوي"، وعملية أسر 6 إسرائيليين بحمدون اللبنانية ومبادلتهم على نحو 5 آلاف أسير فلسطيني في جنوبي لبنان، وعلميات فدائية خلال انتفاضة الأقصى.

اتفاقية أوسلو

كانت "قوات العاصفة" الجناح العسكري لحركة فتح تعد الأقوى منذ 1965 وحتى عام 1982، وبعد ذلك برزت أجنحة متعددة للحركة منها مجموعة الفهد الأسود و"الجيش الشعبي" التي نشطت خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وكتائب شهداء الأقصى التي نشطت مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.

في عام 1993 وافق المجلس الوطني لمنظمة التحرير متمثلًا بقيادته فتح وبحضور الرئيس الأمريكي السابق بل كلنتون على إضافة المفاوضات بجانب الكفاح المسلح للوصول إلى سلام عادل وشامل، وتم الاعتراف بـ"دولة إسرائيل وحقها في الوجود". اعترفت فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية بـ"أحقية إسرائيل في الوجود على الأرضي التي احتلتها قبل العام 1967"، واختارت المفاوضات طريقًا لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وفق القرارات الدولية. وبعد ذلك، أدخلت تعديلات على ميثاقها الوطني فحذفت البنود المتعلقة بإزالة "إسرائيل" من الوجود وكل ما يتعارض مع الاتفاق المذكور والاعتراف بها وحقها في العيش بأمن وسلام.

بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" للسلام عام 1993 بين الكيان الإسرائيلي ومنظمة التحرير- التي تعد فتح أكبر فصائلها- ومجيء لسلطة الفلسطينية قلّصت فتح الكفاح المسلح بشكل كبير، لكن قررت وقف العمل المسلح بشكل كامل في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ والذي جمع الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثًا آنذاك محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون.

سلّم مقاتلو كتائب شهداء الأقصى سلاحهم للأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة مقابل عفو إسرائيلي عنهم، فيما بقي الكفاح المسلح في قطاع غزة بعد سيطرة حماس على القطاع عقب أحداث الانقسام الداخلي عام 2007، بما في ذلك أجنحة عسكرية لحركة فتح تُخالف الرئيس عباس سياسيًا.

المؤتمر السابع

وعقدت حركة فتح مؤتمرها السابع يوم 29 نوفمبر 2016 واستمر خمسة أيام بحضور فصائل فلسطينية، من بينها حركة حماس والجهاد الإسلامي.

وانتخب أثناء المؤتمر الرئيس عباس قائدًا عاما لحركة فتح بالتزكية، وأعلن عن تعيين ثلاثة من قادة الحركة التاريخيين، وهم فاروق القدومي وأبو ماهر غنيم وسليم الزعنون أعضاء شرف دائمين في اللجنة المركزية.

 كما تم في المؤتمر السابع انتخاب أعضاء اللجنة المركزية للحركة ومجلسها الثوري، وأقر المؤتمر عند اختتامه مقترحا قدمه الرئيس عباس يرتكز على "التمسك بالسلام"، لمناقشته كبرنامج سياسي للحركة.

ضربة ترمب للتسوية

في 6 ديسمبر 2017 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، وهو ما يمثل ضربة قوية لعملية التسوية التي تنتهجها حركة فتح.

وعدّ الرئيس عباس قرار ترمب "إعلان انسحاب أمريكي من رعاية عملية السلام، وتقويضًا متعمدًا لجميع الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام".

وقال خلال خطاب ألقاه من مقر المقاطعة برام الله عقب قرار ترمب: إن "الإدارة الامريكية بهذا الإعلان اختارت أن تخالف جميع القرارات والاتفاقيات الدولية والثنائية وفضلت أن تتجاهل وأن تناقض الإجماع الدولي الذي عبرت عنه مواقف مختلف دول وزعماء العالم والمنظمات الإقليمية حول القدس".

وفي 31 ديسمبر أكد عباس في خطاب متلفز بمناسبة الذكرى 53 لانطلاقة حركة "فتح" "أن المؤامرة على القدس لن تمر، ولن نسمح لكائن من كان أن يمس بحقوقنا وثوابتنا الوطنية".

وأضاف "نواجه تحديًا جديدًا تقوده الولايات المتحدة الأمريكية انحيازًا ودعمًا لإسرائيل، وبذلك تكون الولايات المتحدة خالفت القانون الدولي والشرعية الدولية وفقدت أهليتها كوسيط في عملية السلام".

وأضاف أن "القدس تواجه مؤامرة كبرى لتغيير هويتها وطابعها، والاعتداء على مقدساتها الإسلامية المسيحية، وهي بحاجة ماسة لوقفة شموخ وإباء من الجميع في العالم، فالقدس الشرقية هي مدينة السلام، وكانت وما زالت وستظل إلى الأبد، عاصمة دولة فلسطين". المصدر: صفا