شبكة قدس الإخبارية

قرار ترامب حطم الحرس القديم في السلطة وهكذا سيردون؟

هيئة التحرير

دولي - قدس الإخبارية: قالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية في تقرير لمراسلها "راف سانشيز": "إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان مدينة القدس عاصمة لإسرائيل أحدث هزة للحرس القديم في قيادة السلطة الفلسطينية، التي كانت تعول طوال السنوات الماضية على فكرة الحل السلمي، ورفض خيار المقاومة المسلحة لتحقيق الدولة".

وأوضح تقرير الصحيفة البريطانية أن "كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي ظل يلاحق حلم الدولة الفلسطينية لعشرين عاما من خلال الحل السلمي، ولاحقه في البيت الأبيض في ظل أربع إدارات أمريكية، وناقش في السر والعلن المفاوضين الإسرائيليين المتصلبين، ودافع عن موقفه أمام المتشككين الفلسطينيين في شوارع غزة".

وأشارت الصحيفة إلى حديث لعريقات أعلن فيه بصوت مرتجف، وبعد دقائق من إعلان ترامب عن القدس عاصمة لكيان الاحتلال، عن نهاية حل الدولتين، قائلا: "لسوء الحظ، دمر الرئيس ترامب إمكانية حل الدولتين".

وأضاف التقرير، "قرار ترامب أحدث هزة داخل أروقة السلطة الفلسطينية، حيث حطم كل آمال الحرس القديم في السلطة تاركا إياهم أمام وضع غير واضح حول الكيفية التي سيقودون فيها شعبهم".

وتابع، "جيل من الكبار في العمر في السلطة الفلسطينية، الذين سافروا كثيرا، ويرتدون البدلات، ويقودوهم الرئيس محمود عباس، البالغ من العمر 82 عاما، ورفضوا المقاومة المسلحة من الشارع، ورفضوا الخطط التي تدعم المقاطعة على طريقة مكافحة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، وتمسكوا على اعتقاد أن بقاءهم على طاولة المفاوضات وتعاونهم مع الولايات المتحدة سيجعل الأخيرة تضغط يوما على "إسرائيل" لتسمح للفلسطينيين بدولة عاصمتها القدس الشرقية، وجدوا أنفسهم أمام خطاب لتحديد مصيرهم ومصير آمالهم تحدث به الرئيس ترمب في 11 دقيقة اختطف فيها حلمهم الكبير".

وينقل التقرير عن المحامية الفلسطينية التي عملت مستشارة قانونية لعباس، ديانا بطو، قولها: "يواجه عباس شيئا مثل يوم الحساب، فليس لديه ما يظهره عن 25 عاما من المفاوضات".

ويفيد التقرير بأنه "في الوقت الذي كان فيه عرفات يتحرك بين المقاومة والسلام، البندقية وغصن الزيتون، ظل عباس ملتزما بالمفاوضات، وأمر قواته بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي لمواجهة أي مظاهر عنف، وبسبب عدم التقدم في المفاوضات خلال 12 عاما من حكمه، فإنه خسر شعبيته، وطلبت منه نسبة 67%في استطلاع جرى في أيلول/ سبتمبر الاستقالة".

وتبين الصحيفة أنه في الوقت الذي قال فيه عباس والحلقة المحيطة به إن الولايات المتحدة فقدت الأهلية لقيادة المفاوضات، إلا أنهم لم يوضحوا الطريقة التي سيتحركون فيها ردا على هذا الوضع، ويقولون إنهم سيحاولون الاعتماد على الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي على المدى القريب، ولا يتوقعون أن يكون لدى الولايات المتحدة النفوذ الكافي للضغط على "إسرائيل".

وترجح الصحيفة أن عباس سيحاول في الوقت الحالي تجنب العاصفة؛ بانتظار خطة ترامب التي سيعلن عنها العام المقبل.