شبكة قدس الإخبارية

طفل و23 جنديا.. صورة عرَّت جنود الاحتلال

هيئة التحرير

الخليل – خاص قدس الإخبارية: بقامة لا تنحني ورأس مرفوع، محاطا بـ 23 جنديا، مقيد اليدين، معصوب العينين، اقتادت قوة كاملة من جنود الاحتلال الطفل فوزي الجنيدي 16 عاما، متباهين أمام عدسات وسائل الإعلام.

الخميس الموافق السابع من كانون أول الجاري، اشتدت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل، رفضا وتصديا للقرار الأمريكي الذي تضمن اعترافا بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، ومع تصاعد حدة المواجهات بدأت قوات الاحتلال بنصب الكمائن واعتقال الشبان المنتفضين، ليقع فوزي في إحدى الكمائن.

المصور الصحفي وسام الهشلمون وثق اعتقال الطفل فوزي بصورة لاقت تفاعلا كبيرا وانتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، واعتبرها المغردون تعرية لجنود الاحتلال الذين يلاحقون الأطفال والفتية، في محاولة فاشلة لقمع المواجهات.

إذ يحاول الاحتلال ردع المنتفضين والمتظاهرين، إلا أن استمرار المواجهات وتصاعدها بشكل لافت، يؤكد على أن سياسية الضرب والاعتداء ومحاولات الإذلال لا تنجح مع المنتفض الفلسطيني، وهو ما أثبت خلال الانتفاضات الفلسطينية السابقة.

حسب شهود عيان كانوا في المكان، قوات الاحتلال لاحقت الطفل فوزي وما أن مسكته حتى شرعت بضربه ضربا مبرحا، قبل أن تعصب عينيه وتقيد يديه، وتنقله من المكان، منذر الجنيدي عم الطفل فوزي يعلق مستهزأ، "أشعرنا جنود الاحتلال الذين أحاطوا فوزي خلال اعتقاله، أنهم اعتقلوا أكبر قادة الانتفاضة".

ويبين الجنيدي لـ قدس الإخبارية، أن ابن شقيقه فوزي هو الأكبر بين أشقائه الأربعة، توجه من منزلهم في حي رأس الجورة إلى مركز المدينة لشراء حاجيات للمنزل، إذ أنه ينوب عن والده المريض والمقعد، إلا أن فوزي وبوصوله إلى منطقة باب الزاوية التحق بالشبان الذين يواجهون قوات الاحتلال.

ويضيف أن فوزي تعرض للضرب المبرح من قبل مجموعة من جنود الاحتلال، وقد تم تهشيم وجهه، قبل أن يتم نقله إلى مستوطنة كريات أربع، مشيرا إلى أن العائلة أبلغت بنقله إلى مركز عصيون يوم الجمعة، وستعقد محكمة الاحتلال جلسة للنظر في ملفه يوم الأحد.

الطفل عبد الرحمن سمير عمرو 14 عاما، اعتقلته قوات الاحتلال أيضا خلال الكمائن التي نصبتها لقمع مواجهات يوم الخميس، لتحتجزه حتى يوم الجمعة قبل أن تفرج عنه.

والدة عبد الرحمن تروي لـ قدس الإخبارية، أن العائلة ولساعات طويلة لم تحصل على معلومات عن طفلها ومكان اعتقاله، وقد نقل لها شهود عيان كانوا موجودين لحظة اعتقاله أنه تعرض للضرب المبرح، قبل أن ينقله جنود الاحتلال من المكان.

وتضيف أن طفلها أصيب بجرح عميق في رأسه جراء ضربه، إضافة لرضوض في يده اليمنى وأنفه، وجروح مختلفة في أنحاء جسده، لافتة إلى أن نجلها يرفض الكلام عن تفاصيل ضربه واحتجازه، ويكتفي بالتأكيد أنه بخير مطمئنا والدته.

وتبين أن الإفراج عنه كان مشروطا بتسليمه استدعاء للتحقيق، ومطالبة العائلة بدفع غرامة مالية بقيمة 2500 شيقل.

فوزي وعبد الرحمن كانا من بين 21 فلسطينيا اعتقلتهم قوات الاحتلال يومي الخميس والجمعة خلال المواجهات التي اندلعت في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، اعتقالات تخللها اعتداءات بالضرب المبرح.

مدير هيئة الأسرى في الخليل إبراهيم النجاجرة أكد لـ قدس الإخبارية على أن قوات الاحتلال صعدت خلال اليومي الماضيين من عمليات الاعتقال خلال المواجهات والاعتداء بالضرب على المعتقلين، مبينا أنه ما تم توثيقه حتى الآن 21 حالة اعتقال من بينهم ستة أطفال، ومعظمهم تعرضوا للتحقيق والضرب.

وتابع، "قوات الاحتلال تستغل عمليات الاعتقال لتفريغ حقدها وغضبها على الفلسطينيين من خلال ضرب المعتقلين ومحاولة إذلالهم خلال عمليات الاعتقال والتحقيق"، مضيفا، أن قوات الاحتلال تتعمد أيضا عرقلة توثيق الصحفيين لعمليات الاعتقال، وقد تم توثيق عدة حالات لاحتجاز الصحفيين ومنعهم من مواصلة التغطية الميدانية.