شارك يوم أمس الجمعة ما يقارب ألف فلسطيني من النقب في صلاة الجمعة التي أقيمت في ساحة مسجد بئر السبع المغلق منذ احتلاله عام 1948، في محاولة للضغط على السلطات الإسرائيلية لإعادة فتحه أمام المصلين.
وفي خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ حماد أبو دعابس، رئيس الحركة الإسلامية (الجنوبية) في الداخل المحتل، شكر المصلين المشاركين على صبرهم على حرارة الشمس، معتبرا ان هذه الوقفة تعبر عن طاعة لله، وعدم رضا عن الاعتداء على المساجد.
وذكّر الشيخ حماد بالخطوات السابقة في مجال المطالبة بإعادة المسجد للصلاة، والتي لم تنصف فيها المحاكم الإسرائيلية المسلمين، وترفض افتتاح المسجد تحت "حجج أمنية". وأكد الشيخ حماد على مواصلة النضال حتى تحرير المسجد وافتتاحه للصلاة.
وقد بني مسجد بئر السبع أو المسجد الكبير في العام 1906، وبقي مفتوحاً للصلاة حتى احتلاله عام 1948. وقامت قوات الاحتلال بتحويله إلى معتقل ومبنى للمحكمة حتى عام 1952. ومن العام 1953 حتى العام 1991 استخدم المبنى من قبل سلطات الاحتلال تحت اسم "متحف النقب". ومن العام 1991 حتى 2002 كان خالياً مهجوراً دون أي استخدام.
وفي العام 2002، قام مركز "عدالة لحقوق الأقلية العربية في "إسرائيل" بتقديم التماس إلى المحكمة العليا يطالب فيه بافتتاح المسجد أمام المصلين.
وفي حزيران 2011، قررت المحكمة العليا تحويل مبنى الجامع لمتحف متخصص بالثقافة الإسلامية وشعوب الشرق، بدلاً من افتتاحه للمصلين. ورغم هذا القرار من المحكمة الإسرائيلية إلا أن بلدية بئر السبع الإسرائيلية استمرت باستخدام المبنى لأهداف أخرى، كان آخرها في آب 2012 حينما أعلنت عن "مهرجان النبيذ" في ساحة المسجد، ولكنه منع بعد توجهات قضائية عدة واحتجاجات أهالي النقب.
ويعيش في مدينة بئر السبع اليوم ما يقارب 5000 فلسطيني مسلم جلّهم من القرى الفلسطينية المجاورة، إذ تم تهجير أهلها بالكامل عشية النكبة. ولكن يقدر أحد المشاركين في صلاة الجمعة يوم أمس أن ما يقارب 30 ألف مسلم يرتاد المدينة يومياً ما بين عمال أو طلاب أو متسوقين، خاصة أنها أكبر مدينة جنوب فلسطين المحتلة، وهؤلاء لا يجدون مكاناً للصلاة في المدينة، على حد قوله.