شبكة قدس الإخبارية

ثلاث قواعد قبل التصويت لمحمد عساف في Arab Idol 2

٢١٣

 

خالد صافي
القاعدة الأولى: لا أجبرك أن تقبل وجهة نظري، ولن أكرهك إن خالفتني. القاعدة الثانية: لا أحب الغناء ولا أدعم ولا أصدّق البرامج التي تسرق أموال المشاهدين تحت مسمى “صوّتوا لنجمكم المفضّل”. عساف من وجهة نظري: محمد عساف شاب فلسطيني مبدع وموهوب، خرج من المخيم من مدينة الشهداء خان يونس، يحمل حلمًا كبيراً على كاهله ولديه طموح وإصرار غزاوي واضح، وجد برنامج اكتشاف المواهب العربي Arab Idol طريقاً لتحقيق حلمه بالنجومية، قفز فوق الجدار ليسجل اسمه ضمن قائمة المرشحين، وفي اللحظة الأخيرة وصل لجنة الاختبار ونجح في حجز تذكرته إلى لبنان، وعندما غنّى أغاني وطنية من العمق الفلسطيني أبهر المتابعين، تجاوز عدد مشاهدي أغنيته “يا طير الطاير” مليونين ونصف على يوتيوب خلال أول عشرة أيام. أهل الاختصاص يؤكدون أن (عساف) موهبة فريدة، وصوت جبلي مميز، وأغانيه لها طابعها الخاص ومتابعيه في ازدياد بشكل مطرد يفوق منافسيه بمراحل كبيرة. بغض النظر عن البرنامج وتسميته وجماهيره وغرضه وأهدافه، هذا الشاب أثبت أن لديه ما يقوله، واستطاع بمواله والكوفية الفلسطينية على كتفيه أن يُعيد لملايين المشاهدين ملامح فلسطين من خلال قسمات وجهه التي أنهكها الألم والحصار. اختراق مطلوب: وجود الخانيّ محمد عساف في بيروت كمشارك في برنامج أغاني عالمي ترقبه ملايين العيون ويضخ مليارات الأصوات والدولارات اختراق شعبي كبير حري بأصحاب القضية أن ينظروا له من زاوية أخرى. تابعوا تعليقات الشباب والفتيات على مواقع الإعلام الجديد عندما يغني نجمهم، فتشوا عن المقاطع الغنائية في جوّالاتهم وحواسيبهم المحمولة، استمعوا لأحاديثهم أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع لتعرفوا كم تغلغل محمد عساف في دمائهم.. شريحة عريضة وجدت أن هذا البطل دق الجدران وبقوة، وحقق حلماً كان ومازال يراودهم، وعبّر عن حالهم عندما عبر، وكشف عن رغبتهم في الظهور والاكتشاف والتعبير عن مواهبهم عندما غنّى، حتى وإن كان معظمهم مجرد من الموهبة؛ لذا فمن الضيم تجهيل هؤلاء أو تهميش أحلامهم. للمهمين إن كانوا مهتمين: هجرتم التلفاز لآخرين يبثون رسالة السم لأبنائكم ورضيتم أن تكونوا من المشاهدين، قاطعتم الأفلام والأغاني والمسلسلات لأنها حرام، ولم تكترثوا للإدمان الذي لم يستثن منا أحداً، احتجبتم عن المشاركة في البرامج الشبابية الترفيهية بدعوى أنها غثاء، واكتفيتم بأن تكونوا أرقاماً من بين المتابعين، تركتم شبابنا لسنوات عريضة تغذيهم الأفلام بقصص عن البطل الذي لن يتزوج بنت السلطان إلا بعدما يصبح مغنياً مشهوراً، ولن يطعم أمه وإخوانه إلا إذا عرف مسئولاً أو وجد ثروة فجأة.. كبر الشاب وكبرت أحلامه بـ “الصدفة” معه، وانحصرت آماله في “الفرصة”، وعاش بانتظار “لحظة” اكتشاف في برنامج يسرق الأضواء ويعج بالنجوم، فمن الإنصاف قبل أن تلوموه على محاولته وتجرّموا تصويت الآخرين له، أن تعطوه أسماء برامجكم الجماهيرية، وجوائزكم التقديرية، واهتماماتكم الفنية، لتكونوا نداً لهم. ببساطة اختار الشاب مكاناً لموهبته غير حضنكم؛ لأن غيركم في هذا المجال سبقكم بسنين ضوئية. حلال أم حرام؟ لم نعد نعرف الفرق بين الأغاني الحرام والأناشيد الحلال، كلاهما مفعم بالموسيقى، ويستفز المستمع لهز وسطه، ومحترفوه يُطلق عليهم مسمى أرباب الفن وأهله، أما عن الكلمات فهي تتغنى في المحبوبة وتصف الشوق لها ولمفاتنها، لنكتشف في النهاية أن الحبيبة هي أوطانهم الجريحة، أو أماتهم الكسيحة، وأن هذا العاشق المفتون ما هو إلا بطل نبيل، يحمل رسالة فن جميل، فبأي معيار نرفض هذا ونقبل ذاك؟ القاعدة الثالثة: فلسطين بحاجة لكل صوت للحديث عن ملامحها وشوارعها، وأزقتها وقضيتها، وتاريخها وشعبها، فإن كان هذا الصوت نشازاً من وجهة نظرك، فاعلم أن الله خلقه كذلك لغاية أخرى.